بالأمس كان حفلاً كبيراً وبزخماً عربياً وعالمياً شهدته العاصمة النرويجية " أوسلو" في مراسيم مهيبة لتوزيع جائزة نوبل للسلام للعام 2011م التي جاءت هذه المرة من نصيب نساء سطرن دور بطولي ،حيث منحت لأصغر فائز بالجائزة وهي اليمنية" توكل كرمان" تقاسماً مع الليبيريتين "أيلين جونسون سيرليف وليما جبوويه" لدورهن الكبير في مناصرة حقوق الإنسان والدفاع عنها خلال الأنظمة الديكتاتورية التي حكمت بلداهن خلال فترات من الزمن. مراسيم توزيع جائزة نوبل وتكريم الناشطة اليمنية جعلت أنضار اليمنيين جمعا تنصرف عن متابعة أداء اليمين الدستورية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة يوم أمس في قصر الشعب كما يقُال عند الثوار،انه هذه الحكومة انقلاب على الشرعية الثورية بعد تضحيات جسام قدمها الشباب لإنجاح ثورتهم ضد نظام حكم البلاد بقوة السلاح والاستبداد . حيث اتجهت الانضار في كل بقاع اليمن والعالم نحو عاصمة النرويج "أوسلو"وذلك لمتابعة مراسيم حفل التوزيع لجائزة نوبل للسلام لهذا العام والتي كان للسيدة توكل كرمان نصيباً منها وكذا متابعة كلمتها التي وصفت بالتاريخية أمام العالم كونها أوصلت رسالة عن تطلعات الشعب اليمني في الحرية والتغيير وما يتعرضون له من أعمال وحشية وجرائم إبادة من قبل القوات الموالية لصالح لمجرد المطالبة بابسط الحقوق والعيش الكريم كما قال الثوار. كلمة كرمان أعادت الزخم الثوري إلى كل قلوب الشباب الغاضبين مما يحدث على مستوى الساحة اليمنية بين طرفي الصراع السياسي خاصة بعد الإعلان عن تشكيل ما بات يعرف ب "حكومة الوفاق الوطني" التي تقاسمتها أحزاب المعارضة التي أصبحت الآن شريكا في السلطة والمؤتمر الشعبي العام الذي انفرد بالحكم من عقود سابقة . الشباب في ساحات الثورة كانت لهم ردود أفعال ثورية خالصة كما نقلتها وسائل الإعلام بعد كلمة مدوية أزعجت كل السياسيين في الداخل خاصة شركاء الحياة والسلطة السياسية حالياً،بعد الرفض الكبير من موقف تلط الأطراف من الثورة ومحاولة الالتفاف عليها وتحويل مسارها الثوري إلى أزمة سياسية كما أوضح قادة من الشباب في الثورة . منذ صباح اليوم كانت كلمة السيدة توكل كرمان في" أوسلو" حديث الشارع اليمني بين الشباب وكبار السن وحتى الصغار وعلى وسائل النقل العمة والخاصة لما حملته الكلمة من خطاب ثوري شديد نحو النظام والعالم وخاصة الدول التي ما تزال تدعم صالح . كانت ساحة التغيير مساء اليوم تحتفل بتكريم السيدة توكل كرمان في مراسيم التوزيع وتسليم الجائزة مع الليبيريتين معتبرين ذلك اعتراف شرعي بالثورة السلمية التي اندلعت ضد نظام صالح خلال عشرة أشهر من النضال والعمل الثوري الذي ابهر العالم .