تواصل ثورة المؤسسات خط سيرها نحو التخلص من كل من يطلق عليهم "الفاسدين" في جميع الدوائر الحكومية التي عانت من قضايا فساد ونهب للمال العام خلال ثلاثة عقود من الزمن جعل اليمن على حافة الانهيار خاصة المجال الاقتصادي الذي يعاني وما يزال يعاني من تدهور حاد يوماً بعد يوم جراء أعمال النهب لمقدرات اليمن . موظفو المؤسسات الحكومية استطاعوا أن يزيحوا عدداً من كبار رموز الفساد في مؤسساتهم من خلال ابتكار لغة جديدة وطريقة تعبر عن ثورة الشباب وهي المظاهرات الاحتجاجية والإضراب عن العمل داخل مؤسسات الدولة . على مستوى ثورة التعليم في المدارس قالت مصادر محلية في صنعاء إن مديرة مدرسة "الرسالة "الكائنة في منطقة السنينة غرب العاصمة صنعاء استعانت بعدد من زميلاتها أطلق عليهن "بلطجيات" لإغلاق المدرسة بعد المسيرة الحاشدة التي نظمتها الطالبات يوم أمس إلى أمام منزل الرئيس بالإنابة عبدربه منصور هادي للمطالبة بتغيير مديرة المدرسة وفي سياق متصل أفادت مصادر من مدرسة "عائشة" للبنات بأمانة العاصمة انه تم الاعتداء على عدد من الطالبات من قبل من يوصفون ب " البلاطجة" تابعين لمديرة المدرسة وذلك على خلفية احتجاجات للطالبات داخل المدرسة ضد المديرة والمطالبة بتغييرها . وحذر أولياء أمور الطالبات بمدرسة عائشة من الاعتداء على بناتهم داخل المدرسة من قبل بلاطجة استعانت بهم مديرة المدرسة ،وحملوا المسؤولية المديرة وما ينتج من عملية الاعتداء على بناتهم داخل المدرسة . وكان العشرات من موظفي بنك التسليف التعاوني الزراعي بالعاصمة قد نفذوا اعتصماً للمطالبة بإقالة المتورطين بقضايا فساد واعمل نهب خلال فترات سابقة ،داعيين البنك المركزي اليمن بالتحفظ بالأرصدة الخاصة بالبنك وعدم صرفها لرموز فساد في إدارة البنك كما تحدثت مصادر من الموظفين إلى موضع آخر ذات صلة نفذ المئات من شباب ساحة التغيير بصنعاء مسيرة داخلية للتأكيد على رفض الحصانة للرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح من خلال مشروع الحصانة المقدم من حكومة الوفاق الوطني إلى البرلمان يوم أمس والذي رفض أعضاؤه قراءة المشروع وسط الجدل والاتهامات المتبادلة بين طرفي النزاع السياسي . في الوقت الذي ما تزال عدداً من المؤسسات الحكومية تواصل مسيرة النضال السلمي لتطهير المؤسسات من كل رموز الفساد في مدن اليمن ،حيث لم يكن باستطاعة حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها محمد سالم باسندوة الوقوف أمام تلك الثورة التي استمدها موظفي تلك المؤسسات من ساحات التغيير ومن شباب الثورة .