يتجدد موعد «كلاسيكو» كرة القدم الاسبانية عندما يستقبل ريال مدريد حامل اللقب برشلونة وصيفه، في ذهاب ربع نهائي مسابقة كأس الملك اليوم على ملعب «سانتياغو برنابيو». وكان الموسم الماضي شهد مواجهات مثيرة عدة بين الغريمين في الدوري والكأس ودوري ابطال اوروبا، فخرج برشلونة متوجا بألقاب الدوري ودوري الابطال والكأس السوبر الاسبانية مطلع الموسم الحالي على حساب ريال الذي اكتفى بلقب وحيد تمثل بكأس اسبانيا على حساب برشلونة بالذات. أما في الموسم الحالي، فقد فاز برشلونة على ارض غريمه 3-1 في الدوري في ديسمبر الماضي. وتحمل المباراة نكهة مميزة، اذ يعيش ريال مدريد، حامل اللقب 18 مرة، فترة رائعة، من خلال تصدره الدوري المحلي بفارق 5 نقاط عن برشلونة حامل الرقم القياسي بعدد القاب المسابقة (25 اخرها العام 2009)، وهو يبحث عن الثأر من الخسارة الاخيرة امام الفريق الكاتالوني. وقال مدرب برشلونة جوسيب غواردويلا: «من الجيد دوما ان تخوض المباراة بعد فوزك (على بيتيس 4-2 في الدوري)، لكننا نعرف هوية الخصم وأسعى لتقديم افضل مباراة». اما تشافي فقال: «مسابقة الكأس مختلفة لذا علينا تغيير عقليتنا. نفكر الان في تخطي هذا الدور»، وتابع: «لا شك لدينا حول طريقة لعبنا، وفلسفتنا لا تتغير، فنحن نهاجم دوما». وشكا تشافي من سوء التحكيم في مباريات فريقه وأكد أن لديه إحساسا بأن برشلونة سيتعرض هذا العام «للإيذاء أكثر من الأعوام السابقة». وأكد: «هناك لحظات يتسبب فيها الحكام بإيذائنا. لدي إحساس بأنهم يقومون هذا العام بإيذائنا أكثر من الآخرين. أضروا بنا أكثر مما أفادونا. الأمر صعب على الحكام لكننا نعاني هذا العام من هذه الكارثة. لا نريد أن نشتكي، إنها الحقيقة». وتتعارض هذه التأكيدات مع تصريحات غوارديولا الذي أكد: «أحيانا يحابوننا، تلك هي اللعبة. أقولها الآن صريحة، كي لا يقول لي أحدهم لاحقا أن المرء يشتكي في الوقت الذي يراه ملائما». وتختلف هذه المواجهة عن غيرها لأن الخاسر سيودع الكأس مبكرا، لكن تشافي لا يخفي أنه «في حالة الفوز أو الخسارة، سيكون التأثير المعنوي مهول»، وختم: «سنحاول حسم التأهل. الهدف هو الفوز بهذه الكأس. سنرى من يفوز وكيف سنكون لاحقا. دائما هناك أمر إضافي، من يخرج فائزا يحصل على جرعة من الثقة، ومن يخسر سيكون عليه التركيز في ما تبقى لديه من بطولات». وتشهد مباريات الكلاسيكو في العامين الاخيرين، مواجهات خاصة بين الارجنتيني ليونيل ميسي، افضل لاعب في العالم في الاعوام الثلاثة الاخيرة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو متصدر ترتيب الهدافين في الدوري الاسباني، والمدربين غوارديولا الذي اختير مؤخرا افضل مدرب في 2011، والبرتغالي جوزيه مورينيو الطامح الى اعادة ريال مدريد الى سكة الالقاب. وكان حارس ريال ايكر كاسياس اقل حماسا من غوارديولا: «عندما نخوض مباريات قليلة في ال «كلاسيكو»، تكون الاجواء رائعة، لكن برأيي عندما نخوض مباريات عدة نفقد النكهة الفعلية للمواجهة». ورأى مدافع برشلونة جيرار بيكيه: «لا مرشحين بين ريال مدريد وبرشلونة. تحمل المواجهة اثارة كبرى، خصوصا عندما نتعب من الناحيتين الجسدية والذهنية». ولا شك في ان ميسي يبقى رمز كل إحباطات ريال مدريد إلى جوار غوارديولا في الأعوام التي سحق فيها برشلونة غريمه. وبقميص برشلونة، أحرز اللاعب الأرجنتيني 13 هدفا في مرمى كاسياس خلال 16 مباراة، بل انه سجل في مرماه أهدافا في «سانتياغو برنابيو» أكثر مما فعل في «كامب نو». ولم يعد القلق بشأن تجديد عقد غوارديولا هو فقط ما يشغل مشجعي برشلونة قبل لقاء ال»كلاسيكو» اليوم بل يرى هؤلاء أيضا أن الفريق يحتاج إلى التعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية الحالية. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «سبورت» الكاتالونية أن 62 في المئة من القراء يرون أن برشلونة يحتاج للتعاقد على الأقل مع مدافع جديد بعد الإصابة التي تعرض لها الشاب أندريو فونتاس. وتقلص عدد اللاعبين الجاهزين إلى 15 بعدما انضم فونتاس الى قائمة تضم أيضا دافيد فيا والهولندي إبراهيم أفيلاي وبدرو رودريغيز فيما يغيب المالي سيدو كيتا لمشاركته في بطولة كأس الأمم الأفريقية، الى جانب رحيل البرازيلي ماكسويل إلى صفوف باريس سان جرمان الفرنسي. من جهته، استعد ريال مدريد للمباراة في ظل غياب البرتغالي بيبي لكن النادي أكد أن الأرجنتيني أنخيل دي ماريا قد يكون حاضرا علما انه يخوض الفترة الأخيرة في عملية التأهيل من الإصابة العضلية التي تعرض لها. كما عاد التركي حميد التينتوب إلى التدريبات فيما يواصل الألماني سامي خضيرة عملية التعافي من الإصابة. وتبدو الفرصة سانحة مجددا أمام البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد ليقدم المستوى الذي يرتقي الى مستوى مباريات ال «كلاسيكو». ويحتاج رونالدو إلى الظهور بأفضل مستوياته حتى يستعيد مكانته كنجم بارز وهي المكانة التي أصبحت مهددة بالفعل حتى لدى مشجعي ريال. ويرى البعض أن رونالدو لا يؤدي بشكل جيد في المباريات الكبيرة والحاسمة وخصوصا أمام برشلونة. وقال اللاعب: «أريد فقط تحقيق الفوز في كل مباراة. وأرغب دائما في تقديم عروض جيدة. هذا ما أحاول أن أفعله، أن أفوز وألعب بشكل جيد. حافزي ينطلق من هذه الرغبة بغض النظر عن هوية المنافس». لكن الحقيقة أن آخر مباراة بين الفريقين شهدت حدثا غير مسبوق في مسيرة رونالدو حيث تعرض لهتافات وصفارات الاستهجان من المشجعين ومن بينهم بعض مشجعي ريال. ورغم مرور أكثر من خمسة أسابيع على الخسارة امام برشلونة 1-3، ما زالت الانتقادات الجماهيرية منصبة على رونالدو الذي لم يحتفل بهدفه في مرمى غرناطة (5-1) في الدوري. وأثار ذلك دهشة الكثيرين وشغل مساحات شاسعة من صفحات الصحف كما أثار جدلا هائلا في وسائل الإعلام. والحقيقة أنه من الصعب في أي فريق آخر أن تجد مثل هذا السلوك من جماهير ضد لاعب سجل 26 هدفا في 27 مباراة في مختلف بطولات الموسم الحالي. لكن هذه الإحصائيات تتحول إلى نقيض مزعج عندما ينحصر الحديث عن مباريات رونالدو أمام برشلونة. وفي عشر مباريات «كلاسيكو» خاضها منذ انتقاله الى «الملكي»، سجل النجم البرتغالي هدفين فقط. ويلتقي اليوم ايضا اتلتيك بلباو حامل اللقب 23 مرة مع ريال مايوركا وغدا فالنسيا حامل لقب 2008 مع ليفانتي. وتقام مباريات الاياب في 24 و25 و26 يناير الجاري.