اقام مركز ابن عبيد الله السقاف في حضرموت فعاليات ثقافية تهدف للحفاظ على موروث الألعاب الشعبية التي تعد إفراز طبيعي لسطحية أو عمق وقيم وثقافات المجتمعات ومرآة عفوية لأي مجتمع في أي مكان كان . وقد تم خلال الفعاليات التي يقيمها المركز لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون القاء محاضرات لعدد من المؤرخين جسدت عمق وثراء المجتمع الحضرمي في هذا الجانب، فتاريخه وحياته زاخرة بهذا المخزون الذي يصعب الوصول إلى أعماقه نظراً لغزارته وتعدد أطرافه و ألوانه وبعد دلالاته الوثيقة بالقيم الدينية والتربوية و تلاحم المجتمعي مما يثير الدهشة والغبطة . ويعد التراث الحضرمي الغني بالعديد من الألعاب الشعبية بمختلف ألوانه ف "الشبواني و الرزيح و الزامل و البرعة والكيالة والزربادي" ما هي إلا بعض هذه الفنون والألعاب ولكل نوع مناسبته ودلالاته , وهناك فرق خاصة لكل فن من هذه الفنون , التي تجتذب جميع فئات المجتمع بلا استثناء . ومن ألعاب الصبيان و الشباب على وجه الخصوص ( الدحنك ) وهي ما يسمى اليوم ب ( الهوكي ) حيث كان شباب حضرموت يلعبها قبل غيرهم منذ أكثر من ثلاثمائة عام ,ولهذه الفئة العمرية حصة واسعة من الفنون والألعاب يمارسونها في أوقات مختلفة بحسب الساعات والأيام والمواسم والفصول والأنشطة الفلاحية و المناسبات الإجتماعية أو الحوادث العامة والخاصة , ومن اسماء هذه الألعاب ( القله و ( الخية ) و ( الزاح ) و ( قفز العوشري ) و ( الصونج ) و ( ريس بيد ) و ( التبن ) و ( الكعارير ) و ( الطائرات الورقية ) وغيرها الكثير , كل ذلك يمارس بإنتظام وتنظيم لا يشغلهم عن أمور دينهم أو دنياهم بأي حال. ومن أبرز الألعاب ذات البعد الذهني العميق ( الثبت ) و هي قريبة نسبياً إلى الشطرنج و ( دقه في دقه ) و ( شطك في شطك ) وهذه الألعاب يقبل عليها في الغالب الشيوخ أو ممن تجاوزوا فترة الشباب والمراهقة , كونها تتطلب حذاقة وتركيز ذهني كبير . أما النساء و البنات فلهن عالم ثري بالألعاب التي ربما في بعضهن سبقن أو تشابهن مع أخواتهن من الدول العالم ومن أبرز ألعابهن التي تسهم في تواصلهن و ترويحهن وتثقيفهن وتنمية مهاراتهن ( الكورت ) و ( الترازيح ) و ( شباشبا ) و ( طب طاب العُطُب ) و ( النقيلة ) وغيرها كثير .