يصبُّ تطرف سكان جزر الفوكلاند الزيت على نار النزاع الملتهب بين بريطانياوالأرجنتين حول السيادة على الجزر الواقعة في الجزء الجنوبي من المحيط الأطلسي ويدفع في اتجاه تصادم البلدين على نحو قد تكون عواقبه وخيمة، إذ خرجت صحيفة «بنغوين نيوز» الصادرة في الفوكلاند عن حدود اللياقة وتمادت بتسمية رئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانديز دو كيرشنر ب «العاهرة» في مقال لها، أول من أمس أثار حفيظة الأرجنتنيين وأسهم في إثارة مشاعرهم الملتهبة أصلا في شأن النزاع على الجزر. ومع أن الصحيفة توزَع محليا في ستانلي عاصمة الفوكلاند وباقي أنحاء الجزر التابعة لها التي يزيد عدد سكانها قليلا عن 3 آلاف نسمة فقط، إلا أن الصحيفة تحتفظ لها بموقع على شبكة الإنترنت بدأ يحظى في الآونة الأخيرة بشعبية واسعة بسبب الاهتمام العالمي بالنزاع الدائر حول الجزر بين بريطانياوالأرجنتين، ما يساعد في نشر ما يُكتب في «بنغوين نيوز» على نطاق واسع. ولم يقتصر تطرف سكان الفوكلاند، وغالبيتهم من أصول بريطانية، على الإساءة لشخص الرئيسة فرنانديز والتشهير بها، بل سبقها نشر خريطة جنوب أميركا التي كتب عليها بدل الأرجنتين «بحر البراز». وهب الأرجنتينيون الذين يُكنون مودة خاصة لرئيستهم في موجة احتجاج هائلة على الإهانة. ورصد المراقبون السياسيون خلال ساعتين فقط عقب ظهور التسمية في «بنغوين نيوز» ما يزيد عن 2000 ردّ غاضب ظهر على موقع واحد فقط على شبكة الإنترنت يعود لصحيفة «لا ناسيون» الأرجنتينية التي تصدر في بيونس آيريس جميعها من مواطنين غاضبين. ويرفض الأرجنتينيون أصلاً تسمية الجزر بالفوكلاند ويسمونها لاس مالفيناس ويتمسكون بحقهم في ملكية الجزر وسيادة الأرجنتين عليها. وكانت «بنغوين نيوز» نشرت تقريرا حول الخطاب الذي ألقته فيرنانديز مساء الثلاثاء الماضي اكدت فيه أن الأرجنتين ستتوجه بطلب إلى الأممالمتحدة لبحث مسألة السيادة على الجزر المتنازع عليها، ولم تجد الصحيفة عنواناً أفضل لتقريرها سوى كلمة واحدة بالبنط العريض هي «عاهرة» وتحتها مباشرة صورة عريضة لفيرنانديز تصدرت الموضوع. وسعت هيئة تحرير الصحيفة إلى إخفاء كلمة «عاهرة» لاحقا بعدما انتبهت إلى الضجة التي أثارتها التسمية في الشارع الأرجنتيني، إلا أن عددا كبيرا من القراء كانوا نسخوا الطبعة الأصلية واحتفظوا بها ووزعوها على شبكة الإنترنت. واشتكت ليزا واتسون، رئيسة تحرير «بنغوين نيوز»، أن الصحيفة تتلقى وابلا من المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية والمكتوبة التي تحمل تهديدات وشتائم وإهانات لا توصف رداً على الإساءة لفيرنانديز. ووصل الأمر حداً اضطرت فيه إدارة الصحيفة للتوقف عن الرد على المكالمات الهاتفية. وقالت واتسون أن بعض الرسائل التي تلقتها من أفراد أرجنتينيين أهدوها قبلاتهم فيها ثم قالوا أنهم «قادمون قريباً إلى الفولكلاند وستكون مهمتهم الأولى قتلها». وكانت رئيسة الأرجنتين اتهمت في خطابها بريطانيا بعسكرة النزاع والتهديد بالقوة العسكرية، فيما اتهم البريطانيون الأرجنتين بأنها هي التي تستعرض عضلاتها. وقالت رئيسة الأرجنتين أنها كلفت وزير خارجيتها بتقديم طلب إلى الأممالمتحدة لبحث النزاع مع بريطانيا. وحذرت فيرنانديز من «خطورة عدم لجم العدوان الكولونيالي البريطاني على الأمن الدولي». وخاطبت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مباشرة قائلة: «أريد أن أطلب من رئيس وزراء بريطانيا أن يمنح السلام فرصة. امنح السلام الفرصة. لا للحرب».