جمعت الفريقين عصر اليوم بالعاصمة المالديفية ماليه. ورغم هذه الهزيمة القاسية فقد بلغ المنتخب اليمني الدور الثاني من التصفيات الآسيوية لمونديال جنوب أفريقيا كونه كان قد فاز بمباراة الذهاب التي جمعت الفريقين بالعاصمة صنعاء بثلاثة أهداف نظيفة في الثامن من أكتوبر الجاري. وظهر المنتخب المني في مباراة اليوم بمستوى متواضع للغاية أمام فريق آسيوي مغمور يلعب جيدا في أرضه وبين جمهوره , وبدا أن لاعبي المنتخب اليمني افتقدوا كثيرا للحماس والرغبة في الفوز وتأكيد أفضلية الكرة اليمنية, إضافة إلى وجود الكثير من الاستهتار والتساهل الذي كان عنوانا بارزا خلال المباراة كما شاهدها الجميع عبر شاشة الفضائية اليمنية التي أرادت أن تقدم خدمة لجمهور الكرة اليمنية بنقل مباراة للمنتخب اليمني من أقصى جنوب شرق آسيا في حالة من الحالات النادرة. البداية كانت قوية من الفريق المضيف الذي لعب برغبة الفوز الواضحة على أدائه وحسن انتشار لاعبيه وقراءتهم للملعب جيدا, وبدى وكأن مدرب المنتخب المالديفي قد درس مباراة الذهاب جيدا، وتعرف على نقاط ضعف لاعبي المنتخب اليمني, فعمد لاعبو المالديف إلى الضغط القوي والمباشر بحامل الكرة منذ اللحظات الأولى, وشكل اللاعب علي إشفاق مصدر الخطورة الحقيقية في هجوم الفريق المالديفي من خلال تحركاته الحرة في كل الاتجاهات بالاعتماد على مهاراته الفردية التي وظفها اليوم جيدا لمصلحة الفريق على عكس مباراة الذهاب في صنعاء والتي تميز فيها من الفريق المالديفي علي أشفق إلا أنه لم يتمكن من توظيف قدراته حينها لمصلحة الأداء الجماعي. البداية في الشوط الأول كانت للمالديف, ولم تبدأ المحاولات الجادة للمنتخب اليمني إلا بعد ثمان دقائق عن طريق تسديدة طائشة من فكري الحبيشي، الذي كان بعيدا كل البعد عن مستواه خطورته المعهودة, وفي نفس الوقت بدا خط الظهر بقيادة محمد صالح يوسف غير متماسك وبعيدا عن الانسجام والترابط مع خط الوسط بقيادة أكرم الورافي. ولعب هيثم الأصبحي متقدما في خط الهجوم الأمر الذي أفقده فاعليته المعروفة عنه في المركز الذي يجيده ويفضله دائما خلف المهاجمين, وذلك نتيجة غياب المهاجمين عن تشكيلة المنتخب للإصابة أو لرغبة المدرب المصري محسن صالح في التجديد كما يصرح دائما, أو لأسباب أخرى. الهدف المالديفي الأول جاء في الدقيقة الخامسة عشرة بإمضاء اللاعب شامل قاسم الذي استغل دربكة أمام خط المرمى اليمني وكرة مرتدة من العرضية بعد خروج خاطئ من الحارس سالم عوض ليسكنها الشباك اليمنية مسجلا هدف التقدم المالديفي الذي عبر عن واقع وحال الأداء من الطرفين. وفي الشوط الثاني لم تجد تغييرات وتعليمات المدرب المصري محسن صالح في تغيير الأداء للاعبي المنتخب اليمني الذين غلب عليهم الارتجال والعشوائية, وسمحوا للاعبي المنتخب المالديفي بتهديد مرمى سالم عوض مرات عديدة. وفي الوقت الذي انتظر في الجمهور اليمني تعديل النتيجة فوجئ الجميع هدف مالديفي ثاني حطم الآمال اليمنية في الدقيقة 67, وجاء هذه المرة بإمضاء اللاعب المالديفي على أشفق الذي نجح في التلاعب باثنين من أفضل مدافعي المنتخب اليمني وهما زاهر فريد وحمادة الوادي واللذين ظهرا في لحظة الهدف بصورة لا تشفع لهما أبدا. وكان بإمكان المنتخب المالديفي تعزيز النتيجة في أكثر من مناسبة في الشوط الثاني وخصوصا مع إنفراد اللاعب علي عمر الذي توغل في اليمين في الدقيقة81، مقتربا من مرمى سالم عبد الله عوض لولا التدخل الدفاعي الذي جاء متأخرا لينقذ الموقف. وبهذه النتيجة تكون أفضلية التأهل للدور التمهيدي الثاني من التصفيات الآسيوية للمنتخب اليمني بفارق هدف واحد بعد فوزه في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة بالعاصمة صنعاء. ووفقا لجدول الإتحاد الآسيوي الخاص بالمنافسات, سيلعب المنتخب اليمني في الدور الثاني مع الفائز بمجموع مباراتي فلسطين وسنغافورة, حيث فاز المنتخب السنغافوري على نظيره الفلسطيني في مباراة الذهاب التي جرت بالعاصمة القطرية الدوحة في الثامن من أكتوبر الجاري بأربعة أهداف نظيفة, وأجلت مباراة الإياب التي كان مقررا لها اليوم في العاصمة السنغافورية بسبب عدم سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمنتخب الفلسطيني بالخروج من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لهذه المباراة. مباراة الذهاب في الدور الثاني حدد لها التاسع من نوفمبر المقبل, مباراة الإياب في الثامن عشر من الشهر نفسه. ومن المتوقع أن يصب الإعلام الرياضي وجمهور الكرة اليمنية جم غضبه على المنتخب اليمني بعد هذا الأداء الهزيل والنتيجة غير المقبولة، خصوصا وأن الجميع لم يقتنع بأداء المنتخب في مباراة الذهاب التي فاز بها بثلاثية نظيفة, ومع ذلك تظل مسألة عدم خوض مباريات تجريبية دولية للمنتخب اليمني قبل هذه التصفيات عاملا مؤثرا في تراجع المستوى، وعدم تعود اللاعبين على أجواء المباريات ولياقتها البدنية التي ظهرت في مباراة اليوم ضعيفة جدا للمنتخب اليمني.