جمعية العاديات فرع دمشق بعد أن أشهرت فرعاً جديداً لها في دمشق في الفعالية التى احيتها جمعية العاديات السورية ومقرها الرئيس مدينة حلب تحت عنوان (مسيرة تاريخ وصور) وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بحضور وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة ديالا الحاج عارف ونخبة من المثقفين والباحثين والمهتمين بقضايا الآثار والعمارة والتراث . وقدم المحاضر الدكتور محمد قجة رئيس الجمعية في محاضرته التعريفية شرحاً موجزاً بالصوت والصورة الموثقة عن الخلفية التاريخية لتأسيس الجمعية والتي تأسست العام 1924م والمراحل التاريخية التي عبرتها دون توقف باستثناء عشر سنوات عقب اندلاع الحرب العالمية الثانية 1940م واستأنفت نشاطها في العام 1950م . ونوه د. قجة إلى أن ما يسمى منظمات المجتمع المدني أو المنظمات الأهلية كنا السباقين إليها قبل الغرب وأورد عدداً من الأمثلة الواقعية من التراث العربي وذلك من خلال نظام الأوقاف والمؤسسات الخيرية الصحية والتعليمية مشيراً إلى ما كان يلعبه "شيخ الكار" من دور نقابي من خلال فض النزاعات وحل المشكلات العملية وبصورة طوعية . ولفت د. قجة إلى مسألة الكلاب الشاردة والقطط الشاردة التي كانت الأوقاف ومؤسسات أهلية توليها الرعاية والاهتمام وذلك قبل مئات السنين من جمعيات الرفق بالحيوان . وأوضح د. قجة أن سر استمرار الجمعية طوال هذه الفترة الزمنية الطويلة يعود إلى أنها تنأى بنفسها عن أية خلفية دينية أو سياسية لافتاً إلى أن الجمعية تسمع رأيها في كثير من اللجان الحكومية وغير الحكومية فيما يتعلق باختصاصاتها في حماية الآثار والتراث في سورية . وقال أن الجمعية تتعاون مع حوالي 15 من الجمعيات والمؤسسات المماثلة عربية وإسلامية وأجنبية ليس من بينها أية مؤسسة يمنية . إلا أن ممثل مركز أسوان للدراسات والبحوث الاجتماعية والقانونية المستشار الإعلامي لجمعية أبناء الصبيحة (ارم) الذي شارك في الفعالية التقى على هامشها بالدكتور محمد قجة رئيس جمعية العاديات أسفر عن علاقة تنسيق وتعاون خاصة أن ارم تشترك مع العاديات من حيث المدلول التاريخي وكذلك المدلول اللغوي والذي يعني التراث الموغل في القدم (حجري وبشري) . الجدير ذكره أن الجمعية والتي أسست لها فروعاً عديدة في محافظات سورية أشهرت اليوم الأحد ولأول مرة عن إشهار فرع لها في مدينة دمشق وذلك بعد أن تقدم عدد من مثقفيها والمهتمين بالتراث والآثار بطلب تأسيس فرع للعاديات فيها . يشار إلى أنه تم انتخاب الهيئة التأسيسية الأولى لفرع جمعية العاديات بدمشق برئاسة الوزير السوري السابق د. محمود السيد ونائبه د. محمد الملاذي .كما انتخبت المهندسة ريم عبد الغني رئيسة مركز تريم للعمارة والتراث ورئيسة تحرير مجلة "تراث" أمينة للسر في جمعية العاديات فرع دمشق . ومن جانبها أبدت المهندسة ريم عبد الغني (وهي عقيلة الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد) استعدادها للتعاون في توفير مقر مؤقت لفرع جمعية العاديات بدمشق إلى حين تكتمل بنيته الهيكلية والتنظيمية ويشتد عوده ليتسنى له إثراء التجربة التراثية التي تعد من أولى اهتمامات مركز تريم للعمارة والتراث .