يتأهب الجيش اليمني لشن “معركة الحسم” ضد مقاتلي تنظيم القاعدة المتطرف، الذين يسيطرون على محافظة أبين(جنوب) منذ أواخر مايو الماضي. حيث يتوقع أن تنطلق المعركة “خلال ساعات” وليس سبعة أيام كما كان اشارت مصادر صحفية الثلاثا، في حين بدأت العديد من الأسر النزوح من مدينة جعار إلى عدن، كبرى مدن جنوباليمن. وقالت مصادر محلية أن الجيش اليمني يعتزم خلال معركته المقبلة " تطهير " محافظة أبين من تنظيم القاعدة، الذي تبنى هجوما انتحاريا استهدف القصر الرئاسي بمدينة المكلا في حضرموت (جنوب شرق)، وخلف 21 قتيلا، على الأقل، في صفوف الجنود المكلفين بحماية القصر. وتخوض وحدات من الجيش اليمني، منذ يوليو الماضي، معارك ضد تنظيم القاعدة، تمكنت خلالها من استعادة أجزاء من مدينة زنجبار، لكنها لم تتمكن من القضاء نهائيا على التنظيم، الذي استغل موجة الاضطرابات والاحتجاجات المناهضة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في بسط نفوذه على مناطق جديدة في جنوب البلاد. ونقلت صحيفة " الاتحاد " الإماراتية عن قائد عسكري ميداني في أبين، إن قوات “الحرس الجمهوري” التابعة لنجل الرئيس اليمني السابق، العميد الركن أحمد علي صالح، “ستشارك” في الهجوم على معاقل القاعدة في أبين، ردا على العملية الانتحارية التي استهدفت القصر الرئاسي في المكلا. وتوقع أن تنطلق “معركة الحسم” ضد تنظيم القاعدة “خلال ساعات” وليس سبعة أيام. وقد بدأ العديد من الأسر اليمنية الثلاثاء، النزوح من مدينة جعار إلى عدن، كبرى مدن جنوباليمن. جاء هذا النزوح غداة تحذيرات وجهتها جماعة أنصار الشريعة” للسكان المحليين في جعار، من مخاطر البقاء في البلدة الواقعة على بعد 12 شمال زنجبار، التي نزح منها والمناطق المحيطة بها، منذ مايو، ما يزيد على مائة ألف شخص، أغلبهم نساء وأطفال. وقالت مصادر محلية في جعار ل«الاتحاد» إن الجماعة وزعت منشورات في أنحاء مختلفة بالبلدة، طالبت فيها السكان بسرعة المغادرة تحسبا ل”معارك عنيفة” ستشنها القوات الحكومية خلال أيام. وأشارت المصادر إلى قيادة جماعة “أنصار الشريعة” أمرت أتباعها في زنجبار بإقامة متاريس وخنادق، خصوصا في المناطق الجنوبية، التي ترابط على مشارفها القوات الحكومية، مؤكدة أن المسلحين بدأوا بحفر خنادق وإقامة متاريس رملية، في مناطق محيطة بزنجبار وجعار. كما أكدت المصادر ذاتها وصول عشرات المسلحين المتشددين إلى بلدة جعار، قادمين من محافظة شبوة (جنوب شرق)، لقتال القوات الحكومية، ومنعها من اقتحام البلدة. وكان الرئيس اليمني الجديد، عبدربه منصور هادي، تعهد، يوم السبت الماضي، أمام البرلمان، عقب تأديته القسم الدستوري رئيسا توافقيا للبلاد لمدة عامين، ب”استمرار” الحرب ضد تنظيم القاعدة “باعتباره واجبا دينيا وطنيا”. وذكرت تقارير صحفية أميركية أن واشنطن اعتمدت “استراتيجية جديدة” لمساعدة الحكومة اليمنية الجديدة في محاربة تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن الاستراتيجية، التي “قد تكون محفوفة بالمخاطر” تستدعي “تعاون الولاياتالمتحدةواليمن على قتل نحو 12 من أخطر عناصر القاعدة أو القبض عليهم”. كما تتضمن الاستراتيجية تدريب قوات الأمن اليمنية على مواجهة تنظيم القاعدة. ويشن سلاح البحرية الأميركية، من وقت لآخر، غارات جوية على مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة في اليمن.