دشّن السلفيون في اليمن، مؤتمرهم العام، اليوم الثلاثاء (13 مارس/ آذار 2012)، بصنعاء، كخطوة تمهيدية على طريق إشهار كيان سياسي سلفي سيعلن عنه قريباً، بعد استكمال كافة المشاورات الجارية بين مختلف فصائل العمل السلفي حول الكيان الجديد وأولوياته خلال المرحلة القادمة. وفي المؤتمر الذي انعقد تحت شعار "السلفيون والعمل السياسي"، بمشاركة واسعة من مختلف فصائل العمل السلفي في اليمن، وشهد حضوراً إعلامياً لافتاً، أكد السلفيون بأن الكيان الجديد لن يكون طائفيا ولا عنصريا ولا متطرفا، ولن يكون موجها ضد أحد، وسوف يمدون أيديهم للتعاون مع جميع أبناء الشعب اليمني. وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السلفي الشيخ محمد بن موسى العامري، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، بأن الكيان السياسي السلفي سيحكمه الكتاب والسنة وسيكون ذا مرجعية دينية، تحت أسس الوحدة الوطنية، مضيفاً بأن المشروع السياسي للسلفيين ليس موجها ضد أحد، أو ضد جهة ما. وأكد العامري بأن السلفيين سيتعاونون مع جميع أبناء الشعب اليمني، من أجل تحقيق مصالحه، داعياً جميع القوى السياسية إلى تجاوز سلبيات المرحلة الماضية، والالتزام بالعهود والمواثيق الموقعة بينها، باعتبار ذلك صمام أمان اليمن. من جانبه أكد الشيخ عقيل المقطري عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر السلفي العام، بأن المنهج السلفي لا يعرف الانطواء، ولهذا فإنه سيسعى إلى التغيير والإصلاح من منطلق إيجابي، مشيرا إلى أن التيار السلفي عقد خلال الفترة الماضية لقاءات عدة، حتى تم الاستقرار على ضرورة العمل السياسي، من أجل جلب المصالح وتسييرها، ودرء المفاسد وتغييرها.وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشيخ مراد القدسي بأن الحزب الجديد لن يكون عنصرياً أو طائفياً، "سنشارك الجميع صنع القرار، بعد أن أنهينها عقوداً من الاستبداد السياسي"، وتابع بأن انخراط السلفيين في العمل السياسي لن يكون تشريفا، ولكنه يمثل مزيدا من التكليف لهم في ما يتعلق بقضايا أمتهم وشعبهم، وقال بأن السلفيين لن يكونوا طائفيين ولا عنصريين، ولن يزيدوا أمتهم تشرذماً. إلى ذلك، رحب أمين عام الحراك الجنوبي عبد الله الناخبي، في رسالة إلى المؤتمر، بتكوين الكيان السياسي للسلفيين وأعتبرها خطوة هامة في الوقت الذي يشهد اليمن تطوراً مهماً متمثلاُ بالثورة السلمية. وقال أمين عام اللجنة التحضيرية للمؤتمر السلفي العام الشيخ عبدالوهاب الحميقاني إنه من الظلم المقارنة بين دولة الإسلام وبين مفهوم الدولة الدينية البابوية والكهنوتية التي فرضتها الكنيسة النصرانية، مؤكداً بأن "الحاكم في الأمة الإسلامية ليس نائبا عن الله أو خليفة لله، وإنما هو نائب عن الأمة وممثل لها تختاره برضاها وتحاسبه وتعزله إن شاءت". ودعا الحميقاني قادة العمل السلفي إلى الإسهام بفاعلية في بناء اليمن بالتعاون مع كل التيارات السياسية على الساحة اليمنية، باعتبار ذلك من أنواع الحسبة السياسية التي جاء بها الإسلام. وكان عدد من ممثلي الحركات والمكونات الثورية السلفية في ساحات الاعتصام شاركوا بكلمات أمام الحاضرين، أشادوا من خلالها بهذه الخطوة التي سيقدم عليها السلفيون، مؤكدين العزم على نضالهم السلمي حتى تحقيق أهداف الثورة السلمية، وبناء اليمن ونهضته وتحقيق العدالة وفقاً للشريعة الإسلامية. وشارك في جلسة الافتتاح، القيادي البارز في حزب الإصلاح، الدكتور عبد الوهاب الديلمي، الذي بارك توجه السلفيين نحو الانخراط في العمل السياسي، معتبرا ذلك خطوة في طريق تحطيم الجسور الوهمية بين الجماعات الإسلامية. وأكد الديلمي بأن السياسة جزء لا يتجزأ من الإسلام، وأن تكوين كيان سياسي يضم جميع السلفيين خطوة وطنية هامة وامتداد طبيعي لعملهم الدعوي والخيري في شتى المجالات. وجدد الديلمي نفيه إصدار أي فتوى خلال حرب صيف 94 تستبيح دماء الجنوبيين، وقال بأن هذه كذبة لا أساس لها من الصحة، متهما بعض الاشتراكيين بالترويج لمثل هذه الأكاذيب.كما شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وزير الأوقاف والإرشاد السابق، القاضي حمود الهتار، الذي تحدث عن مشاركة التيار السلفي في الثورة الشبابية ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مؤكدا بأن شباب التيار السلفي كانوا في طليعة من شاركوا في الثورة. وشهدت جلسة الافتتاح، توزيع استمارات خاصة بالراغبين في الانتساب إلى الكيان السياسي للسلفيين، والاستفتاء على اسم الحزب، المزمع إشهاره خلال الفترة القادمة، ومن المقرر أن يناقش المؤتمر خلال اليوم وغداً عدداً من الدراسات وأوراق العمل، قبل أن يختتم فعالياته، ببيان ختامي، يتوقع أن يعلن من خلاله نتائج المؤتمر.