نقلت وسائل إعلام أميركية أن «الانتحاري المفترض» في المخطط الإرهابي الأخير لتفجير طائرة ركاب أميركية بعبوة ناسفة «متطورة» لا يمكن رصدها، هو «عميل مزدوج» يعمل للاستخبارات السعودية، اخترق التنظيم الإرهابي وتطوّع للمهمة. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المسؤولين أن العميل المزدوج، الذي تم التحفّظ على اسمه، غادر اليمن الشهر الماضي، وسافر عبر الإمارات ليسلّم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، والمخابرات السعودية وأجهزة استخبارات لدول حليفة، القنبلة المبتكرة المصممة لهجومه الجوي، إضافة الى معلومات داخلية عن قادة التنظيم ومواقعه وأساليبه وخططه. معلومات حساسة وقال مسؤولون: إن العميل يعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات السعودي، الذي يتعاون مع «سي آي إيه» منذ سنوات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقد عمل في هذا البلد بعلم كامل من الوكالة الأميركية، ولكن ليس تحت إشرافها المباشر. وأضاف المسؤولون: ان العميل بدأ بعد أسابيع أمضاها في مركز القاعدة باليمن، بتقديم معلومات حساسة سمحت ل«سي آي إيه» بتنفيذ غارة الأحد، قتلت فيها فهد محمد القصع، مدير العمليات الخارجية بالمجموعة، والمشتبه بتفجير المدمرة «يو اس اس كول» في اليمن عام 2000. وسلّم العميل القنبلة، المصممة من قبل أكبر خبراء المتفجرات في التنظيم، والتي لا تكشفها أجهزة كشف المعادن بالمطارات، إلى مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي اي)، الذي يحلل خصائصها بمختبر في كوانتيكو بولاية فرجينيا. وقال المسؤولون: ان العميل بأمان الآن في السعودية. وأبقي المخطّط سرّياً لأسابيع خوفاً من أي عمل انتقامي ضد العميل وعائلته، وأكد مسؤولون أميركيون أن التأخير لا يهدف، كما ادعت بعض وسائل الإعلام، إلى أن يصادف الإعلان عن كشف المخطط مع ذكرى قتل أسامة بن لادن. انتقادات لكشف المخطط ولكن مسؤولين استخباراتيين أميركيين عبّروا عن غضبهم، لكشف وسائل الإعلام عن مخطط القاعدة، وانتقد النائب الجمهوري، بيتر كينغ، رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب، هذه الخطوة، لأنها قد تؤدي إلى إحباط عزيمة الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية من التعامل مع الولاياتالمتحدة بمهام خطرة في المستقبل. وقال كينغ: «نحن نضع أساليبنا ومصادرنا في خطر، وندفع شركاءنا إلى التردد في العمل معنا». ويعتقد المسؤولون الاستخباراتيون الأميركيون ان القنبلة الجديدة هي آخر إنجازات صانع القنابل الموهوب في القاعدة، إبراهيم حسن العسيري، وأنها مصممة لتخاط بالملابس الداخلية، وليصعب رصدها بالمطارات حتى بالتفتيش بالأيدي. لا تزال تشكل تهديداً وأعلنت الادارة الأميركية أن فلول القاعدة لا يزالون يتمتعون بالمرونة في العمل، ولا يزال التنظيم يشكل تهديدا. وقال المتحدث باسم الخارجية، مارك تونر: ان «التنظيم تلقى ضربات كبيرة على مدى العامين الماضيين، بيد أن فلول التنظيم لا يزالون يقاومون ويشكلون تهديدا سواء في اليمن أو باكستان أو أماكن أخرى». مسلحون على متن الطائرات في سياق متصل، كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الولاياتالمتحدة نشرت حراساً مسلحين على متن الطائرات البريطانية المتجهة إلى أراضيها، في إطار عملية أمنية لم يتم إطلاع الشرطة البريطانية عليها وبشكل مثير للدهشة، وسط مخاوف من أن «القاعدة» كانت تخطط لتفجير قنبلة على متن رحلة جوية عبر المحيط الأطلسي. وقالت الصحيفة: إن المسؤولين الأمنيين الأميركيين أرسلوا المئات من حراس الجو المسلحين إلى بريطانيا ودول أوروبية أخرى، لمرافقة الرحلات الجوية المتجهة إلى الولاياتالمتحدة، بعد تلقيهم معلومات استخباراتية بأن القاعدة تخطط للقيام بعمليات إرهابية لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل أسامة بن لادن.