في ظل غياب ممثلي السلطة المحلية والجهات المعنية ، نظمت لجنة تطوير وإعادة تسمية مستشفى الملكة إليزابيث الثانية في عدن صباح أمس الاثنين 21 مايو مؤتمراً صحفياً ، حضره عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية وشخصيات اجتماعية وقانونية وحقوقية بارزة في مدينة عدن . وقد عبر الدكتور رياض ياسين عبد الله ، مستشار وزارة الصحة اليمنية في أوروبا ورئيس اللجنة ، في البدء عن سعادته البالغة بتجاوب رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور ورئيس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة مع مشروع إعادة التسمية القديمة لمستشفى الجمهورية التعليمي وهي "مستشفى الملكة إليزابيث" على طريق إعادة تأهيله ، مشيراً إلى أنه بتعاون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الصحة اليمني الأخ علي قاسم العنسي استطاعت اللجنة أن تحقق بعض الخطوات الهامة في هذا المشروع الضخم ، مستعرضاً الجهود التي بذلها منذ أكثر من اثني عشرة سنة في هذا المضمار دون أن يجد آذاناً صاغية وعقول تعي مدى أهمية هذا المشروع لمدينة عدن واليمن عموماً ولشعبه ، معيداً إلى الأذهان تاريخ هذا المستشفى العريق ، الذي وضعت حجر أساسه الملكة إليزابيث الثانية في 27 أبريل 1954م أثناء زيارتها لعدن لأول مرة برفقة زوجها الأمير فيليب مونتياتن ، منوهاً إلى أن مشروع إعادة التسمية لهذا الصرح الصحي الكبير القصد منه إعادة الأمور إلى نصابها وتصحيح المسار التاريخي بهدف تحقيق المصلحة العامة ؛ إذ أن مستشفى الملكة إليزابيث بحاجة إلى إعادة النظام الإداري والصحي والخدمي الذي غاب عنه طوال عقود من الزمن ، منذ تغيير اسمه عام 1969م وحتى اليوم الذي أضحى فيه هذا الصرح العظيم مرتعاً للحشرات والمياه الآسنة وضعف الخدمات الطبية والتمريضية والخدمات الأخرى . وقد أكد الدكتور رياض في معرض حديثه الاستهلالي على العرض المقدم من قبل الحكومة البريطانية قبل أكثر من عشر سنوات لإعادة تأهيل المستشفى بتقديم مبلغ أربعة ملايين جنيه إسترليني ، إلا أن ذلك العرض قوبل بالرفض ، ثم أعيد العرض عام 2003م بعد ضغوطات من قبل عدد من الشخصيات اليمنية الوطنية الخيّرة على الحكومة البريطانية ، التي وافقت على تقديم قرض ميسر للحكومة اليمني يبلغ 45 مليون دولار ، على أن يتم سداده بعد عشر سنوات من تشغيل المستشفى. وبالفعل تم استلام المبلغ من قبل النظام السابق الذي للأسف قام بالاستيلاء عليه ولم يتم صرفه لتنفيذ المشروع المتفق عليه ، مشيراً إلى أن الحكومة البريطانية علمت بالأمر وحاولت تلافيه تجنباً للمشاكل السياسية ، وقامت بإرسال شركة بريطانية أخرى ، كان الدكتور رياض أحد أعضاء الوفد المرافق لها . وقد قامت الشركة بعمل دراسة مستفيضة عن وضعية المستشفى واحتياجاته الضرورية لإعادة تأهيله . وقد ارتأت الشركة إلى إنشاء مستشفى جديد بمساحة تبلغ 800 متر مربع مكون من أربعة أدوار ويتسع لأكثر من 360 سرير شاملاً كل الخدمات . وقد تم تقديم الرسومات والإسقاطات الخاصة بالمشروع الجديد ، وما زالت الجهود مستمرة لإحيائه بعد توقفه ، راجياً الإسراع في تنفيذه ، كما حث الحكومة اليمنية على الإسراع في إعادة إطلاق التسمية الجديدة القديمة على المستشفى التاريخي . أما الإعلامي والناشط السياسي والحقوقي لطفي شطارة فقد حمل النظام السابق مسؤولية تدمير المستشفى وبقية المنشآت العامة ، مستعرضاً محاولة أركان النظام السابق للاستيلاء على القرض المقدم من الحكومة البريطانية لإعادة تأهيل المستشفى ، موضحاً أنه كما أعيد تأهيل ساعة بيج بن الصغيرة في التواهي وإعادة تمثال الملكة فيكتوريا إلى مكانه في حديقة التواهي ؛ فإنه على الحكومة إعادة الإسم القديم للمستشفى خاصة وأن الملكة إليزابيث ستحتفي الشهر القادم بالذكرى الستين على جلوسها على العرش الملكي البريطاني ، متمنياً على الحكومة البريطانية تحويل القرض الذي قدمته للحكومة اليمنية إلى هبة داعمة للمستشفى في حال أعيدت التسمية الأصلية إلى هذا الصرح الذي وضعت الملكة حجر أساسه . وقد نوه شطارة إلى أن مجلس الأمن الدولي اتخذ قراره بتقسيم المهام لحل القضية اليمنية ، فروسيا تتولى مهمة الإشراف على الحوار الوطني فيما فرنسا تقوم بالإشراف على الشئون القانونية والدستورية والصين تتولى شئون حقوق الإنسان والولايات المتحدة الجانب الأمني ، أما المملكة المتحدة فتتولى الجانب الاقتصادي ، وعليه فإنه علينا عدم تفويت هذه الفرصة . هذا وقد تم توجيه السئلة من قبل الحاضرين من الإعلاميين وغير الإعلاميين . وعلى سؤال للتغيير نت وجه إلى منظمي المؤتمر الصحفي عن تأهيل الكادر الطبي وإعادة الروح للمستشفى الذي أصابه الإهمال ، أكد الدكتور رياض على عدم وجود النية بالاستعانة بالكادر الطبي الخارجي ، وأنه سيتم إعادة تأهيل الكادر المحلي ، خاصة أن في عدن كوادر طبية مشهود لها بالخبرة والتميز في الأداء وتقديم الخدمات الطبية في مختلف الأقسام .