أعلن المركز اليمني لقياس الرأي العام بحضور وزير الإعلام علي العمراني ورؤساء تحرير وصحفيين وباحثين ومهتمين بالشأن الإعلامي نتائج الدراسة المتعلقة بوسائل الإعلام الأهلية في اليمن الإعلامي التي أجراها المركز خلال العام 2010م بالشراكة مع المعهد الديمقراطي المفتوح Open Society Institute ومقره الرئيس واشنطن، وضمت الدراسة عددا من أبرز الصحف والمواقع الالكترونية، إلى جانب عينة منهجية من القراء بلغ عددها 1505 أشخاص. و في ورشة العمل التي أقيمت صباح اليوم الأحد بمقر المركز جدد وزير الأعلام علي العمراني عن توجه حكومته لإلغاء وزارة الإعلام وإعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية الحكومية. وأشاد الوزير في حديثه أمام المشاركين في الورشة بالدور الإعلامي قائلاً: "كان الإعلام جبهة متقدمة في طرح القضايا التي كان مسكوتا عنها والتصدي للاختلالات وأهمها قضية التوريث وقت كانت الأحزاب صامتة، والتصدي للاختلالات في مؤسسة الجيش، ومظاهر الفساد". وأقر بوجود قيود أشارت إليها الدراسة إدارية وقانونية تمارسها الأجهزة الأمنية على الإعلام والإعلاميين . وفيما عبر العمراني عن اسفه لأشكال التشرذم والانقسام القائم في البلاد، متمنيا على الاعلاميين تطوير أدائهم المهني "بحيث يتوارى الاستبداد ويخجل الفساد والإرهاب"، مضيفا" إن التطرف ينبغي أن يكون خجولا وان يتلاشى من اليمن". وتحدث الوزير مطولا عن الواقع اليمني قبل عقود، مشددا على ضرورة قيام الإعلام والإعلاميين بإعادة الاعتبار للهوية الوطنية ونبذ التعصب، والارتقاء بالخطاب الإعلامي وترسيخ ثقافة التسامح والإخاء. منتقدا التناول الإعلامي لأحداث السبعين وصعدة الجوف، داعيا وسائل الإعلام بالارتقاء برسالتهم إلى مستوى المسؤولية. من جانبه قال رئيس المركز اليمني لقياس الرأي العام حافظ البكاري :" إن الصحافة المستقلة في اليمن هي من بادرت إلى احداث التغيير في هذا البلد وكان لها السبق في مناقشة وطرح الكثير من القضايا التغييرية على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي". وتطرق البكاري إلى جملة المشاكل التي تواجه الصحافة المستقلة التي كانت تواجهها قبل اندلاع الثورة الشبابية السلمية المتعلقة بالحصول على تراخيص الإصدار والرقابة المسبقة، إلى جانب مشاكل أخرى منها غياب المؤسسية عن هذه الوسائل وتخوف رؤوس المال من الاستثمار في هذا المجال. وفيما أشار البكاري ألى وجود عوامل التهيئة المناسبة الحالية لصدور الصحف، لكنه لفت إلى استمرار القيود التشريعية والذي قال انها لازالت قائمة، داعيا إلى ضرورة تغيير القوانين والتشريعات التي تقيد حق الأفراد في إصدار الصحف. وتوقع إعلاميون شاركوا في الورشة أن تسهم الدراسة في مساعدة الصحف الأهلية في تحسين مضامينها وتوسيع نطاق انتشارها لتشمل كافة مناطق اليمن، مشيرين إلى أهمية الدراسة في توفير البيئة المناسبة لإصدار الصحف الأهلية والحد من القيود القانونية والإجرائية بما يضمن إيصال الرسالة الإعلامية بجودة ومهنية عالية. وتوزعت الدراسة علي قسمين نوعي وكمي، ضم القسم الأول معظم المطبوعات الأهلية اليومية والأسبوعية والشهرية إلى جانب المتوقفة إذ بينت النتائج أن 2% من المطبوعات الأهلية تصدر يومياً (ثلاث صحف)، بينما 34% تصدر أسبوعياً، تليها المطبوعات الشهرية 17% ، فيما المطبوعات الصادرة كل شهرين 7%، في حين تبلغ نسبة الصحف الصادرة كل ثلاثة أشهر 5% من مجموع وسائل الإعلام الأهلية( صحف ومجلات) والبالغ عددها حتى إعداد الدراسة 257 صحيفة ومجلة مرخصة من وزارة الإعلام. وأشارت الدراسة الى عدم انتظام صدور ما نسبته 35% من مجموع المطبوعات، مفيدة بأن 77% من المطبوعات تصدر في العاصمة السياسية صنعاء، فيما 8% من المطبوعات تصدر في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، تليها تعز والمكلا بنسبة 3% في كل منهما فيما توزعت بقية النسبة على مدن عمران، إب، الحديدة، ذمار. وفي القسم الكمي بينت الدراسة أن أكثر من نصف القراء يعدون الصحف المطبوعة أهم مصدر للأخبار بالنسبة لهم. وبينت الدراسة أن أكثر من 73% من العينة أفادوا بأنهم يحصلون على المعلومات المتعلقة بمناطقهم بشكل مرضي وبالنظر إلى موقع الصحف المطبوعة بين أهم مصادر الأخبار فأن كل المستجيبين يعتمدون على وسائل اتصال أخرى في مقدمتها التلفزيون ثم الأصدقاء والمعارف والأقارب ومجالس القات ثم الإذاعة. وأظهرت الدراسة وجود 5.5 % فقط من المستجيبين يتابعون الصحف يومياً، في حين أفاد 9.1% معظمهم من الرجال أنهم يتصفحون الصحف والمجلات عدة أيام كل أسبوع، فيما 7.3% يتصفحون الصحف مرة واحدة على الأقل كل أسبوع، 10% مرتين إلى ثلاث مرات شهرياً، في المقابل كشفت الدراسة أن السواد الأعظم من اليمنيين (68% )لا يقرأن الصحف، أو يقرأونها نادرا( مرة في الشهر على الأكثر). وبينت النتائج إن المتابعة اليومية للصحف ترتفع في أوساط الرجال قياسا بالنساء وبالذات الفئة العمرية 45 54 سنة، وترتفع في أوساط طلاب الجامعات والحاصلين على التعليم الجامعي، في حين تكاد تقل نسبة المتابعة اليومية للصحف بين من قالوا إنهم يعيشون بصعوبة بدخولهم الحالية.