ساد التوتر في عدد من المدن الجنوبية اليمنية اليوم نتيجة إحياء الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال في الذكرى السنوية 7 يوليو. وخرجت تظاهرات للحراك الجنوبي اليوم في كل من محافظة عدن جنوبي البلاد وحضرموت شرقي اليمن لإحياء ذكرى ما يسميه الحراك الجنوبي "ذكرى اجتياح الجنوب" من قبل قوات الشمال في السابع من يوليو 1994. وكانت حرب قد نشبت في صيف 1994 بين الشمال والجنوب اليمني، عقب إعلان قيادات في الجنوب آنذاك الانفصال عن الشمال اليمني والتخلي عن الوحدة. وأعلن في 22 مايو 1990 عن الوحدة اليمنية بين الجنوب والشمال اليمني بالتراضي بين قيادات الجبهتين. وقالت مصادر طبية في مدينة عدن لوكالة أنباء " شينخوا " إن قتيلين سقطا اليوم وجرح 15 آخرين في صدامات بين قوات الامن وأنصار الحراك الجنوبي (الجناح المسلح) في عدد من المديريات بمدينة عدن. وقال شهود عيان إن التوتر ما يزال قائم في مديرية المنصورة بمدينة عدن وفي مديريات أخرى، وكذا في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرقي اليمن. وفي السياق ذاته، قال مصدر أمني في الحكومة اليمنية إن ما حدث اليوم كان في مواجهة المخربين ومثيري اعمال الفوضى ومستهدفي قوات الامن والمدنيين. وقال المصدر ل " شينخوا" إن مسلحين ممن يدعون انهم بالحراك الجنوبي (الجناح المسلح) هم من هاجم دوريات الشرطة في مديرية المنصورة بمدينة عدن. وحسب المصدر فان قوات الشرطة ردت فقط على مصدر اطلاق النار، مشيرا إلى أن قوات الشرطة ملتزمة في حماية المدنيين وفي حماية كافة التظاهرات السلمية بعدن وفي عموم محافظات البلاد. بدوره، قال الحراك الجنوبي في اليمن إن تظاهراتهم سلمية لتحقيق مطالبهم، ويأتي في اطار احياء الذكرى السنوية لاجتياح الجنوب من قبل قوات الشمال في النظام السابق الذي كان يرأسه علي عبدالله صالح. وقال عبد الله حسن الناخبي أمين عام الحراك الجنوبي ل " شينخوا " إن ما حدث اليوم كان خارج عن اطار توجهات وتوجيهات قيادات الحراك لأنصاره في احياء ذكرى السابع من يوليو "اليوم الأسود" في تاريخ اليمن. وأوضح الناخبي إن مظاهرات 7 يوليو هي مظاهرات احتجاجية سلمية ردا على اجتياح قوات النظام السابق في اليمن للجنوب. وأضاف إن مجموعات مسلحة، تتبع جماعة الحوثي (جماعة شيعية متمردة في اقصى الشمال اليمني) اخترقت التظاهرات السلمية للحراك واشتبكت مع قوات الامن الامر الذي اسفر عن سقوط ضحايا. وأكد الناخبي سلمية الحراك الجنوبي وان ترتيبات تجرى حاليا لمشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني الشامل باعتبار القضية الجنوبية قضية كل اليمنيين وليست قضية أبناء الجنوب فحسب. وناشد الناخبي قوات الامن والجيش بضبط النفس وعدم ازهاق الارواح، وعدم الاعتراض على المسيرات السلمية التي لديها مطالب مشروعة. وقال "نأمل بان تحقق الثورة الشبابية الشعبية في اليمن كافة اهدافها بما في ذلك ايجاد حلول عادلة للقضية الجنوبية ". وأشار القيادي في الحراك الجنوبي بقوله " نحن مستمرون في النضال السلمي لقضيتنا، وفي دعم الثورة في اليمن حتى تحقق كامل اهدافها، ونؤكد التزامنا بالامتثال لكل الطرق والأساليب السلمية التي تحقق اهدافنا وبطرق سلمية ". من جانبه، قال مركز للدراسات والتنمية في اليمن إن قمع التظاهرات الاحتجاجية يأتي في سياق استمرار عمليات القمع للأجهزة الامنية للمطالب المشروعة في البلاد. وقال فؤاد يحيى النهاري رئيس مركز "أبجد" للدراسات والتنمية (منظمة مدنية) ل " شينخوا " إن ذكرى السابع من يوليو بالنسبة للشمال والجنوب في اليمن هي عبارة عن يوم "اسود" شارك في صنعه شركاء السلطة والثروة في البلاد. وأكد النهاري أن قمع السلطات للفعاليات التي تقام في بعض مدن الجنوب يدل على أن النظام ما يزال يتعامل مع كافة المطالب بطرق قمعية. وأضاف " منذ 7/7/1994 م وحتى اليوم لا يزال الحاكم الفعلي هو القمع على الرغم من الثورة الشبابية الشعبية التي خرجت في اليمن من اجل اسقاط هذا النظام". وحسب النهاري " اذا كان هناك من صدق في بناء الدولة المدنية الحديثة التي تقبل بكل الاطراف والآراء فلماذا تقوم الاجهزة الامنية بقمع هذه الفعاليات كيفما كانت ". وأشار رئيس مركز الدراسات اليمني إلى أن ما يمارس من قبل الاجهزة الامنية حاليا شيء مؤسف ،منوها بان الشعب في الجنوب وفي الشمال اليمني لم يثور لمجرد الثورة بل من اجل استرداد كرامتهم المهدورة وعزتهم المفقودة، ومن حق الناس في اي منطقة ان يتظاهرون ويقيمون الفعاليات التي يرغبون للتعبير عن رفضهم للواقع الذي يعيشوه. وكانت جميع ساحات وميادين الثورة الشبابية الشعبية في العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الاخرى احييت أمس الجمعة " القضية الجنوبية قضيتنا". وخرجت مسيرات حاشدة في عدد من المدن الشمالية والجنوبية اليمنية أمس كذلك لتأييد القضية الجنوبية في البلاد وحلها بطرق سلمية.