قالت صحيفة "روسكي ريبورتيور" إن طبيعة المعارك الدائرة في دمشق وحلب أظهرت هوية الطرف الحقيقي الذي يقاتل ضد الجيش السوري، ونوعية السلاح الذي يقاتل به ذلك الطرف. ذلك أن تفجير المقر الرئيسي لدائرة الأمن القومي، خلال تواجد كبار المسؤولين الأمنيين في داخله، والتسبب في خسائر فادحة في صفوف قوات النخبة من وحدات الحرس الجمهوري، تفوق الخسائر التي تكبدتها قوات المعارضة. كل ذلك يؤكد أنه من غير الممكن أن يكون بمقدور أولئك الذين كانوا بالأمس القريب، تجارا أو عمالا أو موظفين حكوميين، أو حتى عسكريين منشقين عن الجيش النظامي، من غير الممكن لهؤلاء أن ينفذوا هجمات في مختلف أنحاء البلاد، على هذا القدر من المهنية والتنسيق. ولعل ما يؤكد وجود أيد خارجية في سورية إعلان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، رسميا، أن لدى وزارته معلومات استخباراتية مؤكدة، تفيد بأن تنظيم "القاعدة" انتقل من العراق إلى سورية. كما أن ممثل أجهزة الأمن اللبنانية تحدث عن احتجاز سفن تحمل حاويات أسلحة ومتفجرات كانت في طريقها إلى المتمردين في سورية. من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، أن بلادها تزود المتمردين بأجهزة اتصالات متطورة. ويقول رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني: "يجب علينا القيام بكل ما هو ممكن من أجل مساعدة المقاومة السورية، بما في ذلك تزويدها بالسلاح". ويروي المعارضون بالتفصيل لصحيفة "فيغارو" الفرنسية، كيفية حصولهم على الأسلحة واستلامها من السعودية عن طريق تركيا، حيث تجري عملية التفريغ في الموانئ التركية، بالتنسيق مع القوى الأمنية التركية، وبعد ذلك، تدخل هذه الأسلحة إلى الأراضي السورية، حيث تقوم الاستخبارات الأمريكية بالإشراف والمراقبة على عملية توزيعها. ولعل ما يلفت الانتباه هو إعلان وسائل الإعلام السورية، الضعيفة أصلا، والمحرومة حاليا من الوصول إلى مصادر تدفق المعلومات العالمية، قبل أيام، أن العميد في الحرس الجمهوري مناف طلاس، وهو أحد المقربين من الأسد، عاد من باريس. لكن وكالات الأنباء العالمية لم تعلق على ذلك الخبر. في أية حرب من الحروب، يكذب كل من طرفي الصراع، ويكذب كذلك حلفاؤهما، لكن في هذه الحرب، كما كان قبل عام في ليبيا، لم يسمع إلا صوت واحد من هذه الأصوات. الأمر الذي يبقي الحقائق نسبية ومغيبة.