تمتلأ الشوارع هنا بالمركبات العسكرية التي تفوق في حركتها حركة المرور الفعلية. كانت السفارة الأمريكية في صنعاء محصنة بشكل دائم, لكن الآن و على بعد مئات الأمتار، يقف الجنود اليمنيون و الأسلحة الرشاشة لحمايتها. كما يحميها أيضاً و لكن بشكل أقل وضوحاً المارينز الأمريكي, الذين وصلوا الأسبوع الماضي لحماية مجمع السفارة, و الذين أزعج تواجدهم الكثير من الناس هنا. يعد الشيخ الزنداني أكثر الزعماء الدينيين تأثيراً في اليمن, و هو أيضاً مطلوب من قبل الولاياتالمتحدة كإرهابي محدد بشكل خاص. يوم الأربعاء دعى الزنداني إلى لقاء جمع أبرز علماء الدين للتنديد بالفيلم المعادي للإسلام، و الذي تم إنتاجه في الولاياتالمتحدة. وفي مقابلة خاصة ندد الزنداني بالهجوم على السفارة, لكنه قال أنه ينظر إلى المارينز كغزاة قول الشيخ الزنداني "ديننا يحرم الإعتداء على كل من يدخل بلادنا بتأشيرة سفر قانونية. و يجب أن تمثل التأشيرة حماية له. لكن هناك فرق بين ذلك و أن تدخل قوات أجنبية و تقتل الناس بطائرات من دون طيار. هناك مدنيين و ربما مدربين عسكريين تستخدمهم الحكومة، و هؤلاء تضمن لهم الحماية, لكن أن تجلب قوة إحتلال للتوسع لاحقاً، هذا ما نرفضه." أن ترسل عشرات الجنود لحماية سفارة في الخارج قد لا يعني الكثير لبعض الناس, لكن اليمنيين لديهم حساسية شديدة لأي تواجد عسكري أمريكي هنا. هناك حرب سرية مستمرة لسنين بين الولاياتالمتحدة و القاعدة في اليمن, و عادة ما يكون هناك مدنيين بين قتلى الطائرات بدون طيار. و لهذا السبب عارض البرلمان قدوم قوات المارينز. يقول شوقي القاضي و هو أحد البرلمانيين الذي تزعمون تلك الدعوة "أولاً نرفضه لأنه لا مبرر له. ثانياً لأنه سيدعم إدعاءات الجماعات المسلحة. ثالثاً أنه سيؤثر على صورة الحكومة الجديدة في اليمن أنها فتحت البلاد للمارينز, لا سيما أننا ما زلنا نعاني من هجمات الطائرات بدون طيار." و على الرغم أن المارينز هنا لحماية البعثة الدبلوماسية، و ليس لمحاربة القاعدة, إلا أن معظم اليمنيين لا يرون الفرق في ذلك. إن تواجدهم يضيف إلى النقاش الحاد الجاري حول مدى التدخل الأمريكي في البلاد.