تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها بالملكة اليزابيث، وولي عهدها الأمير تشارلز أمير ويلز. كما يعقد الملك عبد الله جولة مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي سيستقبله بمقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت. وكان الديوان الملكي السعودي، قد اعلن رسميا أمس، أن خادم الحرمين الشريفين سيبدأ جولة زيارات خارجية، يستهلها بالمملكة المتحدة، ثم ايطاليا وألمانيا الاتحادية وتركيا. وتكتسب زيارة الملك عبد الله أهمية خاصة في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية، التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة والدول الصديقة، والتي تتبوأ فيها بريطانيا موقعا متميزاً. وقد رحب مسؤولون بريطانيون بالزيارة الرسمية، التي سيقوم بها الملك عبد الله، اعتبارا من اليوم إلى المملكة المتحدة، مؤكدين الأهمية السياسية والاقتصادية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية على كافة الأصعدة. وفي هذا السياق وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى بريطانيا بأنها «حدث تاريخي مهم لانطلاقة جديدة في العلاقات الراسخة بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا». وقال مليباند «إننا نتطلع في بريطانيا لزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث ستعزز هذه الزيارة العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين، في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية». كما رحب وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية شهيد مالك بزيارة خادم الحرمين الشريفين، منوها بعمق العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الصديقين. وأكد الوزير مالك أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة في العالم العربي، مشيداً بمبادرة السلام العربية التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين لحل النزاع العربي الاسرائيلي، ودفع عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط، وتحقيق السلام الدائم لدول المنطقة. من جانبها قالت رئيسة المجلس التجاري السعودي البريطانى المشترك وزيرة الدولة البريطانية للشؤون الخارجية السابقة البارونة ليز سيمونز اوف فيرنهام، «إن المملكة المتحدة تعول على زيارة خادم الحرمين الشريفين». ونوهت البارونة فيرنهام بالدور الذي يقوم به رجال الأعمال السعوديون والبريطانيون، ووصفت السعودية بأنها «الدولة المهمة جدا، ليس لمنطقة الشرق الاوسط فحسب، بل العالم ايضا، لأنها صمام الأمان في امدادات الطاقة للكثير من دول العالم، نظراً لما تملكه من احتياطات هائلة من النفط والغاز الطبيعي». وعلى صعيد المشروعات الاقتصادية في المملكة اوضحت البارونة سيمونز اوف فيرنهام بالقول، «إن مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية سيوفر عند استكماله الآلاف من فرص العمل، كما انه سيوفر الكثير من الحوافز الاستثمارية للمستثمرين الاجانب.. داعية رجال الاعمال والمستثمرين البريطانيين إلى زيادة استثماراتهم في المملكة التي تعد اكبر شريك لبريطانيا في منطقة الشرق الاوسط». ومن ناحيته قال عضو مجلس اللوردات اللورد نذير أحمد: «إن هذه الزيارة ستعزز فرص التعاون المثمر بين البلدين على كافة الأصعدة لاسيما الاقتصادية»، ونوه بالدور الرائد الذي يقوم به الملك عبد الله بن عبد العزيز في رأب الصدع بين المسلمين، مشيرا إلى أن المركز الريادي والاسلامي للمملكة مكنها من أن تؤدي دورا مهما في دفع عملية السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. وفي السياق ذاته أكد عضو مجلس اللوردات اللورد محمد باتيل، أن الزيارة تعكس مدى تقدم ورسوخ العلاقات بين المملكة وبريطانيا، وتشكل نقلة نوعية في العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين. من جهته ثمن رئيس جمعية الشرق الأوسط السفير البريطانى الأسبق لدى السعودية السير آلين مونرو، الذي يشغل حاليا منصب نائب الرئيس العام للغرفة التجارية البريطانية، زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى بريطانيا، والخطوات التي اتخذتها السعودية لتشجيع واستقطاب الاستثمارات الاجنبية إلى اراضيها.. مبيناً أن المناخات الاستثمارية في المملكة اصبحت بفضل ذلك موضع ترحيب من قبل رجال الاعمال الاجانب. ورأى السير «أن الكثير من القطاعات الاقتصادية والاستثمارية في المملكة حققت ارباحا جيدة، مثل قطاع المصارف والبتروكيماويات وغيرها»، مؤكدا أن حجم السيولة والمناخات الايجابية التي توفرها حكومة المملكة تخدم الراغبين بالاستثمار في أراضيها. فيما أعرب البروفيسور محمد عبد الحليم استاذ كرسي الملك فهد للدراسات الاسلامية في جامعة لندن، عن «أن هذه الزيارة تحظى باهتمام بالغ من الاوساط البريطانية والاسلامية لما لخادم الحرمين الشريفين من مكانة رفيعة واعمال مجيدة». وأوضح أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لبريطانيا ستزيد من قوة العلاقات الوثيقة بين البلدين، نظرا لمكانة المملكة ودورها الرائد اسلاميا واقليميا ودوليا، ولسياستها الحكيمة ودعمها لقوى الخير والبناء والسلام. فيما قال الامين العام السابق للمجلس الاسلامي البريطاني إقبال سكراني «إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لبريطانيا حدث مهم»، وأشاد في هذا الصدد بالخدمات الجليلة التي تقدمها المملكة للمسلمين في العالم، ومنها تسهيلات أداء مناسك الحج والعمرة لعامة المسلمين، لاسيما البريطانيين. وعلى هامش الزيارة الملكية لخادم الحرمين الشريفين للمملكة المتحدة، تنطلق اليوم في العاصمة البريطانية لندن فعاليات المنتدى السعودي البريطاني الثالث الذي تستضيفه المملكة المتحدة تحت عنوان «التحديات أمام المملكتين» ويعقد برئاسة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ونظيره البريطاني ديفيد ميليباند.