سخر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من المرشح الجمهوري ميت رومني بعد مناظرة تلفزيونية شهدها أكثر من 67 مليون امريكي، أظهرت أفضلية منافسه الذي تتزايد شعبيته، في مسعى للتعويض بعد أدائه الفاتر . وفي تجمعين في مدينة دنفر بولاية كولورادو حيث جرت المناظرة مساء الأربعاء وويسكونسن، حاول أوباما أن يستعيد زخم حملته مخاطباً المؤيدين إنه كان واقفاً على خشبة المسرح »ويشعر بالحيوية عندما وقف مع الرفيق الذي يقول إنه ميت رومني« . وذكر أوباما »لم يكن ميت رومني . . لأن ميت رومني الحقيقي كان يجوب في أنحاء البلاد العام الماضي حيث وعد بخفض ضرائب بقيمة خمسة تريليونات دولار لمصلحة الاثرياء . قال الرفيق على خشبة المسرح ليلة الاربعاء إنه لا يعرف أي شيء عن ذلك« . وقال أوباما إن الرجل الذي ناظره »لا يريد أن يكون مسؤولاً عن قرارات ميت رومني الحقيقي وما كان يقوله العام الماضي« . وشن أوباما الهجوم الذي فوته في أثناء المناظرة التلفزيونية مع خصمه رومني منتقدًا إياه لمنعه من تسجيل تقدم في استطلاعات الرأي، معتمداً أسلوباً دينامياً وقتالياً وموجزاً على عكس أدائه في مناظرة الاربعاء حيث بدا مرشحاً منهكاً تغلب عليه رومني بوضوح . وناشد الرئيس الناخبين ألا ينخدعوا بمحاوره في المناظرة التي تابعها 67 مليون مشاهد والتركيز على »ميت رومني الحقيقي« الذي وعد بتخفيض الضرائب على الأغنياء ولا يعبأ بالمدرسين بحسبه . وقال اوباما بحماسة »إن أردت ان تكون رئيساً فإنك مدين للشعب الأمريكي بالحقيقة« . واحتفل رومني بإنجازه في المناظرة بقيامه بزيارة مفاجئة إلى مؤتمر للمحافظين في دنفر بولاية كولورادو وحذر من ان سياسات أوباما الاقتصادية ستأخذ الولاياتالمتحدة الى مصير يشبه مصير أوروبا المثقلة بالديون . وقال رومني »اعتبرت أن رؤية الرئيس تتمثل بحكومة تساعد الشركات، ولا اعتقد أن هذا ما تؤمن به امريكا« . واضاف »بدلاً عن ذلك، إنني أرى ازدهاراً ينبثق من الحرية« . وتابع رومني جولته في ولاية فرجينيا، وهي من الولايات الأساسية التي لم تحسم خيارها، برفقة مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول ريان . وحصل المرشحان لاحقاً على دعم الجمعية الوطنية للبنادق وهي اقوى مجموعة ضغط من أجل الحق بحمل سلاح في الولاياتالمتحدة وسبق أن تواجهت مع اوباما عدة مرات . وفي محاولة للحفاظ على الزخم الذي حققه في المناظرة التلفزيونية قال رومني ليل الخميس/الجمعة في مقابلة مع تلفزيون »فوكس« ان تصريحاته التي صورت سرا ويتهم فيها 47% من الامريكيين بالاعتماد على الحكومة كانت »خاطئة بالكامل« . وقال »في حملة تشمل مئات لا بل آلاف الخطابات وجلسات الاسئلة والأجوبة سيتفوه المرء في بعض الأحيان بأمور لا يقصدها كما قيلت« . وتابع »في هذه الحالة قلت شيئاً خاطئاً بالكامل . غير أنني أؤمن تماماً أن حياتي إثبات على أنني اهتم ب 100%« من الامريكيين . ووعد كبير مساعدي أوباما ديفيد اكسلرود بمراجعة تكتيكات الحملة قبل المناظرة المقبلة في جامعة هوفسترا في نيويورك وقال إن نفي المرشح الجمهوري الحقائق جعل التعامل معه صعباً في مناظرة . وقلل مستشار اوباما ديفيد بلوف من احتمال إعادة رومني خلط الاوراق بعد أدائه البارز في الحملة التي كان اوباما يتصدرها في الاستطلاعات الشاملة وفي ساحات المعركة الحاسمة . واتفق المراقبون المستقلون على أن التحويرات الافدح للوقائع في مناظرة دنفر بدرت عن رومني . وقال الخبير في شؤون الكونغرس في مؤسسة بروكينغز للابحاث في واشنطن توماس مان لفرانس برس إن »مدققي الوقائع سينهمكون في تناول كلام رومني« . وتابع: »لقد كذب بوقاحة عدة مرات وهذا قد يغير الأمور في الأيام التالية« . من جهة أخرى نقلت صحيفة »وول ستريت جورنال« عن حملة أوباما، قولها إن الرئيس جمع أكثر من 150 مليون دولار في سبتمبر/ايلول، محطماً بالتالي الرقم القياسي الذي حققة في أغسطس/آب، والذي بلغ 114 مليون دولار .