يتواجه الرئيس الأميركي باراك اوباما لأول مرة مع خصمه الجمهوري ميت رومني غداً الأربعاء في دنفر بولاية كولورادو (غرب) في مناظرة تلفزيونية تدوم تسعين دقيقة سيتابعها أكثر من خمسين مليون مشاهد. وتقدم هذه المناظرة الأولى التي ستليها مناظرتان أخريان، للمرشح الجمهوري للبيت الأبيض فرصة استثنائية لإعادة إطلاق حملته بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها ومن استطلاعات الرأي التي تتوقع هزيمته أمام الديمقراطي اوباما، غير إنها تنطوي في الوقت نفسه على مخاطر. والمناظرات التي بدأت تنظم عام 1960 اكتسبت أهمية تاريخية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يمكن لأي هفوة أو لحظة تردد أن تقضي على حظوظ مرشح. ومن الضروري في هذا السياق للمرشح المتراجع في استطلاعات الرأي أن يحقق اختراقا حاسما لتحقيق الفوز في الانتخابات. ومع اقتراب الموعد المقرر لأولى المناظرات، يسعى كل من المعسكرين للتشديد على نقاط قوة الخصم، عملا بإستراتيجية تقليدية في المراحل التي تسبق المناظرات تهدف الى خفض مستوى التوقعات وتعزيز عنصر المفاجأة. وقالت مستشارة رومني بيث مايرز الجمعة الماضية في مذكرة نقلتها وسائل الإعلام إن «الرئيس اوباما خطيب بليغ ويعتبر احد أهم المحاورين السياسيين في التاريخ الحديث». من جهته أكد اقرب مستشاري اوباما ديفيد اكسلرود في تصريح في اليوم نفسه «نتوقع أن يكون ميت رومني محاورا مستعدا ومنضبطا وهجوميا». وتابع «لكن العبء يقع على كتفي ميت رومني ليوضح كيف يمكن للعودة إلى السياسات التي ولدت الأزمة الاقتصادية أن تؤدي إلى نتائج مختلفة». وقال رومني متحدثا عن اوباما «اعتقد انه سيقول الكثير من الأمور غير الدقيقة»، وذلك في مقابلة مع قناة (ايه بي سي) الأمريكية في 14 سبتمبر ما ينبئ بنقاش حاد حول واقع الإصلاح الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. واشار بوب شرام الذي كان مستشارا للمرشح جون كيري في أثناء حملته الرئاسية عام 2004 الى انه «على الرئيس إن يقول للناس إن الوضع كان صعبا جدا منذ بداية الولاية وبالرغم من تغير أمور كثيرة ما زال ينبغي فعل الكثير» وأوضح الاختصاصي في الحملات الانتخابية لفرانس برس «لا يمكنه ان يبدو مفرط الثقة». ومناظرة مساء الأربعاء هي الأولى من ثلاث وتجري قبل اقل من خمسة أسابيع من استحقاق 6 نوفمبر وتليها مناظرتان في أكتوبر في همبستيد (نيويورك، شمال شرق) وفي 22 أكتوبر في بوكا راتون (فلوريدا، جنوب شرق). وقلل المرشحان إلى البيت الأبيض من نشاطاتهما للاستعداد للمناظرة حيث وصل الرئيس الأميركي إلى نيفادا وعلى غرار العام 2008 سيدير الصحافي جيم ليرر المناظرة الأولى وهو مقدم مخضرم لمناظرات الرئاسة. وفيما يعتبر الرجلان الحاملان إجازة في القانون من جامعة هارفرد خطيبين ممتازين، يبدو اوباما أحيانا كانه يقدم إجابات أكاديمية أكثر من اللزوم. وتعليقا على تصريحات لرومني صورت بغير علمه ونشرت في سبتمبر وقد انتقد فيها 47% من الأميركيين وصفهم بأنهم لا يدفعون الضرائب ويعتقدون أنهم «ضحايا»، اعتبر لينارد ستاينهورن الأستاذ في الجامعة الأميركية انه «كي يستفيد رومني من هذه المناظرة على باراك اوباما أن يتعثر، ينبغي ان يقول شيئا على مستوى تصريح ال47 % الذي أدلى به ميت رومني».