تزداد التحديات يوماً بعد يوم أمام الإعلاميين الشباب في الوطن العربي؛ وذلك لمواجهة الإعلام غير العربي الذي يحاول فرض إملاءات وقناعات خارجة عن نطاق الفكر العربي الذي يحترم الخصوصيات والعادات والتقاليد، وكان لابد من وجود ملتقى يجمع شتات الشباب الإعلامي في الوطن العربي ليحقق أهدافاً عامة تتمثل في تشجيع التميز والتفوق في العمل الصحافي والإذاعي والتلفزيوني ورعاية وتفعيل التواصل بين الطلبة المهتمين بالصحافة والإعلام ورجال الإعلام الممارسين، ومنح الإعلاميين فرصة الاطلاع على مشاريع الإعلام الحديث ومساعدتهم على تطوير مهارتهم التقنية لكي تجتمع وتتوحد جهودهم تجاه قضايا الأمة، وهذا ما تحقق في العام 2006 م حيث تأسس ملتقى الإعلاميين الشباب العرب ومقره العاصمة الأردنيةعمان, ليكون الملتقى الأول في الوطن العربي والذي يساعد على تفعيل التواصل بين الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية المختلفة في الوطن العربي، بالإضافة إلى كونه نتاج عمل شبابي يؤمن بأن حرية الإعلام سقفها السماء.. (الجمهورية) التقت بالإعلامي الأستاذ هيثم يوسف رئيس ملتقى الإعلاميين الشباب العرب وسفير الإعلاميين الشباب العرب، ليتحدث عن الملتقى وأنشطته ومبادراته والنجاحات التي حققها وعن تقييمه للإعلام اليمني.. .. كيف جاءت فكرة تأسيس ملتقى الإعلاميين الشباب العرب في 2006م ولماذا الشباب ؟ - جاءت الفكرة عندما بحثت عن هيئة إعلامية شبابية مستقلة يديرها الإعلاميون الشباب وتكون منارة للإعلام العربي فلم أجد، ففكرت لم لا أكون مبادراً وأنا أعلم أنها ليست سهلة.. توكلنا على الله والأمور بدأت بإطلاق ملتقى إعلامي كان في البداية على مستوى محلي أردني لم يكن عربياً، وقد واجهتنا صعوبات خصوصاً أنني كنت شاباً في مقتبل العمر وليس لدي الخبرة في إدارة الملتقيات، ولكن بعد فضل الله سبحانه وتعالى الفضل لوالدي الذي كان لديه هذه الخبرة كونه إعلامياً ومطلعاً على المؤتمرات.. .. من الأردن كانت الانطلاقة, كيف استطعت أن تتجاوز التحديات خاصة أن مصر كانت هي الحاضنة لعدد من الإعلاميين العرب في تلك الفترة ؟ - لم يكن لدينا أي مشكلة مع أي ملتقى أو مؤتمر عربي سواء في مصر أو غير مصر؛ لأن أفكار الملتقى جديدة ومختلفة, سر النجاح بسيط لملتقانا في أن يكون له صدى إعلامي.. وفي كل عام كنت أضع فكرة جديدة ومختلفة، وفتحنا التواصل مع الزملاء في المغرب العربي أيضاً، وهذا ساهم بشكل إيجابي في أن نكون في المقدمة.. .. حدثنا عن نظام الملتقى, والأنشطة التي تقام في إطاره, وكذلك المشاريع والمبادرات الإعلامية التي أطلقها ملتقى الإعلاميين الشباب العرب منذ تأسيسه حتى الآن؟ - هناك العديد من الأنشطة التي يقوم بها الملتقى على مدار عام كامل، أول شيء فعاليات ملتقى الإعلاميين الشباب العرب وجائزة الهيثم للإعلام العربي السنوية ومعرض المؤسسات الإعلامية, بالإضافة إلى الدورات التدريبية المختلفة والمتخصصة بالإعلام, أما عن المبادرات التي مايزال يطلقها الملتقى فتتمثل بمبادرة ثقافتي أساس مهنتي, الإعلام ثقافة المجتمع, ومبادرة قلمك مهم صحتك أهم، والموجهة للصحفيين والإعلاميين العرب, ولدينا أنشطة خيرية مثل ميدان الخير، والصحفي الصغير وهي دورات تدريبية موجهة للأطفال الصغار لتدريبهم على الخبر والتصوير. .. كم عدد أعضاء الملتقى؟ وهل تم استيعاب جميع الدول العربية فيه؟ - نعم كافة الدول العربية عدد الأعضاء إلى الآن يصل إلى 2000 عضو تقريباً إن لم يكونوا أكثر.. .. هناك تقليد سنوي متميز اعتمدتموه، وهو اختيار عاصمة ما للصحافة العربية, ماهية معايير اختيار عاصمة الصحافة العربية, وما هي العواصم العربية التي اختيرت من قبلكم كعواصم للصحافة العربية منذ أن تأسس الملتقى؟ - ليس الملتقى من يختار عاصمة الصحافة العربية بل مجلس الوحدة الإعلامية العربية هو من يختار العاصمة والملتقى بعمل تحت مظلة المجلس, هناك معايير تعتمد على التاريخ وعلى الاستثمار الإعلامي, ونسبة الصحافة الخاصة في الدولة، والمادة الإعلامية من ناحية المهنية, بالنسبة للدول العاصمة البحرينية المنامة كانت أولى العواصم، واليوم سلمنا الراية للرياض لتكون عاصمة الصحافة العربية لعام 2013م. .. يعني لم تكن عمان العاصمة الأولى للصحافة العربية, على الرغم أنها العاصمة التي شهدت الملتقى الأول للإعلاميين الشباب؟ - لا ليس بالضرورة وإذا لاحظت أن هذا العام لا يوجد أحد من عمان من ضمن الفائزين بجوائز الملتقى، وهذا أعتقد دليل قاطع لعدم التحيز لأي دولة عربية حتى وان كان مقر المجلس والملتقى في الأردن, وقد عُقدت 4ملتقيات للإعلاميين الشباب العرب مُنذ تأسيس الملتقى حتى الآن وتوقفنا في عام 2011 بسبب الثورات العربية التي اجتاحت المنطقة, وقد عُقد الملتقى الأول والثاني والثالث في الأردن, والرابع في المنامة، والخامس سيكون في الرياض إن شاء الله. .. من هي أبرز الشخصيات العربية التي حصلت على جوائز من الملتقى في العام 2012م ؟ - عدد من الجهات والشخصيات, فقد فاز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، بجائزة أبرز شخصية عربية داعمة للشباب العربي، وفاز صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق»، بجائزة أبرز شخصية عربية داعمة للإعلام العربي، وفازت صحيفة الاتحاد الإماراتية بجائزة أبرز صحيفة عربية، وفاز الإعلامي السعودي عثمان العمير بجائزة أبرز شخصية إعلامية رائدة في العالم العربي، وفاز الإعلامي اللبناني مارسيل غانم بجائزة أبرز مذيع تلفزيوني في العالم العربي، وفاز برنامج «صباح الخير يا عرب» في قناة «إم بي سي» بجائزة أبرز برنامج تلفزيوني في العالم العربي، وفازت الإعلامية المصرية منى عبدالوهاب بجائزة أبرز شخصية إعلامية شابة في العالم العربي، وفازت الإعلامية اللبنانية ألين حلاق بجائزة الصحفي محمد أمين يوسف للصحافة الاقتصادية، وفاز بجائزة الشهيدة أطوار بهجت للمراسل العربي، مناصفة كل من تامر مسحال مراسل قناة الجزيرة في غزة، وماجد حميد مراسل قناة العربية في العراق. وفاز الإعلامي القطري محمد سعدون الكواري من شبكة الجزيرة الرياضية بجائزة تيسير جابر للإعلام الرياضي، وفاز بجائزة فضل شناعة للمصور الصحفي الشهيدان الصحفيان الفلسطينيان محمود الكومي وحسام سلامة، وفازت الإعلامية المصرية منى الشاذلي بجائزة أبرز شخصية إعلامية نسائية في العالم العربي، وفاز بجائزة الصحفي غسان تويني للقلم الحر الإعلامي اللبناني حازم صاغية، فيما فاز رسام الكاريكاتير المغربي عبدالله الدرقاوي بجائزة الفنان جلال رفاعي للكاريكاتير، وفاز الإعلامي الإماراتي عبدالله راشد بن خصيف من إذاعة الرابعة في عجمان، بجائزة أبرز مذيع إذاعي في العالم العربي، فيما فاز برنامج «ايش اللي» للشاب السعودي بدر صالح بجائزة «الكلمة الحرة يوتيوب». .. حدثنا أكثر عن مجلس الوحدة الإعلامية العربية؟ - يسعى مجلس الوحدة الإعلامية العربية إلى خلق التفاعل وتعزيز الروابط والتنسيق بين الإعلاميين العرب في مختلف الوسائل الإعلامية والمؤسسات الإعلامية العربية وذلك عن طريق: توثيق وتنمية العلاقات الإعلامية, وزيادة حجم التبادل البرامجي بين الدول العربية, وتشجيع التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية في القطاعين العام والخاص، وتبادل الخبرات والزيارات, الترويج لإقامة مشروعات عربية إعلامية مشتركة, وبلورة رأي عام مشترك للإعلام العربي ولو بالحد الأدنى والتأكيد على مفردات الوحدة العربية, وبلورة موقف متناسق تجاه التجمعات الإعلامية الخارجية ومخاطبة الإعلام الدولي بمهنية عالية, وقد انضم الملتقى للمجلس، وأصبح أحد فعاليات المجلس الرئيسية, والمجلس ساعد إلى خروج الملتقى وتفعيله خارج الأردن. .. أنشأتم مؤخراً المنظمة العربية لمؤسسات التدريب الإعلامي حدثنا عنها؟ - المنظمة تحت مظلة مجلس الوحدة الإعلامية العربية، وهي منظمة لمراقبة المراكز التدريبية المتخصصة في الإعلام فقد تلقينا العديد من الشكاوى على هذه المؤسسات لعدم وجود خبرات، وما هي إلا تجارية, رأى المجلس إطلاق منظمة تهتم بهذه المراكز وتصدر دليلاً إرشادياً لمساعدة الصحفيين على التدرب في مراكز ذات خبرة وتخضع لرقابتها. .. من خلال متابعتكم لوسائل الإعلام العربية: كيف يقيم الأستاذ هيثم يوسف سفير الإعلاميين الشباب واقع الإعلام العربي خاصة بعد ثورات الربيع العربي؟ - الآن وبعد الثورات العربية للأسف هناك تخبط إعلامي كبير، ولا يوجد خط متواز للإعلام والمؤسسات الإعلامية في الوطن العربي ونحن هنا نحاول الابتعاد عن المؤسسات الموجهة، وتمكين القنوات الحيادية التي تعمل بمهنية رغم تلاشيها للأسف. .. كيف تقيم المشهد الإعلامي في اليمن ؟ - والله لن أجامل بموضوع المشهد الإعلامي حيث أجد أن هناك تقصيراً مشتركاً بين الطرفين، وألاحظ أن المشهد الإعلامي اليمني مغيب من ناحية القوة الإعلامية وضعف الإمكانات, أتمنى أن يتحسن في المستقبل وأن نتعرف على الإعلاميين اليمنيين أكثر, واليمن الآن يمتلك أكثر من قناة فضائية ومئات الصحف الورقية والإلكترونية وعدد من الإذاعات المحلية, ولكن للأسف إن القنوات اليمنية أغلبها محلية ولا تبث بشكل قوي من حيث المضمون البرامجي, وأحب أن أنتهز الفرصة بمباركة ملتقى الإعلاميين الشباب العرب لقرب موعد انطلاق الحوار الوطني الشامل في اليمن الشقيق الذي استطاع شعبه وقيادته السياسية تجسيد الحكمة اليمانية والتي تمثلت في تحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة وتحقيق السلام والوئام بين مكونات المجتمع اليمني الواحد، وبمساعدة الأشقاء العرب وخاصة المملكة العربية السعودية, والحوار لا يتم إلا في بيئة صحية، وأعتقد أن هذه البيئة توفرت في اليمن السعيد الذي يعد نموذجاً رائداً للتعايش والمحبة في الوطن العربي. .. هل صحيح أن هناك دولاً مغيبة عن المشهد الإعلامي مثل اليمن والسودان وبعض دول المغرب العربي؟ - صحيح وهذا ما نحاول في ملتقانا فعله والمتمثل بمد جسور التعاون بين كل الدول العربية. .. برأيكم وأنت سفير للإعلاميين الشباب.. ما سبب هذا التغييب ؟ ومن المسئول عنه؟ - والله انغلاق المؤسسات الإعلامية على نفسها، وضعف التسويق الإعلامي للمؤسسة الإعلامية من جهة، والإعلامي نفسه لا يهتم بنفسه فقليل جداً أن ترى مثلاً إعلامياً يمنياً في محطة عربية معروفة. .. ما الذي قدمه أو سيقدمه ملتقى الإعلاميين الشباب العرب حيال قضية تغييب بعض الدول العربية من المشهد الإعلامي؟ - والله الملتقى فاتح ذراعيه لكل مؤسسة عربية حكومية أو خاصة للمشاركة والتعرف على الزملاء والانفتاح الإعلامي، فلا يوجد دعوات خاصة نوجهها لأحد، الجميع مرحب به أكيد للمشاركة, كما أننا مستعدون لإقامة برامج ودورات تدريب وتأهيل وتقديم الاستشارات والزيارات. .. وهل زار الأستاذ هيثم جميع الدول العربية ؟ - لا.. زرت تونس ولبنان وفلسطين والإمارات والكويت والسعودية والبحرين.. وإن شاء الله تكون هناك فرصة لزيارة جميع الدول بما فيها اليمن السعيد وعمل أنشطة مشتركة. .. كلمة أخيرة أستاذ هيثم؟ - إن هدف مجلس الوحدة الإعلامية العربية هو توحيد القلم العربي للدفاع عن قضايا أمتنا العربية، ولن نيأس من قصة الوحدة رغم التفرقة الحاصلة والتفتيت الذي يتعرض له الوطن العربي، كإعلاميين شباب لدينا هدف ولدينا إصرار لتحقيقه، وأتمنى أن ألتقي بالزملاء الصحفيين في اليمن الشقيق وأن يكون لهم دور بارز في أنشطتنا, كما أنني أدعو الزملاء الصحفيين والإعلاميين في اليمن وكل الدول العربية بأن يدعموا الحوار الوطني اليمني وأن يوفروا المناخات الملائمة لإنجاحه إعلامياً, وأشكر صحيفة (الجمهورية) التي بادرت بإجراء أول لقاء لي في الإعلام اليمني..