احتشد عدد كبير من مواطني جنوباليمن نهار أمس السبت في منطقة خور مكسر، التي تعد واحدة من أشهر ساحات مدينة عدن، في مليونية احتجاجية صادفت الذكرى التاسعة عشرة لإعلان الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحرب على شركائه في تحقيق الوحدة، تزامناً مع تعليق ممثلي المحافظات الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء أعمالهم ليوم واحد بعد ان نفذوا وقفة احتجاجية بمناسبة ذكرى إعلان الحرب على الجنوب، التي صادفت يوم أمس . وشهدت ساحة العروض في خور مكسر تجمعاً كبيراً من نشطاء وأنصار قوى الحراك الجنوبي، رفعوا خلالها أعلام دولة اليمنالجنوبي التي كانت قائمة قبل الوحدة بين شطري اليمن عام 1990 وصور قيادات جنوبية، منها نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، والذي يتبنى الدعوة المتشددة لانفصال الجنوب عن الشمال . وكان ملاحظاً مشاركة اعداد كبيرة من مواطنين قدموا من محافظات جنوبية قريبة من عدن، بات عدد منهم في الساحة منذ ليلة أول أمس، في حين لم تشهد المدينة ما يعكر اجواء الفعالية التي حضّرت لها القوى الجنوبية، عدا محاولة عدد من اغلاق شوارع في حي كريتر، القريب من خورمكسر، الذين ادعوا فرض العصيان المدني، فيما انكر ناشطون في الحراك أية علاقة لقوى الحراك بهذا الادعاء، إلا أن دعوات سابقة لفصائل في الحراك كانت تتجه لإعلان العصيان أمس بالمناسبة، وهو الأمر الذي لم يُستجب له في عدن، عدا مدن جنوبية أخرى خاصة في حضرموت . وفي مليونية 27 إبريل/نيسان ردد المتظاهرون هتافات تطالب بالانفصال والاستقلال وعودة دولة الجنوب ومحاكمة الرئيس السابق صالح وحلفائه في الحرب على الجنوب، وطالبوا بالوقوف بوجه ما اسموه التحالف العسكري القبلي . اللافت في احداث جنوباليمن إعلان العصيان المدني في عدد من مدن جنوبية أخرى، حيث شلت الحركة وأغلقت جميع المحال التجارية والمرافق الحكومية والخاصة في حضرموت وشبوة والمهرة وابين ولحج استجابة لدعوات الحراك الجنوبي، لتنفيذ عصيان مدني تنديداً بالحرب على الجنوب . المشهد كان درامياً في مدينة سيئون في محافظة حضرموت شرق اليمن، فتزامناً مع العصيان المدني الذي شهدته المدينة، تحدثت مصادر محلية عن تعرض ثلاثة مواطنين لاطلاق ناري من قبل مسلحين، إلا أن تلك المصادر لم تفد بأي تفاصيل مؤكدة عن ملابسات اطلاق النار، وأدت الحادثة إلى خلق جو متوتر في المدينة، استدعى إلغاء فعالية جماهيرية كان من المقرر إقامتها عصر أمس في سوق سيئون . وبالمناسبة ذاتها قدم القيادي الجنوبي علي سالم البيض، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس إلى ما قبل حرب ،1994 واُعلن رئيساً للجنوب في بيان 21 مايو العام نفسه، ما وصفها ب”رؤية الحراك الجنوبي السياسية والقانونية للتفاوض الدولي لحل قضية الجنوب” . ووفقاً للبلاغ الصادر عن البيض، فإن الرؤية تتضمن الاعتذار لشعب الجنوب بأن يعلن مجلس الأمن تقديره للنهج السلمي الذي يتبناه شعب الجنوب من أجل استعادة كرامته ودولته المستقلة، وتقدير لدوره في نبذ العنف ومكافحة الإرهاب، وأن يعبر مجلس الأمن عن أسفه لمعاناة هذا الشعب بسبب عدم تفعيل قراري مجلس الأمن 924 و931 واحترام إرادة شعب الجنوب المعبر عنها يومياً في ساحات النضال السلمي . وفي ما يتعلق ب”خلق مناخ سياسي ملائم للمفاوضات” يقول البيض: “ينبغي خلق مناخ سياسي ملائم للحوار (المفاوضات) من خلال توفير حماية دولية لشعب الجنوب باستبدال جميع الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة للقوات الشمالية بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وإطلاق جميع الأسرى وإلغاء الأحكام ضد السياسيين والصحافيين، ووقف الانتهاكات، بما فيها عمليات القتل والاختطاف والاحتجاز التعسفي” . ودعا البيض في بلاغه إلى “إيجاد إطار تفاوضي لحل النزاع بين الطرفين بالطرق السلمية”، بأن “يكلف مجلس الأمن الأمين العام للأمم المتحدة إيجاد إطار تفاوضي لحل النزاع بين الطرفين بالطرق السلمية، بما في ذلك إعداد برنامج تفاوضي للعمل على استئناف المفاوضات بين ممثلي الدولتين السابقتين في الشمال والجنوب الذي بدأ في يوليو/تموز 1994 في مقر الأممالمتحدة بجنيف بين ممثلين مفوضين عن الطرفين” مشيراً إلى أنه “ينبغي أن يستأنف الحوار “المفاوضات” بين ممثلين عن دولتي الجنوب والشمال السابقتين (جمهورية اليمن الديمقراطية) والجمهورية العربية اليمنية وفقاً لقراري مجلس الأمن 924 و،931 وأن يمتلك المفاوضون صلاحيات تمكنهم من اتخاذ القرارات وتنفيذها في حال الاتفاق” ..
