عرفات مدابش: لا بد وان زميلي وصديقي العزيز الدكتور عبد الحكيم الفقيه ، الشاعر الجميل ، كان سباقا في تشخيص أمور كثيرة في تعز قبلي ، شعرا .. لكنني لست شاعرا ، وبالتالي اكتب شعيرا ، إن صح التعبير. تعز هذه المدينة التي لا يوجد شخص يدعي النضال في يمننا الميمون إلا ويعرفها وتعرفه حقا ، بكل الطرق .. فمنها مناضلون ومناضلات ومثقفون مثقفات ووطنيون ووووو.. من التسميات التي اعتدنا نحن اليمنيين على إطلاقها على بعضنا البعض .. لكن المحصلة النهائية هي هذه المحافظة والمدينة التي تكتنز الكثير مما لم نبح به بعد .! هناك يمنيون كثر يقولون لك انك لا يمكن أن تصل إلى أي منطقة يمنية إلا وتقلب أي حجر فيها وتجد تحته شخص من تعز ، وان كان البعض يرى في ذلك ذما ، فانا أرى فيه مدحا لشعب حي يرغب في الحياة والنضال من اجلها ..! وقفة شعير ..! تعز المشاقر .. والبنات الحسان .. والتمدن والثقافة.. تعز المدائن .. و " عفت " الجميلة .. و " س " القوية المناضلة وانجيلا الصارمة.. وتلك المثقفة.. وتعز يفرس والشبزي وطاهش الحوبان والقات الصبري وبنات صبر ! تعز الأمس : الفن والعلم والشعر والنثر والمقاهي وأسواق القات وكتب محظورة وطلاب يحتربون مع المنبوذ .. تعز اليوم: خطف للبنات العذارى عصابات وبلاطجة في كل مكان فسدة يفسدون الليل والنهار والطرقات وأناس ماتت ثوريتهم كما مات " عبد الفتاح "! تعز لينا التي تنطق في ضعفنا و " روزا " وكل حبيبة تعيش فينا كل يوم .. تعز .. مدينة لا تقهر .. لا تعرف سوى الحب ، لكنها تعيش تحت الحرب.. لكن تعيش الآن تعيش تحت الحرب .. ليس فقط ، بل تحت الذل ، أهلها خوفة من طواهيش عجزة ، باتوا غير قادرين على اصطياد ما يبقيهم أحياء ، لكن تعز ، مازالت تخافهم .. إلى متى يا تعز .. إلى متى .. إلى متى ..؟؟!!