باريس: إنعام كجه جي: تشعر المخرجة السينمائية اليمنية خديجة السلامي بالكثير من الارتياح بعد ان أنجزت اللمسات الأخيرة لفيلمها الوثائقي الجديد الذي تستعد لعرضه في باريس. وسبب الارتياح ان هذا الفيلم الذي يروي في 115 دقيقة مأساة سجينة تدعى أمينة، محكوم عليها بالاعدام بعد ادانتها بقتل زوجها، أنقذ عنق امينة من المشنقة وفتح مجددا ملف قضيتها على أعلى المستويات. تقول خديجة السلامي، التي تشغل، بالاضافة الى عملها الفني، منصب الملحقة الاعلامية في سفارة اليمن في باريس، ان تنفيذ الحكم على امينة كان مقررا في العام الماضي، أي بعد فترة قصيرة من انتهائها من تصوير فيلم عنها داخل السجن. وتصادف ان جاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في زيارة رسمية الى فرنسا في الخريف الماضي، وكان وصوله في اليوم ذاته الذي فازت فيه السلامي بالجائزة الأولى للفيلم الوثائقي القصير في مهرجان بيروت السينمائي. تضيف: «هنأني الرئيس وطلب ان يشاهد الفيلم الفائز، وهو فيلم يتحدث عن امرأة غريبة في مدينتها ويتضمن نقدا صريحا للفكر السائد في اليمن حول المرأة. وبسبب موضوع الفيلم فقد شعرت بالقلق لعرضه على الرئيس، لكنه رآه بالكامل وتأثر مما جاء فيه وأوفدني الى اسرة الفتاة التي تناولت قصتها، لكي يعيدوها الى المدرسة. وهذا الموقف شجعني على ان اطرح على الرئيس حكاية بطلة آخر أفلامي، المتهمة أمينة التي ألصقوا بها تهمة وهي تحت السن القانونية. وشرحت له ان هذه المرأة الشابة المحكومة بالاعدام فقدت طفلتها في حادث سيارة، وان قضيتها ليست سوى نزاع على الأرض بين زوجها وأقاربه، انتهى بالقتل وألقوا بالتهمة عليها». حال عودة الرئيس الى اليمن، طلب اجراء الفحص الطبي على المدانة لتحديد عمرها عند حدوث الجريمة، ولما ثبت انها كانت قاصرا ألغى حكم الاعدام وطلب اعادة النظر في القضية، خصوصا وان امينة أمضت تسع سنوات في السجن. هذا الفيلم الذي صورته خديجة السلامي وانتجته بنفسها، سيعرض الشهر المقبل في صالون «سان مالو» للكتب والأفلام في فرنسا، كما ان هناك اتصالات لعرضه في معهد العالم العربي في باريس.