إب من نجيب الغرباني:محمد محسن الرحبي عمره 69 عاما شخصيه قياديه مناضله قولا وفعلا تعرض للاعتقال وشرد وعذب جسديا وشردت معه أطفاله وأسرته كان صلبا قويا مؤمن بالمبدأ الذي اعتنقه وهو المبدأ الثوري النضالي القومي ابتداء من حركة القوميين العرب إلى الحزب الديمقراطي الثوري والى الحزب الاشتراكي اليمني ترأس العديد من الخلايا السرية وشارك في العديد من المهام الوطنية والقومية. " التغيير" زاره في منزله المتواضع جدا حالته المادية ميسورة من عمله في محل متواضع لا صلاح الأجهزة الالكترونية في سوق قديم خال من الناس هو أساس دخله ولكن كبر سنه وضعف نظره وحالته الصحية تجعلنا نزيد لهفة باللقاء معه قبل ان يفارق الدنيا ويفارق نضاله الذي استمر من المهد الى اللحد ببيان نعي من الحزب الاشتراكي اليمني انه كان وكان وكان مناضلا جسورا .. في حين تركه حزبه الاشتراكي رمزا للنضال بكلمة مناضل لا تسمن ولا تغني من جوع وجعله يمر بظروف قاسيه وحاله معيشية صعبه . فهل سيظل رمزا للنضال ؟؟ وقد بلغ من العمر عتيا ؟ أم أن عوامل التعرية وضربات السلطة التي نجحت باسطوانة مشروخة تتكرر سنة بعد أخرى أم أن الحزب الاشتراكي يعيد حساباته وينظر إلى هؤلاء المناضلين الأساس ودعائم النضال بعين الشفقة والرحمة. يقول المناضل محمد محسن الرحبي في البداية أيام زمان وعنفوان الشباب وكان سني تقريبا ثمانية عشر حين التحقت بحركة القوميين العرب التي كانت تشمل المنطقة العربية برئاسة نايف حواتمة وجورج حبش وغيرهم وكهؤلاء جربو الوضع النضالي وربطوه بالوضع الناصري المزدهر في حينه حيث كان لديهم فكره ان الوضع الناصري سيشمل ويطوق ألامه العربية لأنه الأقوى ، كانت القيادة للحركة في لبنان كان لديها ممثلين في اليمن أول من دعاء إليها سلطان احمد عمر وجار الله عمر وغيرهم نقلت الحركة إلى اليمن عن طريق بعض الأحزاب في الجنوب وكانت في الشمال محظورة نتيجة الوضع الأمامي انفصلت حركة القوميين العرب في اليمن عن بيروت نتيجة لبعض الأحداث والانشقاق في صفوف الأمه العربية إحنا كنا لا نعلم ما يحدث الا عن طريق محاضرات تلقى علينا عن طريق الفقيدين عبدالله الوصابي وجار الله عمر وكانت تلقى في النادي الثقافي بجبله حيث كانت جبله مركزا لتجمع الشباب المناضلين أمثال محمد الغشم يحي مجلي عبدالله الخديري احمد اسحم عبدالفتاح اسحم وآخرين وكانت المحاضرات علنية بأيام الرئيس الارياني وكان يهدف من هذا العلن احتياجه لمقاومة الملكيين تحديدا في سنة 1969م وكان هدفنا تأسيس وضع سياسي جديد وتطبيق النظرية العلمية وليست الشيوعية كما قفز بها الأخوة في الجنوب أي قفزوا على النظرية العلمية وكنا ننقدهم لقفزهم على المراحل في حينه عبر الخلايا وكنا نلاقي استجابة لان الهدف كان الوحدة والى الوحدة . وأضاف إن وضع النظام تغير بما يكفل الثوابت الوطنية وبعد انتهاء الحرب الملكية الجمهورية وبعد الاعتراف بالجمهورية بشكل نهائي خاصة من دول الجوار في عام 1970م ولان المنتصر هم الجمهوريين بداء الحوار يظهر ويكون علنيا بشكل اكبر وظهرت تنظيمات سياسيه من الجنوب لان الشمال كان في وضع قبلي والجنوب عقليه تجاريه وثقافيه وقوميه ووجدت حركة القوميين العرب في الشمال ولكن بطريقه مكتملة سريه وكانت معنا إلى بداية منتصف السبعينيات حتى إعلانها تخليها عن العرب واليمن بدا يشكل الحزب الديمقراطي الثوري اليمني وظلينا في اجتماعات سريه وحتى بداية تشكيل الجبهة القومية عندما بدأت الحرب بين البريطانيين والثوار الجنوب شكلت الجبهة القومية وعند تشكيلها حصل انفصال بين الجبهة القومية وبين الناصريين نتيجة خلافات سياسيه تدريجيا كانت هناك حوارات في الشمال وطرح الآراء حول الوضع السياسي وكانت تنزل إلينا محاضرات عن الوضع الثوري والقومي وإحياء العمل الثقافي والعمل الحزبي والهدف تغيير الوضع السياسي آنذاك وكانت علاقتنا في الجنوب علاقة سريه كان الاجتماع سري كنا في خليه لا تزيد عن أربعه وكانت تصل إلينا المعلومات عن طريق المرحوم عبدالله الوصابي واحمد قاسم دماج وغيرهم كانت الدولة تعرف كل شيء ولكن لم يكن لديها قمع او نزعه للقمع والسجن وكان الجنوبيين يأتون إلى الشمال عن طريق الشخصيات المقبولة والمرموقة كان المسؤل عنهم المرحوم عبدالله الوصابي. أول إعتقال كان أول اعتقال لي في 1981 اعتقلت في جبله في إدارة الناحية من قبل صالح العنسي وهذا كان يخدم السلطة ومندوب لها لمطاردتنا وكانت تهمتي باني شيوعي وماركسي وعميل مع الجنوب وظليت في السجن يوما كاملا وثلاثة ايام في الربادي وكان يستخدم العنسي انواع العذاب وافرج عني وبعد خمسه عشر يوما تم اعتقالي من قبل صالح العنسي ومجموعه لا اعرفهم وهذه المرة قادوني بالقوة والضرب إلى سجن الأمن الوطني بإب وما يسمى اليوم الأمن السياسي وظللت فيه شهر استخدم معي شتا أنواع العذاب ولطم وجلد وكانوا لا يرحمون وانا مخطوف واسرتي تبحث عني وتهمتي عميل للجنوب وماركسي وشيوعي وبعد شهر نقلت الى صنعاء وبقيت شهرا في القيادة العامة وكانت هناك تحقيقات مشدده وقليل من التعذيب كانوا اللطف من محققي إب وعرفت أسرتي اني هناك عن طريق والدي الذي اخبره احد الأصدقاء المساجين و الذي ظل يراجع للإفراج عني وكان في حوزته شهادة حسن سيره وسلوك بتوقيع العلماء في جبله مازلت احتفظ بها وبعد شهر نقلت الى دار البشائر حيث مقر سجن الأمن الوطني وهذا السجن مخيف لا نعرف إحنا بالليل او في النهار وتم نقلي الى سجن إب وتم الإفراج عني تقريبا في نهاية82م مكثت في المعتقلات اكثر من خمسه أشهر الى غير اني كنت اشرد واخفي نفسي في أماكن بعيده وإلا لكنت اعتقل ورجعت الى جبله سرا وقررت ان أسافر إلى السعودية ومازالت الحكومة وجهاز الأمن الوطني يطاردني بقيادة صالح العنسي وجماعته بل انهم اقتحموا منزلي وأنا لدي أطفال وزوجة لم يراعي حرمة منزلي واصابوا اسرتي بحاله من الذعر والخوف وحاله نفسيه شديدة فقاموا بتفتيش المنزل بطريقه همجيه وادعوا ان لدي أسلحه وضرب أولادي الصغار أكبرهم كان عمره أربعة عشر سنه وهو عبد الحكيم طرد وشرد وعذب وضرب أكثر من مره نتيجة موقفي أخذوا ابني الآخر فؤاد 13عاما رهينة ثلاثة أيام في السجن كان طفل صغيرا وبعد ان يئسوا من عودتي كنت قد قطعت الجواز بشكل عادي بلا مضايقه واذكر هنا الزميل المرحوم المناضل عبده الفتاح اسحم قال لي كيف تقطع جواز وانت مطلوب ؟؟ قلت له من دعس بفراش الدولة امن ! ظل الجواز يوم تحت الدراسة وسافرت برا طبعا الحكومة اليمنية كان لديها مخبرين في السعودية آنذاك حيث قاموا بإيقافي في نجران وإنزالي وحدي وتفتيشي والتحقيق معي وبأي طريقه دخلت السعودية ؟؟وبمجرد ان عرضت عليهم الجواز وانه رسمي وعليه توقيعات الجهات الرسمية والختوم أطلقوا سراحي وهذا أكيد ان لديهم بلاغ عني انا ظليت حائر وكثير التفكير بأولادي وزوجتي وما جرى لهم ليس هناك أي وسيله اتصال فقررت العودة للوطن وعلى طول رجعت الى منزل رئيس الامن الوطني (القمش) والذي ما يزال حاليا في هذا المنصب وكان الوقت صباحا في أواخر عام 82م لأني شعرت باني رهن الاعتقال في أي لحظه وقلت له أريد الأمان فاعطاني الامان ووجه بعدم ملاحقتي وأعطاني أمر صريح وهو كف الخطاب عني اشكره جدا ورجعت في بداية 84م الى جبله وعملي في محل لإصلاح الإجهزة الالكترونية الروادي والمسجلات والتلفزيونات وكان هناك بعض المضايقات الا اني كنت حريصا على أولادي ولا أريد إقحامهم في مشاكلي مره أخرى فكنت هادئا في العديد من المضايقات والتي قد تكون شخصيه رغم إني مرتبط بالفكر الثوري وكنت احضر بعض الاجتماعات السرية وظليت مرتبط بالحزب الاشتراكي إلى هذه اللحظة لأنه نضال ولكن لا أمارس العمل الحزبي. شهادات من الحزب والتقى التغيير الاستاذ نور الدين عقيل عضو اللجنه المركزيه للحزب الاشتراكي اليمني وعن قصة المناضل محمد محسن الرحبي واخرين طرحنا عليه سؤال هو ما موقف الحزب من هؤلاء المناضلين ؟؟ اجاب في العمل السري كان المناضل محمد محسن في خليه قياديه أعلا وكان شخصيه نموذجيه يقتدي بها انه مثابر ومجتهد ومرتب ومثقف كنا نضرب به المثل بالإضافة الى انه كان يمتلك المعلومة من خلال المتابعة للأخبار عبر الإذاعة ويتابعها أولا بأول بدقه ويسرد الأخبار في أنحاء العالم أي انه بالنسبة لنا المتحدث والمحلل للأحداث كان صادق وقوي عندما اختطف وعذب ونقل من مكان لآخر مثلا عذب في الربادي ثم في سجن إب ثم في سجن نقيل يسلح اذكر انه عذب هناك وبعدها في سجن القيادة العامة ومن ثم الأمن الوطني وظل فتره مخطوفا لم نعرف عنه شيء اتصل باهله وعرف انه مسجون في القيادة العامة كان ابوه يحب المزح وصاحب نكته قال لقائد القيادة العامة في حينه ماله ابني قاله له ابنك مخرب أجاب ابني والله انه يصلح الروادي قال مخرب. حقيقة الحزب تعرض لضربات قويه والحزب مقصر وله ظروفه الخاصة وليس الإهمال ، إن الضربات التي يتعرض لها الحزب ليست بالسهلة ومع هذا نحن لا ننسى هؤلاء حيث هناك مجلس استشاري حسب المادة 53من النظام الداخلي يضم المناضلين القدماء ونحن في صدد الترتيب له في ظل الأيام القادمة والكل يدرك وضع الحزب اليوم ومازال يعطي كل مناضل قوه ودفعه لمواصله المسيرة والمناضلين دخلوا الحزب في سبيل قضايا وطن وهذه ضريبة النضال وكما قال الدكتور ياسين الأمين العام لقد حملنا الحزب في ازدهاره والآن نحن نحمله في ضل الأوضاع الحالية.