شهدت محافظات في جنوبياليمن احتجاجات رافضة لنتائج مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتم السبت الماضي بحضور إقليمي ودولي، بينما لقي ضابط في الشرطة حتفه على أيدي مسلحين مجهولين في حضرموتجنوبي شرقي البلاد. وخرجت مسيرات للحراك الجنوبي في عدن والضالع ومناطق جنوبية أخرى تنديدا بالنتائج التي خلص إليها الحوار الوطني. وقاطعت فصائل الحراك المطالبة بانفصال جنوباليمن مؤتمر الحوار الوطني الذي تواصل عشرة أشهر منذ مارس/آذار الماضي. وأكد المجلس الأعلى للحراك الجنوبي مع بدء أشغال مؤتمر الحوار العام الماضي، أن هذه الخطوة المنبثقة عن بنود المبادرة الخليجية لا تعني الجنوبيين الذين يطالبون بالحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب. وذكر المجلس حينها أن المبادرة لم تأت لحل القضية الجنوبية، وإنما جاءت لتسوية الأزمة بين السلطة والمعارضة في الشمال. تعهد الرئيس هادي في المقابل، شهدت العاصمة صنعاء ومدينة تعز ومدن أخرى احتفالات عبّر المشاركون فيها عن ترحيبهم بنتائج مؤتمر الحوار الوطني. واختتم مؤتمر الحوار أمس الأول بحضور إقليمي ودولي بعد مفاوضات استمرت أشهرا، وجاء ذلك بعد توقيع كل المشاركين في المؤتمر على وثيقة الحوار التي تنص على تشكيل دولة اتحادية. وتعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالعمل في أقرب وقت على تشكيل لجنة الأقاليم التي ستبحث موضوع الدولة الاتحادية وبسرعة تشكيل لجنة صياغة الدستور. وقال هادي إن نجاح مؤتمر الحوار تم بإرادة وطنية خالصة تبغي مصلحة الوطن والمواطنين، مشيرا إلى أنه لا عودة إلى الماضي، ولا بد للجميع أن يتطلع إلى المستقبل وإيجاد حلول عملية لكل القضايا. واعتبر أن أمن واستقرار وازدهار اليمن مشروط بالشراكة الوطنية المسؤولة بعيدا عن المذهبية والقبلية، حسب قوله. وتفضي الوثيقة النهائية للحوار الوطني -التي جاءت وفق اتفاق نقل السلطة المتمثل في المبادرة الخليجية- إلى تشكيل دولة اتحادية مكونة من عدة أقاليم حسب ما اتفقت عليه الأطراف. استهداف الضباط وفي تطور ميداني، قتل ضابط كبير في الشرطة اليمنية برصاص مسلحين لهم صلة بتنظيم القاعدة في مدينة حضرموتجنوبي شرقي البلاد، بحسب ما أفاد به مسؤول أمني محلي. وأوضح المصدر نفسه أن المقدم أحمد عمير المحثوثي -وهو ضابط كبير في جهاز البحث الجنائي بمديرية حورة في محافظة حضرموت- قتل قرب منزله برصاص مسلحين يستقلان دراجة نارية. ويعد هذا الهجوم الخامس من نوعه ضمن سلسلة هجمات استهدفت ضباطا كبارا منذ بداية العام الجاري. ولم يتضح من يقف وراء هذه الهجمات، لكن السلطات حمّلت من أسمتهم "إسلاميين متشددين" تربطهم صلات بتنظيم القاعدة، مسؤولية حوادث مماثلة أسفرت عن مقتل أكثر من تسعين ضابطا بمناطق مختلفة من اليمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية.