نضم مجلس شباب الثورة السلمية صباح اليوم السبت جلسة استماع مفتوحة لعدد من اهالي واسر شهداء وجرحى مجزرة مسيرة مجلس الوزراء التي وقعت يوم 11 مايو من العام 2011م ابان احداث ثورة الشباب السلمية . حيث وجه اهالي شهداء والجرحى ومعهم المشاركون في المسيرة خلال حديث الادلاء بشهاداتهم حول احداث ما جرى مطالبات عاجلة الى الرئيس هادي بسرعة البدء في تقديم الجناة الى العدالة والمحاكمة وعدم التأخر عن تشكيل لجنة التحقيق الخاصة بذلك . بداية جلسة الاستماع الى الشهادات قام المجلس باستعراض فلم وثائقي قصير لخصت فيه مخرجة الفلم أ/هناء صالح احداث ما جرى في هذا اليوم بداية من دعوة القيادية في الثورة الشبابية توكل كرمان للخروج في المسيرة وحتى اعتراض الامن للشباب ام مجلس الوزراء . بعدها تحدث الاخ الاكبر للشاب مصطفى العريفي بشاهدته حول ما جرى لأخيه والذي كان حاضرً في الجلسة ومقعداً على الكرسي المتحرك دون ان يستطيع الحديث بنفسه نتيجة تعرضه لإصابة بالغة في الراس بقوله : ان اخيه مصطفى لم يخرج في المسيرة ولكنه عندما سمع عن مقتل الشباب امام رئاسة الوزراء اصر على الحاق بهم رغم اعتراض والدته على خروجه ، مضيفا بانه قال لوالدته انه لن يتناول العشاء واخوته الشباب يقتلون في تلك الاثناء . وتابع شقيق مصطفى بان كنوز الدنيا كلها لا تكفي لإرجاع اخيه اليهم كما كان من سابق يدرس معه نفس المدرسة واصبح يعيش الان في عزلة عنه داخل غرفة منفردة مقعدا غير قادر على الحركة معتبرا ذلك ثمن قناعتهم بإرادة الثورة والتغيير وفي سبيل ما خرجوا من اجله . الاستاذ الثائر عبد الله غراب مراسل قناة bbc كان حاضراً في جلسة الاستماع وتحدث بدوره قائلاً : الان مصطفى معنا صحيح انه لا يتكلم لكنه يخاطبنا بلغة عالمية .. ويتمنى باختصار ان يؤخذ حقه ويحاكم الجناة والقتلة الذين قاموا بإطلاق النار والرصاص في راسه . مضيفاً بان مشروع الحصانة تحول الى 25 مليون طلقة موجهة جميعها الى قلوب اليمنين والذين يموتون كل يوم في ضل غياب الامن العام وخدمات الناس الاساسية . واستطرد غراب ان دماء الضحايا اليوم تطالب الرئيس هادي بسرعة تشكيل لجنة التحقيق دون تأخير .. كما اوضح في ختام شهادته بانه يتحدث بهذا بصفته انسانا قبل أي شيء وان المهنية والحيادية لا تعني التجرد من القيم الانسانية ومغالطة الضمير منوها على ان المعركة اصبحت اعلامية اكثر مما هي سياسية . الفتاة اشواق الجرباني الثائرة البطلة والمعروفة تحدثت بشهادتها التي اوجعت من خلالها جميع الحاضرين في الجلسة .. بقولها انها شاهدت الشباب وهم يقتلون فقررت الخروج وما ان وصلت الى رئاسة الوزراء حتى اتجهت الى عربة الجنود المدرعة المصفحة بكل شجاعة . وقالت ان بعض الجنود كانوا يوجهون اليها البنادق ويهددونها بالقتل وكانت ترد عليهم ان بقتلونها اذا كانوا بذلك سيحررون الاقصى .. وحينما خاطبها احد الجنود بانها كافرة قالت ردت الشهادتين وقلت لهم باني قد نطقت بالإسلام . . فاضطروا بعدها لاعتقالي واحتجازي في محيط مجلس الوزراء وكنت ارتدي زيا يشبه طالبات المدارة فحدث مشادات بين العسكر مع بعضهم الذين اخذتهم النخوة وشكلوا علي حلقة دائرية ثم ساعدوني واخرجوني من منفذ خلفي لمجلس الوزراء . واشارت اشواق الى ان الذي دفعها للخروج هو الانتصار لليمنين الذي كانوا يطالبون بحقوقهم في العيش بكرامة وحرية وكان جزائهم القتل فخرجت لتؤكد ان المراءة اليمنية لا تخاف وتعتبرها تجربة رائعة لن تنساها طوال حياتها لأنها كانت بقناعة منها . بدوره قال الاستاذ عبد الغني الماوري الامين العام لمجلس شباب الثورة والاستاذ علي الشريق مقرر التنسيقية العليا للمجلس ان هذا التاريخ قد شكل فاصلا تاريخاً في احداث الثورة على ارض الواقع في وقت كان يراد للجميع ان يمضي بالتناغم مع تفاوض السياسيين والذين يتحملون اليوم مسؤولية ما يحصل للشعب اليمني نتيجة التلاعب بإرادته في احداث ثورة التغير الحقيقي . كما اعلن في سياق متصل الناطق الرسمي للمجلس ميزر الجنيد عن تنظيم مسيرة رمزية بالشموع الساعة الخامسة من مساء عصر غد الاحد الى مقبرة الشهداء بصنعاء وذلك احياء لهذه الذكرى الخالدة .