يفترشون الإسفلت، ويلتحفون السماء، على هذا الوضع المعيشي، يقضي أكثر من 300 لاجئي ارتيري، بينهم نساء وأطفال، سحابة نهارهم وليلهم، في شارع تعز بالعاصمة صنعاء، منذ التاسع والعشرين من ابريل المنصرم. صنعاء: تجردت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من إنسانيتها، بحسب تعبير اللاجئين الذين تحدثوا ل "إيلاف" وقررت التخلي عن تحمل نفقاتهم، بعد أكثر من ثلاثة شهور قضوها في فنادق بصنعاء، أسكنتهم فيها المفوضية بشكل مؤقت، ريثما تستكمل إجراءات إعادة توطينهم في بلد ثالث، ليجدوا أنفسهم فجأة وبدون مقدمات في العراء. بدايات القصة وتعود قصة (لاجئي شارع تعز) كما أطلق عليها الإعلام اليمني، إلى العام 2011 اثر تدفق مئات اللاجئين الإرتيريين، إلي السواحل اليمنية، هربا من ما أسموه الممارسات القمعية لحكومة أسمرة، حيث قامت السلطات اليمنية حينها بالتحفظ عليهم في السجن المركزي بمدينة الحديدة (شمال اليمن)، ريثما يتسنى ترتيب أوضاعهم واعتماد لجوئهم لدى المفوضية. وبعد سنوات من الانتظار اعتمدتهم المفوضية كلاجئين وقامت بنقلهم إلى العاصمة صنعاء بهدف استكمال إجراءاتهم لإعادة توطينهم في بلد ثالث، قبل أن تبلغهم في التاسع والعشرين من ابريل المنصرم، بأنها ألغت اعتمادهم كلاجئين، ليجدوا أنفسهم في الشارع دون مأوى. ويطالب اللاجئون الذين تحدثوا ل "إيلاف" والبالغ عددهم 316، بمنحهم حق اللجوء الإنساني والسياسي، وتوفير الحد الأدنى من مستلزمات الحياة الكريمة، وأوضحوا أنهم يقطنون حاليا في الشارع بلا دعم أو رعاية و يعيشون ظروفًا إنسانية قاسية وغاية في السوء، حيث يقيمون في مفارش بسيطة لا تقيهم البرد والأمطار. منظمات محلية وانتقدت منظمات محلية هذا التعامل القاسي من قبل المفوضية، وطالبت بضرورة إنقاذ حياة النساء والأطفال عبر عائلات تستضيفهم مؤقتا حتى تقرر المفوضية الأممية ما تتخذه من إجراءات. وقال إدريس لاهدا، رئيس منظمة "ارض الصدق" الخيرية، أن منظمات محلية أجرت تقييما شاملا لواقع هؤلاء اللاجئين، وخرجوا بخطة أغاثيه متكاملة تحتاج للدعم العاجل، مشيرا في حديثه ل" ايلاف" إلى وجود مجموعة خيارات أمام المفوضية الأممية أبرزها توفير مأوى مؤقت ومستلزمات الإعاشة ، ومن ثم إيواء هؤلاء اللاجئين في مخيمات المفوضية المنتشرة في المدن اليمنية، أسوة بغيرهم من اللاجئين المتواجدين في اليمن. وأوضح لاهدا، أن (لاجئي شارع تعز) نتاج خطأ قانوني فادح ارتكبته المفوضية، التي قامت باعتمادهم كلاجئين عبر استلامهم من الحكومة اليمنية التي أخلت طرفها، وعندما أصبحوا في عهدتها تنصلت عن مهامها، بتبريرات غير قانونية وبحجة أن مهمتها انتهت بحصولهم على بطاقات لجوء يمنية. وأضاف أن شارع تعز على وشك أن يواجه كارثة إنسانية، إذا لم تتحرك المفوضية الأممية لإنقاذ هؤلاء اللاجئين المغلوب على أمرهم، والذين خرجوا من ديارهم هربا من سطوة الاضطهاد، ليفاجئوا باضطهاد من نوع أخر، بحسب تعبيره.