كنت في زيارة هي الأولى لي إلى السجن المركزي في الحديدة مع الأخ معتصم الفاتش مدير المشروع ووليد ردمان مدير عام شئون اللاجئين و عبد الرحمن دايل مدير ادارة مكافحة الفساد من وزارة حقوق الانسان للاطلاع على أحوال السجناء القادمين من القرن الافريقي الذين يدخلون بلادنا بطريقة غير مشروعة طلبا للجوء الانساني وإعادة التوطين في دول أوروبا.. في الطريق خيّل لي أني ساشاهد سجناء وهم خلف القضبان يلعنون اليوم الذي قدموا فيه الى اليمن البلد الفقير إلا أنني وجدت العكس سجناء متمسكين بحياة أقل مستوى مما كانوا عليه في بلادهم لآخر رمق رغم عدم توفر الغذاء الكافي ومياه الشرب وغرف للنوم وأماكن دخول السجن كان سهل جدا «لاتفتيش ولايحزنون» وكذا مغادرته مجرد سؤال يوجه اليك جندي الحراسة الى اين «رايحين وين ياخبرة» وعند الرد عليه نحن من حقوق الانسان لم يكلفوا أنفسهم التأكد إن كنا صادقين وبكل ابتسامة أشّر لنا بالدخول تخيلوا تدخل سجن مركزي بكل هذه السهولة في الوقت الذي نعيش في وضع أمني غير مستقر قد يكون ذلك سالفهم حينما يزورهم وفد من حقوق الانسان والمنظمات الدولية كل شي وارد ارتيريون يستظلون تحت شجرة في حوش السجن وجدنا عشرات من الارتيريين يقدرون ب200 سجين يستظلون تحت شجرة هربا من حر الشمس وهناك من له اكثر من ثلاث سنوات تحت الشجرة دون ان يسيطر عليهم الياس والسبب ان السجن لا يكفي نزلاءه من اليمنيين فكيف بالضيوف القادمين الينا هربا من اوضاع بلادهم واعتقد ان الارتيريين الذين استنجدوا بنا يقولون «بقلوبهم» جيتك يا عبد المعين تعني لاقيتك يا عبد المعين عايز تنعان كما وجدنا بمسافة غير بعيدة عشة قد يكون اللاجئون بنوها بسواعدهم مساهمة منهم في دعم السجن المركزي سجينات يرافقن ازواجهن رحلة الهروب النساء الارتيريات وضعهن افضل حال منا الرجال حيت تتوفر عدد من الغرف وساحة حوش و(شاويشة) عند البوابة عدد السجينات كان لايتجاوزن العشر إضافة الى أطفالهن الذين تتراوح اعمارهم مابين العشر سنوات الى العام قدموا مع ازواجهم في رحلة الهروب من اسمرة الى الحديدة الحلم بإعادة التوطين اللاجئون الارتيريون أول مايصلون عبر البحر الاراضي اليمنية يبلغون عن وصولهم الاجهزة الامنية التي بدورها تأخذهم الى السجن هناك ينتظرون المفوضية السامية للاجئين حتى يعرضوا عليها قضيتهم يقولون هربنا من الاضطهاد والتجنيد الاجباري و عندما سألت احدهم إذا تم ارجاعك الى وطنك قال سأنتحر هم يفضلون السجن المركزي من ان يرحلوا .هم مستعدون ان يتحملوا سنوات عدة للعيش في عراء السجن على أمل ان يعاد توطينهم في أروبا كالسويد والنروج ونيوزلندا وفلندا الآن إن أحلامهم أخذت تتبخر حينما التقى بهم ممثل المفوضية السامية لشوؤن اللاجيئن وقال بكل وضوح انتهى عهد إعادة التوطين وسوف يتم توطين من استلمت وثائقهم ولديهم معاملة بذلك ..أما البقية فإنه لابد من الافراج عنهم من قبل السلطات اليمنية وبعدها عليهم التوجه الى مكتب المفوضية بصنعاء ليتم مناقشة قضاياهم ومن تنطبق علهم الشروط والمعايير سوف يمنحون بطاقة لاجىء وسوف يحصلون على الحماية من السلطات اليمنية والمفوضية وسوف يساعدون بقدر الامكان بشرط ان يحاولوا العيش وكسب قوتهم وسط المجتمع اليمني الذي يعرف بأنهم كرماء تصرف غير مسوؤل قبل ان نغادر السجن وقبل ان نخرج من سجن النساء اختلق أحد ضباط السجن مشكلة مع فريق حقوق الانسان فقد اغضبه اللقاء بهن و تدوين بعض المعلومات وكأن السجينات سوف يفشين اسراراً على الرغم أن الكلام الذي تحدثنا به كان عاديا جدا حول خروجهن من بلادهن ومطالبهن من المفوضية واليمن في توفير الحماية وعن أطفالهن الضابط وسوس الشيطان في رأسه بأن الجماعة اكتشفوا سر «علي بابا » فجاة وبدون مقدمات جن جنونه وأخذ يتلفظ بالفاظ غيرمسؤولة لايليق .. وطالب الجميع بالخروج أو بمعنى آخر طرد الفريق إلا ان الفريق الزاير أعاده الى رشده وأفهمه أنهم لم ياتوا سياحة بل جاءوا بتكليف من وزارة حقوق الانسان للاطلاع على أحوال السجناء والمساجين لينتهي المطاف إنجاء ضابط آخر واعتذر عن تصرف زميله الغير مبرر