نشرت العديد من المصادر الاعلامية اليمنية أمس أن مسلحي جماعة الحوثي نصبوا خلال الأيام الماضية اسلحة ثقيلة صوب معسكر القوات الخاصة، التي تعتبر قوات النخبة في اليمن، وذلك في منطقة الصُّباحة، أحد المداخل الرئيسية للعاصمة صنعاء. ونسبت الى شهود عيان قولهم «ان مليشيات جماعة الحوثي استقدمت مدافع وآليات جديدة ونصبوها باتجاه القوات الخاصة بمنطقة الصباحة والعاصمة صنعاء، وذلك في مكان مرتفع بقرية المداور مديرية همدان».واوضحت أنه تم نصب هذه الأسلحة الثقيلة في هذا المكان بالقرب من منطقة الصباحة، والذي من خلاله سيتمكن المسلحون الحوثيون من قصف معسكر القوات الخاصة والعاصمة صنعاء. وجاءت هذه الأنباء في وقت ذكرت فيه مصادر محلية في همدان ان مسلحي جماعة الحوثي هجمت أمس الأول على موقع عسكري تابع للدفاع الجوي يتمركز في جبل ظفار بمديرية بني مطر، إلا أن قوات الجيش صدتهم، في حين كان مسلحوا جماعة الحوثي قد شنوا هجوماً مماثلاً على وحدات الجيش التي تتمركز على أجزاء من جبال عيبان المقابلة لقرية المساجد في بني مطر، والتي تقع جميعها على امتداد منطقة الصباحة. في غضون ذلك قالت صحيفة (المنتصف) المحسوبة على النظام السابق في اليمن «ان المسلحين الحوثيين منعوا المحافظ الجديد لمحافظة عمران اللواء محمد صالح شملان الذي لم يمض على تعيينه أكثر من عشرين يوماً، من الوصول إلى مدينة عمران بحجة تنفيذ بقية مطالبهم التي تم التوافق بشأنها مع الرئيس عبدربه منصور هادي، ويطالبون بتغييره». وذكرت الصحيفة في عددها الأخير ان المحافظ شملان «كان قد وصل إلى نقطة سحب في عمران التي يسيطر عليها الحوثيون، ولكنهم أجبروه على العودة بحجة تنفيذ بقية المطالب التي تم التوافق عليها مع الرئيس هادي». وأوضحت أن «الحوثيين يطالبون بالإضافة إلى إقالة المحافظ ونقل اللواء 310 مدرع بقيادة العميد القشيبي، تغيير مدير أمن المحافظة العقيد محمد صالح طريق، ومدير الأمن السياسي المخابرات في المحافظة العميد أحمد رزق». وكانت اتفاقية لوقف اطلاق النار بين المسلحين الحوثيين والقوات الحكومية في محافظة عمران، أبرمتها اللجنة الرئاسية ونشرتها وسائل الاعلام الحكومية الأحد الماضي، انهارت في ذات اليوم الذي تم الاعلان عنها فيه، وهي المرة الثانية التي يتم فيها انهيار الهدنة بين الجانبين في غضون أقل من شهر. ويسعى مسلحوا جماعة الحوثي الى إسقاط مدينة عمران، التي تبعد نحو 60 كيلو متر عن العاصمة صنعاء، وتعتبر البوابة الأخيرة أمامهم من جهة محافظتي صعده وعمران التي يسيطر المسلحون الحوثيون كلية على الأولى وعلى مناطق عديدة في الثانية. وكان مراقبون يتوقعون أن تنتهي مبررات المسلحين الحوثيين بتغيير محافظ عمران السابق محمد حسن دماج المحسوب على حزب الاصلاح، العدو اللدود لجماعة الحوثي، وأن المسلحين الحوثيين سيوقفون الاعتداءات المسلحة على مدينة عمران بعد تغيير دماج، غير ان شيئا لم يحصل، واستمرت الاعتداءات المسلحة على أكثر من منطقة مطلة على مدينة عمران، وهو ما قرأه المراقبون ب»الرغبة الجامحة لدى المسلحين الحوثيين في إكمال السيطرة على محافظة عمران ليتسنى لهم إسقاط العاصمة صنعاء، بدليل فتحهم أكثر من جبهة في محيط العاصمة صنعاء». وذكرت المصادر أن المسلحين الحوثيين خرقوا اكثر من اتفاق لوقف اطلاق النار وأكثر من هدنة أبرمتها لجان رئاسية، كان آخرها ما أعلن عنه مساء الأحد الماضي من توقيع لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة عمران والمناطق التي امتدت اليها قوات جماعة الحوثي مثل همدان، والظفير، وغيرها من المناطق القريبة من العاصمة صنعاء.