شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وغالبية المحافظات الأخرى في الأشهر القليلة الماضية افتتاح مراكز تجارية جديدة، مما يتيح للمتسوقين خيارات جديدة قبيل حلول شهر رمضان المبارك. وقد شارك المحافظون والمسؤولون المحليون بافتتاح هذه المراكز التجارية في عدد من المحافظات، ومنها الحديدة حيث افتتح وكيل المحافظة حسن طاهر بتاريخ 5 حزيران/يونيو مركز "كنج مول" بتكلفة إجمالية بلغت مليار ريال يمني (4.7 مليون دولار أميركي)، كما افتتح أمين الورافي الأمين العام للمجلس المحلي في محافظة إب أواخر أيار/مايو مركز إب التجاري بتكلفة 500 مليون ريال (2.3 مليون دولار). كذلك تم افتتاح مركز "مول العرب" في العاصمة صنعاء في أوائل أيار/مايو، و "مجمع المجد التجاري" في صعدة في آذار/مارس الماضي. وقال أحمد عواس، المدير التنفيذي لمركز "مول العرب" في حديث للشرفة "إن افتتاح المركز يدعم التنافس الذي تسعى له المراكز التجارية في كسب رضا المستهلكين وأيضا يخلق فرص عمل جديدة للشباب خصوصا مع قدوم شهر رمضان". وفي هذا الإطار، أكد عبد الله عبد الولي نعمان وكيل وزارة الصناعة والتجارة لقطاع التجارة الداخلية "أن افتتاح هذه المراكز في هذا التوقيت قبيل رمضان هو طبيعي لأن الموسم التجاري خلال رمضان والأشهر التي تليه حتى عيد الأضحى هو الموسم الأكثر طلبا للمنتجات مقارنة ببقية شهور السنة". وأضاف أن افتتاح مراكز جديدة يدعم سياسة وزارة الصناعة والتجارة في تشجيع المنافسة ومنع الاحتكار إضافة إلى زيادة المعروض من المنتجات المختلفة والذي بالتالي يؤدي إلى تخفيض الأسعار. وأشار نعمان في حديث للشرفة إلى أن "المشكلة ليست في المعروض ومساحة العرض وإنما في القدرة الشرائية للمواطن اليمني بسبب الظروف التي تمر بها البلاد". وطالب جميع المراكز التجارية بعدم إعلان التخفيضات على منتجاتها إلا بعد التنسيق مع الوزارة، مؤكدا حرص الوزارة على التنافس التجاري لحماية المستهلك من خلال التحقق من وجود التخفيضات في ظل وجود بعض التخفيضات الوهمية على حد قوله. من جانبه، أوضح مرزوق عبد الودود رئيس مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، للشرفة أن المستهلك اليمني عموما ينجذب نحو المراكز التجارية الجديدة وخصوصا التي تعلن عن هدايا فورية أو تخفيضات لمرتاديها، لاسيما وأن المراكز التجارية توفر كل متطلبات واحتياجات الأسرة في مكان واحد. وأشار إلى أن "الطلب على المنتجات الغذائية يرتفع إلى أعلى مستوياته قبل وخلال رمضان، وكذلك بالنسبة للسلع الاستهلاكية مثل الملابس والكماليات والتي يرتفع الطلب عليها خلال رمضان وبعده وحتى عيد الأضحى، مما يجعل من هذه الشهور الموسم التجاري الأكبر". ولفت عبد الودود إلى أن المراكز التجارية تتنافس خلال هذا الموسم على تقديم منتجاتها وتتسابق على إجراء مسابقات السحب وتوزيع الهدايا للمستهلكين، "وهذا يخلق حراكا تجاريا يترافق مع زيادة الطلب رغم القدرة الشرائية المنخفضة لدى المواطن اليمني عموما بسبب الأزمة الاقتصادية التي خلقت ركودا في السوق". ولكنه حذر من استغلال بعض المراكز هذا الإقبال الكبير من المواطنين لتسويق وبيع منتجات قارب انتهاء فترات صلاحيتها، داعيا الجهات الرقابية في وزارة الصناعة والتجارة وهيئة المواصفات إلى تكثيف حملاتها الميدانية للحؤول دون حصول هذه الممارسات.