يحرص أغلب الشباب المقبلين على الزواج، على أن تتزامن أعراسهم مع حلول عيد الأضحى المبارك من كل عام، وذلك لضمان حضور أكبر عدد من الناس لمشاركتهم هذا الفرح. وتبدأ مراسم حفل الزواج لدى البعض قبل العيد بيوم أو يومين، فيما يحرص آخرون على الاحتفال بزفافهم يوم العيد نفسه، وهناك من يفضلون إقامة أعراسهم في اليوم الثالث لإجازة العيد، وتختلف طقوس الأعراس من ريف الى آخر، حيث تستمر في بعض الأرياف من خمسة أيام الى أسبوع، وفي قرى أخرى ثلاثة أيام، وأقله في أرياف أخرى لمدة يومين. وإن بدأ بعض العرسان وأسرهم، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف ومتطلبات الأعراس ومستلزماتها، يفضلون إقامة حفلة صغيرة في بيت العروس بحضور العريس وأقاربه والمدعوين، وفي المساء يأخذ العريس عروسه ويتجه إلى إحدى المدن لقضاء شهر العسل. ماذا يقول العرسان؟ عبد الله أحمد، الذي يستعد ليوم زفافه يوم العيد، يقول: «دفعت مهر العروس 600 ألف ريال، وتم عقد القران، وأقوم حالياً بتوفير مستلزمات ومتطلبات العرس المختلفة». والمهم عند عبد الله هو أن يقيم عرساً كبيراً، ولا يهمه التكاليف، لأنها كما يقول «فرحة العمر التي لا تقدر بثمن»، وقد وجه دعوات لأكثر من 1000 من أصدقائه وزملائه ومعارفه، علاوة على أقاربه وجيرانه. فيصل الروني، هو الآخر سيحتفل بزفافه ثاني أيام عيد الأضحى، لكنه لم يدفع مهر العروس، لأنه سيتزوج بالبدل، حيث سيتم تزويج أخته بشقيق عروسته.. ويقول فيصل، حرصت على أن أحتفل بزفافي أيام العيد لتكون الفرحة فرحتين، ولأنني أريد أن يشاركني هذه الفرحة أكبر عدد ممكن من سكان المنطقة، وخصوصاً من الأصدقاء وزملاء الدراسة. أما حبيب محمد، فعلى الرغم من أنه سيحتفل بزفافه خلال إجازة العيد، إلا أنه لن يقيم عرساً كبيراً مثل فيصل وعبد الله، لأن إمكاناته محدودة وتكاليف الأعراس كبيرة وباهظة، فما كان لديه من مال قد دفع معظمه (500) ألف ريال مهراً للعروس، وما تبقى معه سيقيم به حفلاً صغيراً في بيت والد العروس. أعراس جماعية تمثل الأعراس الجماعية الوسيلة المثلى للآلاف من الشباب المعسرين، الذين لا يستطيعون الزواج نتيجة غلاء المهور وارتفاع تكاليف الأعراس، وهو ما جعل العديد من الجمعيات والمنظمات الاجتماعية الخيرية تتبنى إقامة مثل هذه الأعراس، وتتحمل جميع تكاليفها بمساعدة عدد من رجال الأعمال وأهل الخير من الميسورين. وتجري التحضيرات والاستعدادات من قبل عدد من هذه الجمعيات الخيرية لإقامة أعراس جماعية لأكثر من 2500 عريس وعروس خلال إجازة عيد الأضحى في عدد من المناطق اليمنية. رقصة البرع لا يخلو عرس من المزمار والرقص «البرع» المعروف في جميع القرى والمناطق اليمنية، ولرقصة البرع مسميات مختلفة واتجاهات متعددة، وإيقاع خاص ومتفرد، ومن أشهر الرقصات المعروفة، كما يقول أسعد الحيمي، أحد خبراء الرقص الصنعاني والتهامي والحضرمي: الرقصة الصنعانية، والكوكبانية، والشعوبية، والموزعية، والزبيدية، ورقصة الزرانيق، التي تنتشر في الحديدة وعلى سواحل تهامة والبحر الأحمر. بالإضافة الى رقصة «الهبيشل»، والتي تتميز بالإيقاعات السريعة التي تصاحبها خفة الحركة، وتعتبر رقصة «يافع» التي تتميز بأربعة ألوان من أجمل الرقصات في اليمن.يقول حسين شايف عن هذه الرقصة: توصف البرعة اليافعية بأنها أبطأ قليلاً من البرعة الصنعانية، وتتسم بغرس عود في وسط الجلسة يدور حوله الراقصون، ويقترب أحدهم من العود ويقلبه فيما يقوم بقية الراقصين برفع الشخص الراقص بعد ذلك..