بدأ عدد كبير من الأثرياء اليمنيين بتزيين منازلهم بأشكال تحاكي الطراز الغربي، إلى حد ترصيع أعمدة على النمط الروماني. يأتي ذلك فيما لا يزال الاهتمام التقليدي بالبوابات مستمراً. وكان البيت اليمني اتسم بالتقشف، حيث بقي الجص الأبيض(الجبس) والطلاء المادتين الأكثر شيوعاً في تزيين الواجهات الداخلية للمنازل، وأكثر ما ينحصر الاهتمام بتزيين المفرج (من الفرجة) أي غرفة اجتماع الرجال لتخزين القات، وهي تحتل في بيوت صنعاء القديمة الطابق الأعلى . وخلال السنوات الأخيرة شرع كثير من الميسورين بتزيين منازلهم بديكور غالباً ما يكون مزيجاً من الطراز الغربي والعربي الإسلامي. وبات الديكور المصنوع من الجبس أو الخشب أو منهما معاً، يشمل مختلف مكونات المنزل بما فيه الحمام والمسبح والنافورة. وثمة من يحرص على تزيين الشرفة الواقعة على سطح المنزل وكذا «الطيرمانة» (أي بيت الطير) وهي غرفة صغيرة تنصب على هامة المبنى وتستخدم في الغالب للخلوة . وأدى الطلب على الديكور إلى إقبال عدد من العرب من سورية ولبنان ومصر والأردن على العمل في هذا المجال. وقال علي (33 سنة) وهو من مدينة حلب السورية: «الطلب على أعمال الديكور كبير جداً، لكنه ليس بالمستوى الذي عليه في سورية». ويوضح أنه منذ قدومه إلى اليمن قبل 8 سنوات، لم يحدث أن توقف عن العمل. وقال: عملت في كثير من المنازل في صنعاء والحديدة وعدن، مشيراً إلى أن معظم زبائنه يختارون نمط الديكور من قائمة مصورة يحملها على ال «فلاش ديسك». وبحسب علي فإن قلة من الزبائن لديهم معارف في مجال الديكور، ويندر أن اقترح زبون شكلاً لديكور منزله. لكن «هناك من يطلب أعمدة من النمط الروماني لتزيين منزله، وهي أحياناً ترصع بحصى ملونة، وتطلى بذهب غير حقيقي، كما يكثر الطلب على العقود أو الأقواس». وفيما ينحسر الاهتمام بالقمريات، وهي أشكال نصف دائرية تصنع من الجص وذات فتحات تغطى بزجاج ملون يسمح بمرور الضوء وتوضع أعلى النوافذ والأبواب، فإن البوابات الكبيرة الآخذة في الغالب شكل قوس، هي محل تفاخر وتبار بين اليمنيين، وانتقلت أخيراً إلى الوزارات والمؤسسات الحكومية. وكان منزل رئيس مجلس النواب الراحل الشيخ عبدالله حسين الأحمر في صنعاء، لافتاً ببوابته الآخذة شكل الخنجر اليمني (الجنبية). وأفيد أن الرجل كان أيضاً من هواة جمع الجنابي النادرة. وتنحت البوابات من الحجارة الصلبة، خصوصاً الحمراء منها، وتطهّم بنقوش تحفر على الحجر ذاته. وثمة من يزينون بواباتهم بأشكال حيوانية. وتعد قرون الحيوانات أدوات قديمة في تزيين الواجهات الخارجية للمنازل. وهي توضع على ما يبدو كتمائم. وما زالت تنتشر في بعض المناطق اليمنية. وبدا التأثر بالديكور الغربي واضحاً في كثير من المنازل. وقال علي إن هناك من يطلب تضمين الديكور شكل المدفأة من دون أن تكون هناك مدفأة بالفعل. وتردد إن بعض الأثرياء يطلب ضمن الديكور زاوية في بهو المنزل أو القبو تخصص لوضع أو تناول المشروبات الروحية من دون وجودها.