ابتكارات فريدة ومتنوعة تدخل يوما بعد يوم عالم تصاميم الجصّ الذي كان ولا يزال يحتل مكانة مهمة في ديكور المنازل، باعتباره وسيلة تزيينية سهلة تضفي رونقا مميزا وتتناغم مع العناصر الموجودة في أرجاء المكان. وللجصّ استعمالات شتى يمكن تجسيدها بأشكال متعددة، خصوصا وأن التطور الحاصل في طريقة انتاجه جعله أكثر شعبية وبدد الصعاب التي كانت تواجه البعض فيما يتعلق بالأسقف. فقد اصبح من الممكن الحصول على ألواح جاهزة سهلة التركيب بعرض 12 سنتمترا وطول يتراوح بين مترين وثلاثة أمتار، تحتاج فقط الى لاصق خاص ودقة في العمل لتصبح جزءا أساسيا من ديكور أي غرفة. وفي حين يفترض العمل على ايجاد حل لمشكلة النش اذا ما وجدت قبل وضع الجصّ، تبقى ميزة هذه المادة في مقاومتها للرطوبة والماء، فهي لا تتشقق حتى اذا تبللت او اصابتها الرطوبة بأي شكل في وقت من الأوقات. أما اذا تفاقمت المشكلة وأثرت سلبا على السقف الجصّي، عندها يكمن الحل فقط في ازالة المساحة المتضررة واستبدالها بلوح آخر وطلائه من دون أن يؤثر ذلك على المنظر العام للسقف، علما أنه من الممكن أيضا الحصول على ألواح أخرى تدخلها زخرفات وأشكال مميزة يتم اختيارها بما يتلاءم مع ديكور الغرفة. ويذكر أن سعر متر الألواح الجصّية يتراوح بين 6 و12 دولارا، وهذا ما تحدده الجودة التي تعرف بحسب البلد المصنع، وتتصدرها اسبانيا ثم ايطاليا وتأتيان بعدهما السعودية وتركيا. أما الاطارات الجصّية (الكورنيش) التي توضع على جوانب الأسقف أو قد تدخل كزخارف في وسطها فيتراوح طولها بين مترين وثلاثة أمتار ويبلغ عرضها 120 سنتمتراً وبأشكال عادية بسيطة أو مطعمة بنقوش ملونة تمنح السقف لمسة فنية خاصة. وفيما يتعلق بتركيبه، فهو عملية بسيطة لا تحتاج إلى ورشة تكسير أو ما شابه ذلك، لأن الألواح تلصق فوق الطلاء من دون أي تعديلات، بينما لا يحتاج تركيب الاطارات سوى الى ثقوب صغيرة في جوانب الأسقف لتثبيتها. وربما هذه السهولة في التركيب والاستعمال هي ما جعلت استعماله يتوسع ويدخل في ديكور غرف النوم والمطابخ والحمامات وليس فقط في غرف الضيوف والجلوس. كما أن مرونة استعماله هذه، أفسحت المجال للابتكار والتفنن فيه، فدخل في صميم عملية الديكور بابتكارات خارجة عن المألوف، كأن تزين الجدران بكورنيشات تشبه الستائر أو برفوف جصية بتصاميم متنوعة تقوم بدور الرفوف العادية، حيث توضع الاكسسوارات والقطع التزيينية أو كإطار للمدفأة، إذا كان من النوع الذي لا يتأثر بالحرارة، أو أن يصمم بشكل اطار للأبواب والنوافذ والمرآة التي توضع في مدخل المنزل مع قاعدتها. أما بالنسبة للأعمدة الجصّية التي تزين زوايا الغرف والصالات، فقد لاقت رواجا ملحوظا في الفترة الأخيرة نظرا لسهولة نقلها من مكان الى آخر لأنها مركبة من قطع عدة تفكك بسهولة. إلى جانب الزخارف الجميلة التي دخلت الجص، هناك أيضا الألوان الجديدة التي يمكن الاختيار منها، رغم أنه يفضل ابقاء لونها الأبيض الطبيعي أو الاكتفاء بإعطائه درجة واحدة أغمق، أو اضافة زخارف ونقوش ملونة بسيطة عليه، كما بالامكان اختيار اللون الذي ينسجم مع الأثاث ليدهن به الجصّ، فيبدو بذلك جزءا لا يتجزأ من الجدران أو السقف ومكملا للديكور العام. ولأن الجصّ يدوم طويلا، فان عملية اعادة طلائه أو تغيير لونه، عندما يتطلب الامر، لا تختلف عن الطلاء العادي وتمنح اللوحات على وجه الخصوص، رونقا خاصا كلما مر الزمن وأصبحت عتيقة، فتطلى باللون الذهبي الداكن أو لون الخشب الطبيعي. وإضافة الى الألوان تلعب الانارة المتقنة دورا أساسيا في ابراز جمال الأسقف الجصّية، حيث يجب انهاء عملية امداد الشرائط الكهربائية اللازمة قبل تركيبه كذلك على اللوحات والتماثيل وكل القطع التزيينية، فهي من جهة تنير المكان ومن جهة أخرى تضفي بتقنيتها المبتكرة سحرا خاصا على الجصّ وجوا هانئا في أرجاء المكان.