– ( تقرير ) : تفيد المصادر الواردة من عدد من المحافظات والمدن أن السلطات الأمنية تمكنت من تفريق عدد من التظاهرات والتجمعات التي حاولت التعبير عن الموقف الشعبي الرافض للزيادة في أسعار الوقود التي فرضتها حكومة المؤتمر الشعبي العام برئاسة عبد القادر باجمال. فآخر المعلومات التي حصل عليها " التغيير " تشير إلى أعمال شغب محدودة حدثت بعد صلاة المغرب في حي الشيخ عثمان بمدينة عدن عندما قامت قوات الشرطة بتفريق المتظاهرين بذات الأساليب التي يعرفها الجميع. وقبل ذلك تمكنت القبضة الأمنية من إفشال مسيرة سلمية في مدينة الحوطة بمحافظة لحج وأخرى في أبين ومثلها في صعدة. ونشرت الحكومة اليمنية اليوم المزيد من الدبابات والآليات العسكرية في صنعاء وفي جميع المدن تقريبا ونشرت هذه القوات بالأخص حول المساجد والجوامع، حيث كانت الحكومة تخشى قيام المصلين عقب صلاة الجمعة بمسيرات منددة بالسياسات الاقتصادية. وتحولت شوارع العاصمة والمدن الرئيسية إلى ساحة لاستعراض قوة رجال الأمن والجيش في حالة تشبه حالة الطوارئ غير المعلنة. في هذا الوقت ينتظر أن يلقي الرئيس علي عبد الله صالح خطابا موجها للشعب الليلة حول الإجراءات الحكومية وأعمال الشغب التي رافقت الاحتجاجات. ولا يستبعد مراقبون ورود مفاجئة في خطاب صالح . وكانت موجة المواجهات التي شهدها اليمن يومي الأربعاء والخميس قد أسفرت حسب التقديرات الأولية عن مصرع نحو أربعين شخصا بينهم عسكريون وأطفال وإصابة أكثر من مئة. كما تسببت في أضرار مادية كبيرة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات. وحظيت الأحداث التي عاشها اليمن ليومين أسودين في حياة الشعب باهتمام خارجي، حيث تلقى الرئيس علي عبد الله صالح مساء أمس اتصالين هاتفيين من الزعيم الليبي معمر القذافي وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز أعربا فيه عن قلقهما مما يمر به اليمن. غير أن صالح طمئنهما على سلامة الأوضاع !! على صعيد آخر أعربت أحزاب المعارضة اليمنية " اللقاء المشترك " عن أسفها للأحداث التي جرت اليومين الماضيين. وطالب محمد قحطان، رئيس الدائرة السياسية لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض في تصريح ل " التغيير " الحكومة بمعالجة المشاكل التي تواجهها. وقال إنه وتقديرا من الأحزاب السياسية للأوضاع في البلاد، لم تتبن حركة الاحتجاجات أو تحاول ذلك و " حركة الاحتجاج هذه هي عفوية ".! وبشأن إعلان المعارضة تعليق الحوار مع حزب المؤتمر الحاكم قال قحطان إن التعليق للحوار جاء على خلفية مفاجئة المؤتمر للمعارضة بإجراءاته. وأضاف أن " على السلطة أن تقوم بمسألتين الأولى أن تتجاوب مع المطالب الشعبية بإيقاف هذه الزيادات الكبيرة والمفاجئة، والأمر الآخر أن تتبنى حزمة الإصلاحات بشكل صحيح ولا تحول برنامج الإصلاح إلى مشروع جباية، وهذا يستلزم أن تتبنى السلطة قبل كل شيء عمليات الإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد، وعندما يلمس الناس جدية الحكومة في محاربة الفساد والتقشف يمكن حينها أن يقبلوا ببعض الأعباء ويتحملوها "! هذا ورغم الاحتجاجات الشعبية العارمة في جميع المحافظات وهي الاحتجاجات التي وحدة اليمنيين بطوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم وقراهم، إلا أن الحكومة اليمنية وعلى لسان أكثر من مسؤول فيها تؤكد أنها لن تتراجع عن إجراءاتها بحجة أنها في مصلحة الشعب وأن الاقتصاد الوطني سوف ينهار إن لم ترفع أسعار النفط ومشتقاته! وردا من حزب المؤتمر الشعبي على إعلان المعارضة تعليق حوارها معه اتهم " الشعبي " أحزاب المشترك بالعجز والإفلاس مؤكدا سعيه الدائم لخدمة الشعب ووصف مواقف تلك الأحزاب بالرخيصة وبالابتزاز السياسي. وفيما يلي نص البيان الذي نشر على موقع الحزب على الانترنت : بيان صادر عن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام: كعادتها طالعتنا أحزاب اللقاء المشترك بفصل جديد من فصولها الهزلية ضمن سيناريو الاستثمار الرخيص لتلك الأحداث المأساوية التخريبية المؤسفة التي أقدمت عليها عناصر النهب والشغب ممن دفعت بهم القوى المستفيدة من الفساد الذي تحققه في ظل استمرار الدعم للمشتقات النفطية وما يوفره لها من أبواب الارتزاق والتهريب وهي بذلك تؤكد تورطها في التحريض والتآمر على الشعب والوطن من خلال تصعيد أساليبها القائمة على صب الزيت على النار والاصطياد في المياه العكرة ظناً منها أنه باستطاعتها التأثير وإعاقة إجراءات الإصلاح الاقتصادي والمالي والإدارية التي تتخذها حكومة المؤتمر الشعبي العام من أجل إنقاذ الاقتصاد الوطني من أي تدهور محتمل والانطلاق بالوطن والمواطن صوب آفاق جديدة من التنمية الشاملة وتحسين الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية وضمان حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع. إن المؤتمر الشعبي العام وهو يؤكد سعيه المتواصل في خدمة الشعب وتمثل همومه واهتماماته لن تثني عزيمته تلك الحفنة من المزايدين الذين اعتادوا على البحث عن صفقات وممارسة أعمال السمسرة المسيئة للوطن ومحاولة اشغال الجماهير عن مشروعها الوطني التنموي من خلال افتعال المشاكل والاضطرابات بقصد الزج بالوطن في أتون أحداث مدمرة لا يستفيد منها سوى ذوي المصالح الضيقة وتجار الفساد والحروب. إن المؤتمر الشعبي العام وهو يؤكد إيمانه بما تمتلكه جماهير شعبنا من الوعي والقدرة على التمييز بين تلك القوى وما دأبت عليه من افتعال صخب إعلامي وضجيج لا مبرر له سعياً للتغلب على ما تعيشه من أزمات وفساد وبين ما يقدمه المؤتمر الشعبي العام من خطاب سياسي وإعلامي يحترم العقل والكرامة الإنسانية متوخياً الحقائق ممتلكا الشجاعة والجرأة في تشخيص الوضع الاقتصادي وما يتطلبه من السير قدماً على طريق الإصلاحات وتحقيق الإنجازات وصون مكتسبات ومقدرات الوطن. وإذ تتكشف يوما ًإثر يوم حقائق تلك القوى ومواقفها الرخيصة واستمرائها للابتزاز السياسي الذي بات معروفاً لنا جميعاً في كل المواجهات والساحات فهي إنما تدلل بذلك على اصطفافها مع الفسدة والمفسدين وتشجعيهم على التسيب العام والتهريب الضريبي وتهريب المواد المدعومة وكل الأعمال المضرة باقتصاد الوطني. فعندما أقدمت حكومة المؤتمر على اتخاذ الإجراءات المجففة لمنابع الفساد والتي وعدت بها في برامجها أمام مجلس النواب ظهرت القوى الخفية التي تقف وراء الفساد وتستفيد منه إما بصورة فردية أو جماهيرية أو شللية وحاولت أن تضلل في نفس الوقت قواعدها إن وجدت كما حاولت تزييف وعي المواطنين الطيبين واستغلال عدم معرفتهم بحقائق الأمور لتحافظ على تلك العلاقات غير السوية بين رموز القيادات وقى الفساد في المجتمع والتي من الميسور تبين أشخاصها الذين يقفون وراء عمليات التهريب والتخريب وغيرها من السلوكيات الفاسدة والتي تقدم الدعومات المالية غير القانونية لجهاتهم الشخصية بكل ألوانها وصورها المختلفة. إن القوى التي تدعي دفاعها عن شرائح أو مناطق أو فئات اجتماعية إنما هي قوى قد أفلست في كل المسار التاريخي للعمل السياسي والوطني لأنها في حقيقتها ليست سوى مجرد أشكال تمثيلية لا تستطيع الصمود أمام حركة الحياة وتطورها لتحقيق التنمية الشاملة الملبية لمطالب الشعب وتحديث الدولة وبناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهاراً. ولسوف تكتشف الجماهير زيف تلك الأقنعة التي تخفي ورائها مصالح شخصية وذاتية وعلاقات اجتماعية متخلفة. إن الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام قد تعودت في مثل هذه الظروف على قيام بعض القوى السياسية بتعطيل عملية الحوار والتنمية السياسية الديمقراطية وهذا بمجملة جزء لا يتجزأ من ذلك السلوك غير الصادق في التعامل الجاد مع القضايا الوطنية وسيظل المؤتمر الشعبي العام تنظيما واعياً لمهامه الوطنية والتاريخية متمثلا ً لهموم شعبنا ومدركاً لكل المناورات التي لا تتم عن إدراك حقيقي للمسائل ذات الطابع الحيوي والجوهري لمسار الحركة السياسي والفكري والثقافي في البلاد بل إن ذلك الموقف المجمد للحوار لا ينم إلا عن عجز صارخ لهذه الأحزاب والتنظيمات لمواجهة الحقيقة كما ينبغي لهاأن تواجه به في ظروفنا الراهنة. وما أفصح عنه بيان اللقاء المشترك من تحامل ظالم على حكومة المؤتمر بقصد إفشالها إنما هو كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ولن يثني ذلك المؤتمر الشعبي العام عن أداء رسالته الوطنية ومسؤولياته التاريخية في إدارة الحكم وتسيير الحياة السياسية لتحقيق المزيد من إنجازات البناء والتنمية وعطاء الخير لمصلحة الوطن والمواطنين. قال تعالى : (والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) صدق الله العظيم.