اعتبر عادل الشجاع القيادي في حزب “المؤتمر الشعبي” الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح, أن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي برفضه تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم, “إنما يطلب المستحيل للوصول إلى ما يريده, ولإدراكه أن الستة أقاليم لم تكن من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وإنما كانت بقرار, فإنه يعلم أن هناك رفضا شعبياً سيقابل هذه الأقاليم وهو يستبق الحدث حتى يستعطف الجمهور وبالتالي يقودهم وراءه”. وأضاف في تصريح لصحيفة ”السياسة”, “أن الحوثي يريد الشمال وقد نسق مع الرئيس عبدربه منصور هادي في هذا الجانب وهناك كثير من الشواهد أهمها آخر قرار رئاسي بتعيين المحافظين حيث كان محافظو الشمال من نصيب الحوثي وخاصة محافظاتالجوف وصعدة وعمران والحديدة ومحافظو الجنوب من نصيب الرئيس هادي وكل واحد منهما يحاول أن يقوي مركزه للمرحلة المقبلة”. وتوقع الشجاع أن لا يكتب النجاح لمشروع الدولة الاتحادية “لأن الشمال لن يبقى شمالا ولا الجنوب جنوبا لأن الرئيس هادي وعبد الملك الحوثي ليس لديهما القدرة على قراءة المتغيرات والتحولات السياسية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وليس لديهما تقدير حقيقي لحجم القوى الصاعدة التي تبحث لنفسها عن موضع قدم والتي ستكون مستعدة لأي صراع مقبل حول السلطة سواء في الشمال أو في الجنوب”. وأضاف “أما الحراك الجنوبي فإنه يحرك بجهاز تحكم من أطراف متعددة وليس لديه قدرة على تحريك الشارع في الجنوب ولا يمتلك مشروعاً فمشروعه صغير جداً بحجمه, وتنظيم “القاعدة” كذلك ليس لديه مشروع ولا قبول في الساحة اليمنية, وسيبقى الحوثي هو اللاعب الوحيد في الشمال وخاصة من خلال تواجده على الأرض ما أعطاه اعتقاداً بأنه يمتلك القوة للذهاب بالشمال بعيداً عن القوى الأخرى, وربما هناك اتفاق سري بين هادي والحوثي بحيث يتكفل الحوثي بتصفية حساباته مع القوى المناوئة للرئيس هادي ومن بينها المؤتمر الشعبي العام على أن يتكفل هادي بإضعاف خصوم الحوثي الممثلين بحزب الإصلاح”. ورأى أن سيناريوهات عدة ترسم لليمن مستقبلاً “منها أن يترك على حاله ليكون عراقا آخر في خاصرة دول مجلس التعاون الخليجي, إلا إذا تنبهت القوى الإقليمية والدولية وأشارت بأصابعها إلى موطن الداء وتدخلت في اللحظة المناسبة لتضع يدها في أيدي القوى التي تشكل توازنا حقيقيا وقوى فاعلة لمشروع الدولة اليمنية وفي مقدمها “المؤتمر الشعبي العام” فإن الوضع سيتغير لا محالة ولن يكون أمام الحوثي من خيار إلا أن يتحول إلى قوة سياسية في الساحة وهذه نقطة ضعفه, وهذا الخيار بيد القوى الإقليمية والدولية وإذا لم يحدث ذلك فسيبقى وحيداً في الساحة”. وأوضح الشجاع أن “مراكز القوى في اليمن ثلاثة: الجيش والقبيلة والأحزاب السياسية ”, موضحا أن القبيلة “تتحرك دائماً مع مصالحها أينما وجدت فقد تحالفت مع جزء من الجيش وجزء من القوى السياسية ضد نظام الرئيس صالح في 2011 وبعد ذلك وعندما بدأ الخلاف يدب في داخلها صعد الحوثي واستفاد أيضاً من القبيلة واستفاد بجزء من الجيش, وذهابهما مع الحوثي كان لمصلحة وليس لقناعة أيديولوجية أو عقائدية”. من جانبه, قال القيادي في “الحراك الجنوبي” حسين زيد بن يحيى في تصريح ل”السياسة”, “إن الجناح الإسلامي السياسي المتطرف ممثلا بالهيئة الشرعية للإفتاء وحركة النهضة السلفية ومجاميع حزب الإصلاح والقوى التقليدية ممثلة باللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع, سيطروا على المشهد السياسي في الجنوب بتمويل من الخارج ومن القوى المتصارعة في صنعاء”. واستبعد بن يحيى انعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع الذي تعد له منذ فترة قوى جنوبية بهدف التحرير والاستقلال عن الشمال, قائلا “لا أمل في انعقاد هذا المؤتمر بعد أن تم تأجيله أكثر من مرة فالقوى التقليدية والقوى المعادية للدولة الوطنية الجنوبية السابقة وثورة 14 أكتوبر 1963 تقف وراء هذا المؤتمر وهذه القوى لا علاقة لها نهائياً بالحراك لأنها قوى طفيلية وجزء من النظام الذي أسقطته ثورة العام 2011″. وأكد بن يحيى أن قرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم, لن يجد قبولا في الجنوب. وقال “لقد ناضل الجنوبيون طوال 129سنة وبفضل ثورة 14 أكتوبر أعلنوها دولة واحدة في 30 نوفمبر 67 ولن يسمحوا بتقسيم الجنوب مهما كانت الظروف, وإذا ما أعيد النظر في هذا القرار إلى إقليمين شمالي وجنوبي ضمن دولة اتحادية فقد يكون لذلك قبول لدى الجنوبيين”. على صعيد آخر, اختطف مسلحو جماعة الحوثي, أمس, 30 شخصاً من أبناء قبيلة أرحب في المديرية التي تحمل الإسم ذاته شمال اليمن. وقالت مصادر قبلية لوكالة “الأناضول”, إن “مسلحي الحوثي اختطفوا 30 شخصاً بينهم أطفال من منطقة بيت مران في مديرية أرحب قبل أن يتم نقلهم إلى جهة مجهولة”. وأضافت أن عملية الخطف جاءت بعد أن قُتل مسلحان من الحوثيين بانفجار عبوة ناسفة في المنطقة ذاتها, أول من أمس, في وقت يتبادل فيه الطرفان اتهامات وضعها في ذلك المكان. إلى ذلك, أصيب أربعة أشخاص وتضررت ستة منازل بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مقراً لجماعة الحوثي في شارع 16 في حي هايل بالعاصمة صنعاء. وقال مصدر أمني ل”السياسة”, إن العبوة انفجرت بجانب القبة الخضراء وبالقرب من مدرسة صلاح الدين ومنزل القيادي الحوثي ناجي محي الدين المطري.