اشتعلت مدينة عدن، جنوباليمن، أمس بمعارك على الأرض وفي الجو، تمثلت باشتباكات دامية أسفرت عن سقوط 13 قتيلاً، أفضت إلى إنهاء تمرد قائد القوات الخاصة على الرئيس عبدربه منصور هادي، وسيطرة القوات الموالية للأخير على مطار المدينة، في حين برز تطور خطير، تمثل باستهداف طائرة حربية تابعة للحوثيين القصر الرئاسي في عدن، الذي نقل منه هادي إلى مكان آمن. وبدأ المشهد في عدن الليلة قبل الماضية، حينما سجلت معارك عنيفة بين قوات الأمن الخاصة التي يقودها العميد (المتمرد) عبد الحافظ السقاف من جهة، ومقاتلي اللجان الشعبية الموالية لهادي من جهة اخرى، دارت خصوصا في محيط مطار عدن. واندلعت الاشتباكات في محيط المطار، وما لبثت أن امتدت ظهر امس الى داخل حرم المطار، حيث تدخلت قوات من الجيش موالية لهادي لمساندة اللجان الشعبية، وانتهت المواجهات باندحار قوات السقاف وتوجهه الى محافظة لحج، حيث سلم نفسه الى المحافظ احمد المجيدي. واسفرت المعارك عن سقوط 13 قتيلاً وعشرات الجرحى من الجانبين.. فيما استهدفت النيران برج المراقبة في المطار، الذي توقفت حركة الملاحة فيه، في حين تمكنت القوات الخاصة المتمردة من السيطرة على اجزاء من المطار من الجهة الشرقية والغربية لفترة، قبل تقهقرها، بعدما خرجت دبابات ومصفحات من القصر الرئاسي في حي كريتر وأخرى من القصر الجمهوري في حي التواهي، وتوجهت نحو مطار عدن لمساندة اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني. واكد مصدر عسكري ان هذه التعزيزات التي قادها وزير الدفاع محمود الصبيحي، الذي التحق بهادي في عدن، «استعادت السيطرة على مطار عدن»، مضيفاً أن «قوات السقاف اجبرت على التراجع تحت ضغط التمشيط الكثيف». مقر الأمن وبعد ذلك، اندلعت اشتباكات مجددا في محيط مقر قوات الأمن الخاصة، التي هي في الأساس موالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين. وانتهت المعارك بسيطرة اللجان الشعبية بشكل تام على المعسكر الرئيسي للسقاف ومعسكرين اضافيين تابعين له، فيما افادت مصادر امنية ان اللجان الشعبية القت القبض على 80 عنصرا من الموالين للسقاف. كما قتل عنصر في القوات الخاصة واصيب اربعة بجروح في مواجهات مع اللجان الشعبية بالقرب من مبنى الإدارة المحلية وسط المدينة، تزامناً مع إلقاء اللجان الشعبية القبض على 15 عنصرا من قوات الأمن الخاصة كانوا منتشرين امام فرع المصرف المركزي. غارة القصر ولم تكد الأوضاع الأمنية تهدأ حتى برز تطور خطير وغير مسبوق، تمثل في تعرض القصر الجمهوري بالمدينة إلى غارة اجبرت الرئيس هادي على اللجوء الى «مكان آمن». وشنت طائرة حربية غارة على مجمع القصر الرئاسي في عدن، حيث يقيم الرئيس اليمني، فيما لم يصب مبنى القصر ولم تسفر الغارة عن ضحايا، وردت المضادات الأرضية مجبرة الطائرة على الانسحاب. وحلقت الطائرة مرة اولى فوق القصر الرئاسي في المعاشيق، الا ان الضربة التي نفذتها اصابت تلة قريبة. وذكر مسؤول امني ان «الطائرة اطلقت طلقتين من دون ان تصيب القصر الرئاسي ولم يسفر ذلك عن اي ضحايا». ولم تتضح خلفية الغارة، الا ان مصدراً عسكريا قال انها «رسالة للرئيس هادي». وحلقت طائرة مرة اخرى فوق القصر الرئاسي من دون ان تطلق اي ضربات، فيما ردت المضادات الأرضية مجددا. واكد مصدر امني من الرئاسة اليمنية انه «تم اجلاء الرئيس هادي الى مكان آمن، وهو لم يغادر البلاد». الوضع السياسي سياسياً، قال مشاركون في الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة إن الأحزاب السياسية اتفقت على توزيع مقاعد المجلس الرئاسي، بحيث يكون للحوثيين ولحزب صالح وللحراك الجنوبي ولحزب الإصلاح مقعد لكل منهم، بشرط أن يكون رئيس المجلس جنوبياً. وأفاد المشاركون بأن «الحوثيين وحزب صالح فسروا الاتفاق على أن يتم اختيار رئيس للمجلس بدلا عن الرئيس هادي، وهو ما قوبل برفض بقية الأحزاب التي أكدت أن الغاية من إصلاح مؤسسة الرئاسة هو إيجاد نواب للرئيس هادي لمساعدته في إنجاز بقية المرحلة الانتقالية وليس الطعن في شرعيته». وتوقع المحاورون أن «يتم الانتهاء من هذه العقبة خلال اليومين المقبلين، على أن يتم بعد ذلك الاستعانة بالدول الراعية للتسوية للضغط على الرئيس هادي للقبول بهذه الصيغة». إطلاق مخطوفتيْن أفرج مسلحون عن فرنسية ومترجمتها اليمنية بعد مضي قرابة شهر على اختطافهما من وسط العاصمة اليمنيةصنعاء. وكشف عبد القوي مكاوي، شقيق المختطفة اليمنية شيرين مكاوي، لعدة وسائل إعلامية انه تم اطلاق سراح شقيقته مع مديرتها الفرنسية ايزابيل من دون ذكر اي معلومات اخرى. البيان «القاعدة» يتبنى تبنت جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن اغتيال القيادي البارز في جماعة أنصار الله الحوثية عبد الكريم الخيواني أول من أمس في العاصمة صنعاء. ويعتبر الخيواني من أبرز قادة الحوثيين، وكان ممثلا للجماعة في مؤتمر الحوار الوطني. البيان