اندلعت اشتباكات عنيفة فجر أمس الخميس، بين اللجان الشعبية وقوات الجيش الموالية لهادي من جهة، وقوات الأمن الخاصة ومسلحين حوثيين من جهة أخرى في محيط مطار عدن ومناطق متفرقة من المحافظة. وقالت مصادر ومحلية وشهود عيان ل «الخبر» إن مناطق عدة في المدينة شهدت اشتباكات وحرب شوارع بين الطرفين سقط خلالها العشرات بين قتيل وجريح من الطرفين. وتمكن اللواء محمود الصبيحي الذي قاد المعركة من إخماد تمرد قوات الأمن المركزي الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي، وانقاذ الرئيس عبد ربه منصور هادي، من قوات صالح، وأحبط محاولة انقلاب عسكري قادها العميد عبد الحافظ السقاف. وبدأت المواجهات إثر شن عناصر من قوات الأمن المركزي هجمات مسلحة على مطار عدن الدولي ومقر اللجان الشعبية في دار سعد , وتمكنت اللجان الشعبية الموالية لهادي والتي تحرس المطار من صد الهجوم وخاضت اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من قوات الأمن المركزي ومقتل أحد مقاتلي اللجان الشعبية وجرح ثلاثة آخرين. في حين شن مسلحون من القوات المتمردة هجوما على مقر اللجان الشعبية في دار سعد واشتبكوا مع اللجان الشعبية التي تمكنت من إعطاب دبابة استعان بها المتمردون. وخلال المواجهات تمكنت قوات الأمن الخاصة من السيطرة على أجزاء من مطار عدن الدولي، قبل أن يصل اللواء الصبيحي إلى محيط المطار برفقة قوة عسكرية ضخمة استطاعت السيطرة على الأوضاع في المطار واستعادت مناطق سيطرت عليها القوات الخاصة. وأظهر مقطع مصور اللواء الصبيحي وهو يقود المعارك الدائرة بين الطرفين، فيما أصيب العميد جواس أثناء المواجهات بجروح طفيفة، واعتبر في تصريح له أنه بخير وأن أحداث عدن اليوم هي درس لكل متجبر على الجنوب. وبعد استعادة السيطرة على المطار توجهت القوة العسكرية المصحوبة باللجان الشعبية الموالية لهادي صوب معسكر القوات الخاصة وتمكنت من اقتحامه، فيما غادر جنود وضباط السقاف من داخل المعسكر، كما سيطرت اللجان الشعبية على معسكر «الصولبان». وأكد مصدر عسكري من داخل المعسكر في اتصال مع «الخبر» سقوط المعسكر نهائياً بأيدي اللجان الشعبية الجنوبية والقوات الموالية لها بقيادة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي. وعقب تمكن قوات هادي من اللجان والجيش السيطرة على الأوضاع في المحافظة، وإنهاء تمرد السقاف، واعتقال العشرات من العناصر الحوثية كانت تقاتل إلى جانب قوات السقاف، لجأ الحوثي إلى استخدام الطيران بعد فشل مخطط الانقلاب ضد الرئيس هادي وفرار السقاف إلى خارج عدن، وسلم نفسه مؤخرا إلى محافظ محافظة لحج. وقصفت طائرة تابعة للحوثيين أقلعت من قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء، قصر المعاشيق مقر إقامة هادي بصاروخ واحد. وقال مصدر محلي في المدينة ل «الخبر» إن الطائرة التي قصفت قصر هادي، اخطأت أهدافها وسقطت القذائف في مناطق بمحيط القصر، فيما تفيد مصادر بأن الطيارين تعمدوا قصف مناطق غير مأهولة، وتمكن هادي من مغادرة القصر إلى مكان آمن، بحسب مصادر رئاسية. وأسفرت المواجهات التي اندلعت منذ ساعات الصباح الأولى واستمرت حتى عصر الخميس عن مقتل ما يزيد عن 11 قتيلا و24 جريحا من الطرفين. فيما كشف محافظ محافظة عدن عبدالعزيز بن حبتور عن أن حصيلة المواجهات التي شهدتها المحافظة بلغت 13 قتيلاً و 21 جريحا. واتهم بن حبتور الرئيس السابق علي عبدالله صالح بإصدار الأوامر للطيران الحربي بقصف مقر إقامة هادي، معلنا إنهاء تمرد قائد القوات الخاصة المتمرد عبدالحافظ السقاف، ومؤكدا أن السقاف سيحاكم بتهمة التمرد العسكري حسب توجيهات الرئيس هادي. وقال مصدر طبي بمستشفى الجمهورية إن 3 جثث لمقاتلين من اللجان الشعبية وصلت الى المستشفى بالإضافة إلى 18 جريحا من اللجان الشعبية الجنوبية، منوها بأن طوارئ المستشفى كانت في حالة استنفار طوال اليوم واستقبلت جثث لثلاثة قتلى ينتمون للجان الشعبية الموالية لهادي وهم: «علي محمد الصمدي ابين لودر و ابوبكر صالح النخعي أبين لودر ومحمد علي محسن شايع مودية أبين وكذلك 18 جريحا». وتقول مصادر مطلعة إن الأحداث التي وقعت اليوم في عدن كانت ضمن مخطط حوثي بالتنسيق مع صالح، ويقضي المخطط بإغلاق المنافذ البحرية والجوية وحصار الرئيس هادي في عدن ومنعه من الخروج، إلا أن اللجان الشعبية وقوات الجيش بقيادة اللواء الصبيحي تمكنت من إفشال المخطط. وأعلنت الرئاسة اليمنية مساء الخميس، في بيان، إفشال اللجان الشعبية لانقلاب عسكري ضد الرئيس هادي، واتهم البيان الحوثيين ونظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالوقوف وراء الأحداث والتدبير لانقلاب عسكري على الرئيس، إلا أن المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح حمّل الرئيس هادي مسؤولية الأحداث في عدن وقتل جنود القوات الخاصة.