أفاد مراسل الجزيرة في اليمن أن مسلحي القبائل في مأرب (شرق صنعاء) تمكنوا من صد هجوم للحوثيين القادمين من محافظ البيضاء (وسط البلاد). وأضاف أن المواجهات وقعت على الحدود بين المحافظتين، وتحديدا بمنطقة قانية، وأسفرت عن مقتل العشرات من الحوثيين واثنين من رجال القبائل. وسبق الاشتباكات رفع الجاهزية القتالية لدى مسلحي قبائل مأرب، حيث نفذت مناورة عسكرية هي الأولى من نوعها بتنفيذ خطط هجومية تحسبا لأي محاولات لاقتحام المحافظة من قبل الحوثيين. وذكرت مصادر محلية أن الحوثيين لا يزالون يسيطرون على منطقة قانية عند مدخل مأرب، لكنهم يواجهون مقاومة من رجال القبائل. وأضافت مصادر قبلية أن الاشتباكات بين الحوثيين والقبائل أدت لاحتراق دورية عسكرية تابعة للحوثيين وأخرى تابعة لمسلحي القبائل. وجاءت الاشتباكات بعد نشر الحوثيين لنحو ثلاثين دورية عسكرية على الحدود بين البيضاءومأرب، وتحديدا بمنطقتي قانية والوهبية، وسط أنباء عن تحركات لمسلحي الحوثي بهدف السيطرة على محافظة مأرب النفطية. وفي ذات السياق، أشارت مصادر قبلية إلى وجود انتشار كثيف للمسلحين الحوثيين وسط مدينة البيضاء التي استحدثوا فيها نقاط تفتيش للمارة، تحسبا لخروج مسيرة شعبية مناوئة لهم. وتشهد محافظة البيضاء منذ أشهر مواجهات بين الحوثيين ومسلحين قبليين مدعومين بعناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، على خلفية اقتحام الحوثيين للمحافظة ذات الطابع القبلي. وكانت قبائل مأرب رفعت الجاهزية القتالية القصوى بالتزامن مع سخونة المشهد العسكري بمحافظتي البيضاء وعدن، حيث نفذت مناورة عسكرية هي الأولى من نوعها في تنفيذ الخطط الهجومية، بعدما تزايدت المخاوف من احتمال اجتياح الحوثيين للمحافظة. وقالت قيادات عسكرية ميدانية إن مسلحي القبائل في مأرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا لم يراجع الحوثيون حساباتهم، ويوقفوا تمددهم في المناطق اليمنية. ويعتقد أن هذه المناورة تأتي كذلك في سياق الرد على مناورة الحوثيين التي جرت قبل أيام بمحافظة صعدة (شمال البلاد). وتكمن أهمية مأرب نظرا لوجود حقول النفط بها، ومنها يمتد الأنبوب الرئيسي لضخ النفط من حقول "صافر" بالمحافظة، إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي البلاد، كما يوجد بها أنبوب لنقل الغاز المسال إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوةجنوباليمن، إضافة إلى وجود محطة مأرب الغازية (الكهربائية) التي تمد العاصمة صنعاء وعدة مدن بالطاقة الكهربائية.