أرتفع إنتاج اليمن من محصول اللوز العام الماضي إلى 10 آلاف طن في مؤشر اعتبره خبرا زراعييون خطوة ايجابية نحو تشجيع زراعته وإحلاله بديلاً عن القات خلال السنوات القادمة . كما شهدت زراعة اللوز في اليمن خلال السنوات الأخيرة توسعاً ملحوظاً فيما يتعلق بمساحته الزراعية والتي وصلت إلى ما يزيد عن 4 آلاف و888 هكتار خلال العام 2008م . وتنتشر زراعة اللوز في المرتفعات الجبلية كمحافظة صنعاء التي تشتهر منذ مئات السنين بزراعة أصناف عديدة من أشجار اللوز التي تمتاز بمواصفات غذائية واقتصادية عالية لاحتوائها على فيتامينات غذائية وفيرة، حيث يحتوي علي البروتين والدهون والكربوهيدرات والأملاح المعدنية . وتزدهر زراعته في المناطق المناسبة لزراعة العنب وذات الأمطار القليلة التي تتراوح ما بين 150- 400 ملم، وتتركز زراعة اللوز في اليمن خلال الفترة من يناير إلى فبراير في كل عام . وتوجد عدة أصناف محلية من اللوز يطلق عليها المزارعون أسماء مختلفة كالصنف الشمطي - الرازقي - الشلالتي - الشحطي وهناك صنف نادر يستخدم في علاج مرضى السكر ويسمى باللوز القبي . وتعتبر شجرة اللوز من أكثر أشجار الفاكهة تحملاً للجفاف ولذا فهي تعتمد على مياه الأمطار في الصيف، وتصنف ضمن الأشجار المعمرة والتي يصل عمرها إلى ما فوق الخمسين عام، ويبدأ إنتاجها اقتصاديا بعد السنة العاشرة من عملية الغرس . وتصنف ثمار اللوز ضمن المسكرات التي تقدم في المناسبات الاجتماعية والدينية والأعياد في اليمن، وتسهم زراعته في تحسين دخل المزارعين وأوضاعهم المعيشية، كما تمتاز ثمرة باللوز بمقاومتها للعطب والتعفن إذ يمكن تخزينها لعشرات السنين إذا لم تنزع قشرتها الخارجية . وحول الأهمية الاقتصادية لمحصول اللوز يتفق الجميع على القيمة الاقتصادية والتسويق العالي لهذا المحصول الاقتصادي والغذائي الهام ، وما يحققه من مردودات اقتصادية مرتفعة، فضلا عن مزاياه المتمثلة في سهولة نقله وتخزينه وتصديره . وينفرد اللوز اليمني ( البلدي) بمذاق وجودة عالية وبمواصفات عالمية جعلته يحظى بإقبال كبير من قبل المستهلكين ورواجاً واسعاً في الأسواق المحلية والخارجية . واشتهر هذا المحصول بفوائده الصحية خاصة إذا أُكلت ثماره بعد الجني مباشرة، حيث يوصف علاجاً لقرحة المعدة والالتهابات اللثة، كما يستخدم في إزالة الأملاح الزائدة ويعطي الجسم طاقة ويقوي النظر والذاكرة . وبحسب دراسات علمية حديثة فإن استخدام اللوز يسيطر على مستوى السكر في الدم ويقي من التوتر الناتج عن عملية التأكسد ويساعد استخدامه بشكل مستمر على الحفاظ على صحة القلب . ونتيجة لتلك الشهرة فإن خبراء الزراعة يشيرون إلى أهمية إيجاد آلية وإستراتيجية خاصة تتبناها الحكومة بهدف التوسع في زراعة وإنتاجية اللوز خلال السنوات القادمة .. معتبرين العائد الاقتصادي لمحصول اللوز وارتفاع سعر الكيلوجرام الواحد منه والذي وصل مؤخراً إلى 14 ألف ريال، أحد العوامل المساهمة في تشجيع هذه الزراعة وإمكانية إحلالها بديلاً عن زراعة القات الذي يهدد باستنزاف المياه الجوفية . رئيس الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية لمحافظات صنعاء - صعدة - حجة- عمران المهندس محمد عبدالعزيز عبدالغني يشير إلى أن اهتمام المزارعين بهذه الشجرة ومردودها الاقتصادي الكبير أدى إلى أتساع زراعة وإنتاجية اللوز وتضاعفها خلال السنوات الأخيرة . موضحاً أن المحافظات الشمالية المستهدفة في أنشطة الهيئة ومشاريعها هي المحافظات الرئيسية لزراعة اللوز متعدد الأصناف، حيث بلغت إجمالي المساحة المزروعة فيها خلال العام الماضي أكثر من 4 آلاف و872 هكتارا. ونوه المهندس محمد عبدالعزيز عبدالغني بأن الهيئة تولي هذا النشاط اهتماما واسعاًَ وإسهامها في أتساع المساحة المزروعة بهذا المحصول وزيادة إنتاجية الوحدة الواحدة من الهكتار .. مؤكداً أنه تم خلال السنوات الماضية إنتاج وتوزيع أكثر من 30 ألف شتلة لوز على المزارعين في مناطق أنشطة ومشاريع الهيئة، منها 8 آلاف شتلة لوز متنوعة وزعت العام الماضي على كافة مشاتل مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء . وبين أن اللوز من المحاصيل الاقتصادية الهامة التي بدأت تنتشر زراعته في المحافظات الشمالية لملائمته للظروف المناخية وتحمله للجفاف وتناسب زراعته مع درجات برودة مرتفعة . ولفت إلى أن الهيئة دشنت خلال يناير وفبراير الماضيين موسم غرس شتلات اللوز لهذا العام في مزرعة الحتارش بمحافظة صنعاء وبمساحة تتجاوز هكتارين كحقل نموذجي وإرشادي للمزارعين، كما إن الهيئة نفذت تزامناً مع موسم الغرس أكثر من خمسة حقول إرشادية لزراعة اللوز في عدد من مديريات المحافظة . واعتبر رئيس الهيئة أن التوسع في زراعة اللوز أحد العوامل المساهمة في تقليص زراعة القات الذي أصبح يشكل خطراً حقيقاً يهدد باستنزاف المياه الجوفية على حساب زراعة المحاصيل الغذائية اللازمة لتوفير الأمن الغذائي. ونوه بضرورة تبني إستراتيجية وخطة تكفل عملية التوسع في رقعة زراعة اللوزيات والمحاصيل الزراعية الأخرى وبما من شأنه دعم وتنمية القطاع الزراعي في اليمن باعتباره من القطاعات الحيوية الهامة والواعدة .