قال القيادي الحوثي المستقيل علي البخيتي: إن الثقة أصبحت مفقودة في جماعة "أنصار الله"- المعروفة باسم الحوثيين "الشيعة المسلحة"- فكل خصومهم يعتبرون أنهم يقولون ما لا يفعلون، وأن هناك بوناً شاسعاً بين خطابهم النظري وتحركهم العملي على أرض الميدان، مشيرًا إلى أنهم وعدوا بالكثير لكنهم لم ينفذوا ما وعدوا به. وأضاف "البخيتي"، في بيان له نشره على حسابه بموقع "فيس بوك"- اطلع عليه "شؤون خليجية"، أن آخر ما قاله الحوثي ولم يفعلوه هو قرار عبدالملك الحوثي بوقف عمليات تفجير المنازل، والذي لم يمض عليه 48 ساعة حتى تم اختراقه في مديرية بعدان في محافظة اب، عبر تفجير منزل بيت الجُماعي، دون أن تتم محاسبة الفاعلين وحبسهم كما هو التوجيه الصادر من عبدالملك الحوثي شخصياً. وأكد أن استعادة الثقة تحتاج إلى قرارات شجاعة تُنفذ على الفور، لأن الوعود النظرية لم تعد تُجدي، مقترحًا على زعيم الحوثي مجموعة من القرارات يفترض أن يتخذها ويشرع في تنفيذها على الأرض، بغض النظر عن مسار المفاوضات في مسقط. وأوضح القيادي الحوثي المستقيل، أن على رأس تلك القرارات إطلاق سراح كل المعتقلين والمختطفين لدى الحركة من السياسيين والإعلاميين بلا استثناء، وإعادة مقرات وسائل الإعلام التي احتلوها إلى أصحابها، وإعادة ممتلكاتهم وأجهزتهم التي استولوا عليها، وإعادة مقرات حزب الإصلاح السياسية ومؤسساتهم الدينية، ورفع اليد عن ممتلكاتهم وشركاتهم ومصالحهم التي تم البسط عليها، والخروج من المنازل التي يحتلونها. واقترح "البخيتي" على "الحوثي" الإعلان عن قرار وقف تفجير المنازل عبر الإعلام التابع للحوثيين، ومحاسبة من يخالف ذلك على الفور، والشروع في عملية تبادل الأسرى مع الفصائل التي يتقاتلون معها على الأرض، والإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار ومن طرف واحد في كل الجبهات الداخلية، والدفاع عن أنفسهم والرد على مصادر إطلاق النار فقط في حال لم يلتزم الآخرون بتلك المبادرة ويوقفوا إطلاق النار من ناحيتهم. وأكد أن تلك القرارات وتنفيذها على أرض الواقع ضرورة قصوى لإعادة الثقة المفقودة، وستشكل نقلة نوعية في مسار المفاوضات السياسية، وستعيد الثقة بينهم وبين باقي الأطراف، وبدونها لن يصدق أحد وعودهم النظرية مهما كانت إيجابية، لأن الآخرين سيحسبونها انحناء أمام العاصفة بفعل المتغيرات الميدانية، وليست مراجعات وقناعة حقيقية بالسلام مع مختلف الأطراف. وقال "البخيتي": "السلام يحتاج إلى شجاعة أكثر من الحرب، وبالأخص عندما تكون هناك حرب أهلية، لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال حسمها، وستؤدي عملياً إلى تدمير بلدك مدينة بعد أخرى حتى نصحوا جميعاً في يوم من الأيام ونحن بلا وطن". وأضاف: "عندما يصبح أكثر من نصف سكان بلدك خونة وعملاء ومرتزقة في نظرك، اعرف أن الكثير من سياسات تيارك السياسي خاطئة، بل كارثية وتحتاج الى إعادة نظر، وبالتالي فمراجعة الحسابات وإعادة قراءة المشهد والنظر من بعيد للأحداث، وإعادة تعريفها، وتوقع مآلاتها الكارثية على البشر والحجر والوطن ووحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي إذا ما استمر كل طرف في مترسه العسكري والسياسي والإعلامي، كل ذلك جزء من المراجعات التي يفترض بالجميع الشروع فيها وأولهم الحوثيون". واستطرد "البخيتي": "أحيي شجاعة أنصار الله في الموافقة على التعامل بإيجابية مع كل قرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار الأخير رقم (2216)، وتقديم الكثير من التنازلات في مفاوضات مسقط، لأنهم تأكدوا أن الحسم العسكري مستحيل، واستشعروا أن الحرب الأهلية ستدمر اليمن تماماً، ولن يبقى لهم ولا لخصومهم وطن، أحييهم لأنهم وافقوا على خطوات تطمئن المملكة منهم وتزيل مخاوفها، أحييهم لأنه أحسوا بمعاناة المواطنين وأناتهم، أحييهم لأنهم أصبحوا يبالون بعد أن كان شعارهم ما نبالي"، حسب قوله. وتابع: "لكن من المهم أن تكون تلك التنازلات مقرونة بخطوات عملية على الأرض، لإعادة الثقة وإقناع مختلف الأطراف أنهم جادون في المضي نحو سلام دائم مع الداخل ومع الجيران، والانخراط في مؤسسات الدولة وحل جناحهم العسكري والأمني، وتسليم السلاح هم وباقي المجموعات المسلحة، بالتزامن مع استيعابهم في مؤسسات الدولة، بما فيها الأمنية والعسكرية، بحسب ما نصت عليه مخرجات مؤتمر الحوار".