قتلى وجرحى باشتباكات بين فصائل المرتزقة بحضرموت    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    توثيق 900 خرق إسرائيلي في غزة منذ بدء الهدنة    قتلى بانفجار في مسجد شمال شرقي نيجيريا    شرعية "الروم سيرفس": بيع الوطن بنظام التعهيد    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    بيان بن دغر وأحزابه يلوّح بالتصعيد ضد الجنوب ويستحضر تاريخ السحل والقتل    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    الجنوب العربي: دولة تتشكل من رحم الواقع    فصائل الانتقالي تطوق قاعدة عسكرية سعودية في سقطرى    حضرموت.. قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين قوات عسكرية ومسلحين    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    سلامة قلبك يا حاشد    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الأحزاب والمكوّنات السياسية تدعو المجلس الرئاسي إلى حماية مؤسسات الدولة وتحمل مسؤولياته الوطنية    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    فتح ذمار يفوز على فريق 22 مايو واتحاد حضرموت يعتلي صدارة المجموعة الثالثة في دوري الدرجة الثانية    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    شباب عبس يتجاوز حسيني لحج في تجمع الحديدة وشباب البيضاء يتجاوز وحدة حضرموت في تجمع لودر    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    مؤسسة الاتصالات تكرم أصحاب قصص النجاح من المعاقين ذوي الهمم    الرئيس الزُبيدي: نثمن دور الإمارات التنموي والإنساني    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    أبناء العمري وأسرة شهيد الواجب عبدالحكيم فاضل أحمد فريد العمري يشكرون رئيس انتقالي لحج على مواساته    سوريا.. قوة إسرائيلية تتوغل بريف درعا وتعتقل شابين    مصلحة الجمارك تؤيد خطوات الرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب    الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من 20 عاما    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة الدكتور "بامشموس"    هدوء في البورصات الأوروبية بمناسبة العطلات بعد سلسلة مستويات قياسية    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    تونس تضرب أوغندا بثلاثية    اختتام دورة تدريبية لفرسان التنمية في مديريتي الملاجم وردمان في محافظة البيضاء    إغلاق مطار سقطرى وإلغاء رحلة قادمة من أبوظبي    قراءة أدبية وسياسية لنص "الحب الخائب يكتب للريح" ل"أحمد سيف حاشد"    وفاة رئيس الأركان الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة في أنقرة    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة الآثار: نقوش سبأ القديمة تتعرض للاقتلاع والتهريب    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    مستشار الرئيس الاماراتي : حق تقرير المصير في الجنوب إرادة أهله وليس الإمارات    الذهب يسجل مستوى قياسيا ويقترب من حاجز 4,500 دولار للأونصة    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ محمد المهدي: إعادة الناس للماضي شرف لنا .. والسلفيون أكثر من يشتغل بالفكر
نشر في التغيير يوم 20 - 03 - 2009

بدأت الجماعات السلفية في الآونة الأخيرة بالانتشار والظهور في الساحة اليمنية. ومع هذا الانتشار والتكاثر تشهد هذه الجماعات أو التيارات السلفية تغيرات وتقلبات في مجالات عدة. ورغم هذا الانتشار إلا أنها لا زالت غير واضحة المعالم. فهناك تيارات سلفية لا زالت منغلقة على نفسها رافضة الكثير من الممارسات في حياة مجتمعنا بداية من رفض أشياء وأعمال اعتاد عليها الناس وصولاً إلى رفض وتكفير النظام الديمقراطي والتعددية السياسية. وأمام هذا التحجر والجمود الذي يعيشه هذا التيار المتطرف ظهر في الساحة أحد التيارات الذي ينتمي إلى نفس المدرسة السلفية ولكن هذا التيار السلفي استطاع أن يخط له طريقة أخرى تختلف كثيراً عن باقي التيارات السلفية الأخرى. فهذا التيار الذي أعلن عن نفسه عبر جمعية الحكمة اليمانية أعلن أيضاً أن لديه أفكاراً معتدلة نوعاً ما حيث نجد أفراده منخرطين في الحياة العامة كما أنهم يشاركون في الحياة السياسية عن طريق آراء وتصريحات وحوارات حول العديد من القضايا السياسية. ولكن هناك العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام ترتسم حول بعض القضايا والمواقف لهذا التيار ومنها: هل هذا التيار قد وصل إلى مرحلة الاعتدال والنضج بعد تخطيه مراحل الغلو والتطرف؟ وما مقدار اهتمام السلفيين بالجوانب الفكرية؟ وكيف يوفقون بين رفضهم للديمقراطية ونظامها من جهة ووجوب طاعة ولي الأمر من جهة أخرى. هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على أحد أبرز علماء هذا التيار السلفي وهو الشيخ محمد بن محمد المهدي رئيس جمعية الحكمة اليمانية بمحافظة إب. وضيفنا الفاضل غني عن التعريف ولكن لا بد من الإشارة إلى ما يتميز به شيخنا من سمات وما يتمتع به من فهم عميق وثقافة موسوعية وعلم غزير ومتابعة جيدة لكل ما يجري من أحداث. ومن المؤكد أن هذه المميزات تجعلنا نحصل على إجابات متميزة وجريئة وبكل وضوح وشفافية يرد الشيخ محمد بن محمد المهدي على هذه الأسئلة، فإلى الحوار.
بداية هل نستطيع القول: إن الجماعات السلفية تمر بمراحل بداية من الجمود والانغلاق وصولاً إلى الاعتدال والانفتاح؟
الجماعات الاسلامية قائمة بالأصل على الكتاب والسنة والاسلام هو دين الاعتدال والوسطية لكن بالمفهوم الصحيح ليس دين الغلو والتطرف أو دين الميوعة والانفلات، فبعض من يتكلم الآن باسم الوسطية يقصدون الانفلات والتساهل في الأمر الشرعي. فالجماعات ليست بحاجة إلى الاعتدال لأن الإسلام أصلاً دين الاعتدال وهي من أصلها معتدلة. وليس هناك جمود، كما أن هناك بعض الجماعات تتفلت بسبب الضغوط العالمية عليها، فيصير عند بعض أفرادها انفلات وأيضاً بسبب خوضها غمار السياسة لما في السياسة من خليط في بعض المخالفات. وهم يضطرون لذلك، فلا يقال بأنهم اعتدلوا بل حصل عندهم انفلات. أما الاعتدال فهو طبيعة المسلمين والاسلام. إذا ما استثنينا بعض الفرق المغالية.
- نحن ندعو الناس لفهم الاسلام الفهم الصحيح -
في الوقت الذي يستشرف فيه الناس آفاق المستقبل يتهم السلفيون بأن ما يقومون به يعد عودة للماضي؟
نحن جزء من المسلمين وعلى كل حال فإن إعادة الناس للماضي هو شرف لهم بأن يرجعوا للمنهج الذي كان عليه الرسول $ وأصحابه والسلف الصالح في تلك العصور السامية والزاهية. فنحن ندعو الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم ليفهموا الإسلام فهماً صحيح بعيداً عن الإفراط والتفريط والغلو والتشدد والميوعة. فإذا اتهمنا أننا نريد أن نعيد الناس للماضي فهذا شرف لنا. ونقصد بالماضي ماضي المسلمين عصر العزة والفتوحات والعلم، عصر أفضل خلق الله تعالى بعد الأنبياء والرسل أصحاب رسول الله $.
فإذا فكرنا أن نرجع إلى ماكانوا عليه في العقيدة والأخلاق والمعاملات والآداب وهذا أيضاً شرف عظيم لنا.
- كيف نتهم بالتكفير وليس لدينا فكر – التكفير هو فكر –
هناك من يقول إن السلفيين لا يهتمون بالجانب الفكري؟
هذا من أعجب العجب فكيف نرى أن صحف الرافضة وبعض الصحف والكتاب العلمانيين المقلدين للرافضة يقولون عنا: إننا تكفيريون. وهم يعرفون أن الرافضة يكفرون الصحابة ويكفرون الأمة. والعلمانيون مغفلون لا يدرون، يقودهم الرافضة وتجد أهل السنة الذين تعلمنوا يتباكون إذا هدم قبر أو قبة من القباب والقبور التي يعظمها العوام ويتبركون بها. وهذا من عمل الروافض ومعروف عبر التاريخ الإسلامي أن جميع المذاهب الفقهية تأمر بهدم هذه القبور والقباب، وهذه مسألة فقهية لكن الروافض يتبنون الدفاع عن كل خرافة ويقلدهم بعض العلمانيين في اليمن.
وعلى كل حال، إذا جمعنا بين قول الرافضة وبعض العلمانيين عندما يقولون: إن السلفيون تكفيريون وهذه كذبة رافضة من مكفرين للصحابة والأمة ومن متحالفين مع الصليبيين والتتار والأميركان ضد المسلمين وهؤلاء يكفرون المسلمين قديماً وحديثاً واليوم يدعون أنهم يدافعون عن الأمة، هؤلاء يفهمون ويعون ما يفعلون، لكن الغباء عند بعض العلمانيين المحسوبين على أهل السنة عندما يرددون ويقولون ما يروى لهم كما تردد الببغاء. وبذلك كيف نكون تكفيريين وليس لدينا فكر؟ التكفير هو فكر بمعنى أنك تعتقد أن المسألة الفلانية من فعلها فقد كفر. فكيف ما عندنا فكر؟ هذا الفكر هو عقيدة وعبادات وأمور نحفظها ونتخذها ونفكر فيها. هذا الكلام غير صحيح وباطل. أما إذا كان المراد بالفكر هو العلوم والمواد التي تخزن في العقل، فالسلفيون متهمون بأنهم مشغولون بهذا المجال، مشغولون بالقرآن والسنة والتاريخ واللغة والتفسير والحديث وحتى فهم الواقع. أما هذا الكلام فهو غامض. وإذا كان المراد من ذلك أنهم ليس لديهم عقيدة ولا منهج يسيرون عليه فهذا غير صحيح.
- نحن لا نساير الناس في أخطائهم –
ما ردكم على من يقول: إن السلفيون لا يتعايشون مع الواقع؟
والله - أنت تعرف أننا نعيش كما يعيش غيرنا في الدنيا نأكل ونشرب وننام ونختلط مع الناس ونبيع ونشتري وهذا تعايشنا مع الناس وفينا المدرسون والموظفون في مجالات متعددة وهذا كلام غير صحيح. ولكن الشيء الوحيد الذي نعترف به أننا لا نساير الناس في أخطائهم وهذا شيء نعترف به، لا نساير الناس في أخطائهم ولكن من استطعنا أن نقوده إلى الخير قدناه أو على الأقل لا نكون مقودين.
- الديمقراطية الغربية مرفوضة – وطاعة ولي الأمر المسلم واجبة –
هل هنا نوع من الازدواجية أو التناقض لدى التيار السلفي في مسألة رفض النظام الجمهوري الديمقراطي وضرورة طاعة ولي الأمر؟
لا تناقض في هذا مطلقاً. أولاً من قال إنهم لا يقرون النظام الجمهوري، مطلقاً - متى حصل هذا الكلام؟! أما كلمة الديمقراطية فهم يرجعونها إلى أصلها، إنها كلمة يونانية معناها حكم الشعب نفسه، يعني يحكم نفسه بنفسه. وهم يفصلون في ذلك، يقولون: إن كان حكم الشعب نفسه يعني يحكم نفسه بالشرع فهذا هو الواقع، إن في التاريخ الاسلامي الخليفة من الناس يحكمهم، وله وزراء وموظفون وعمال ويحكم بالإسلام. أما إذا كان الغرض من ذلك هو أن الشعب يشرع لنفسه تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان فهذا أمر مرفوض. ويا سبحان الله كيف نحتكم للديمقراطية الغربية ونترك كتاب الله الذي بين أيدينا.
فمن المفروض أن نأخذ من كل شيء ما يوافق الإسلام. فلو افترضنا أن عندهم مصطلح الديمقراطية وقالوا عنه إنه شورى وعدالة فكل ذلك موجود لدينا في الإسلام. أما إذا كان معناه الإباحية فهو مرفوض ولا نلزم بشيء من هذا. أما طاعة ولي الأمر المسلم في ما يأمر وينهى فهذا واجب لأنها من طاعة الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم" مالم يأمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا طاعة له. فمثلاً ولي أمرنا يأمرنا بإخراج الزكاة والجهاد والصلاة خلفه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل شيء يأمرنا به من الشرع نطيعه فيه. فإذا أمرنا في يوم من الأيام بترك الصلاة لا نطيعه فيها ونطيعه في الباقيات. فالأمر واضح.
- أنا لا أحرم المشاركة في الانتخابات أو الحزبية –
في إطار الحديث عن الديمقراطية والحزبية كيف يرى السلفيون الحزبية والانتخابات؟
لا يلزم وجود الحزبية والانتخابات إقرار الديمقراطية. قلنا: إن الديمقراطية مصطلح يستخدم عند الغرب وهو واسع جداً بداية من الشورى والحرية التي أقرهما الشرع والعدالة التي أقرها إلى الإباحية. هذه الكلمة سمها ديمقراطية أو سمها ماشئت، المهم أن نأخذ ما يوافق الشرع، فما وافق الشرع من هذه المصطلحات أخذناه ومالم يوافق رفضناه. ووجود أحزاب وانتخابات ليس له دخل ولا يلزم منه الإقرار بالديمقراطية المخالفة للإسلام. وكلمة حزب في اللغة جاءت على مجموعة من الناس اتفقوا على مبادئ وأهداف معينة، فإن كانوا اتفقوا على باطل فهم من أحزاب الشيطان وإن كان الاتفاق على خير فهم من أحزاب الرحمن وليس هناك مشكلة. والانتخابات كذلك مسألة سهلة لأن فيها اختيار من يحكم الناس. فإذا انتخبنا واخترنا من نرى فيه كفاءة فلا بأس، صحيح أن اختيار الخليفة أو السلطان عند المسلمين يكون من أهل الحل والعقد أصحاب الكلمة، المسموعة والمطاعة، لكن اختيار الخليفة في الإسلام قد كان على صور. الرسول$ توفي ولم يختر أحداً بعده فاختار المسلمون أبا بكر ثم هو اختار عمر وعمر اختار عثمان ثم عثمان اختار مجموعة من أصحاب الشورى أصحاب الجنة الذين بشرهم النبي $ بالجنة فاختاروا علي. إذاً فمسألة الاختيار سهلة، المهم أن يختار المسلمون رجلاً مسلماً يحكم بكتاب الله وسنة رسوله. وتوجد شروط للحاكم عند بعض المذاهب كاشتراط القرشية عند بعض أهل السنة واشتراط البطنين عند الزيدية واشتراط العصمة وأن يكون من الأئمة الاثني عشر عند الإثني عشرية وشروط أخرى عند الباطنية. وهذه الشروط مجرد إضافات على شيء مشروع وليس هناك ما يلزم الخلط. لأن الاختيار قد تم في حياة المسلمين ولا يلزم منه وجود مجموعات. وقد كان في الإسلام طوائف ومجموعات وأحزاب منها ماهو معدوم وهو ما يقوم على حق.
- المشاركة في العمل السياسي مسألة اجتهادية –
كيف يرى السلفيون عمل بعض الجماعات الإسلامية في العمل السياسي؟
قناعتي الشخصية وأنا لا أشدد أو أضيق الخناق على أحد أنه ومن خلال التجارب الماضية أنها أثبتت أن الدخول في هذه المجالس قليل الجدوى. وأنا لست ممن يحرم الدخول فيها وأرى أنها مسألة اجتهادية. فمن دخل في المجالس النيابية ورأى أنه سيحقق بعض الشيء. الله سبحانه وتعالى يحاسبه على نيته ومع ذلك، فقناعتي الآن وكل ما جاء من وقت أرى أنها قليلة الجدوى وأن التنازلات التي تقدم من أجل الوصول إلى مجلس النواب كثيرة والفائدة أقل من التنازلات لمن يريد أن يغير بعض المنكرات في هذه المجالس.
ما هو تفسير التيار السلفي لما يحدث من اختلافات وعداء يصل إلى حد التكفير بين بعض الجماعات الاسلامية؟
أقول: إن هذا الكلام عام. تعال إلى أهل السنة والجماعة تجدهم لا يكفرون أحداً لمجرد أنه ارتكب كبيرة فلا يحكم عليه بالكفر إلا الخوارج والمعتزلة يقولون إنه في منزلة بين المنزلتين أما الخوارج فيقولون: إنه إذا مات ولم يتب فإنه كافر ومخلد في النار. هذه هي الطوائف التي تكفر الناس. والروافض يكفرون الصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا. فقل لي أهل السنة من يكفرون؟! نحن أهل السنة لا نكفر الخوارج وهم يكفروننا وبالنسبة للشيعة فمن حيث الجمهور لا نكفرهم وإنما نكفر من قال: إن القرآن محرف وهذا لا يقول به لا زيدية ولا غيرهم ولكن تقول به مجموعة من أئمة ومؤلفي كتب الإثني عشرية، فمن كفر الصحابة فهو كافر إذا كان عالماً وليس جاهلاً أو مكرهاً أو متسائلاً أو صاحب شبهة. فمن الذي يكفر إذاً؟ اسألوا الروافض الذين يكفرون الناس والخوارج. والخوارج بالنسبة لنا سلام الله عليهم أمام الروافض. لأن الخوارج يكفرون العصاة أما الروافض فيكفرون أولياء الله والصديقين والمجاهدين والشهداء من الصحابة ونحن لا نكفر شخصاً بعينه.
- سبب التطرف هو ضعف العلم الشرعي وممارسات الأنظمة –
هناك بعض الجماعات والتيارات الإسلامية تجنح نحو التطرف والغلو كيف يرى السلفيون سبب هذه القضية؟
هناك أسباب كثيرة منها: ضعف العلم الشرعي والتحمس مع عدم تأصيل العقيدة في قواعد فهم النصوص الشرعية إضافة إلى ضعف في أصول الفقه وضعف في أصول التفسير واللغة العربية. ولذلك يحصل فهم غير سديد وأحياناً بسبب البعد عن العلماء واكتفاء الشباب بالفهم الذي يريدونه. أضف إلى ذلك الأنظمة في بعض الدول والتي ضيقت الخناق على كثير من الشبات المسلم من سجن إلى سجن ومن عذاب إلى عذاب فلا يخرجون من السجون إلا وقد امتلأت قلوبهم بالأحقاد. واعتقد أن الحاكم الذي يفعل بهم هذا العذاب لا يمكن أن يفعل ذلك إلا وقد كفر بالله ورسوله. وهذا يجعلهم يواجهون العنف بالعنف. والصواب في هذا أن ينصح الشباب بطلب العلم والرسوخ فيه ويجب أن ينصحهم العلماء ويعرفوا الآراء التي لديهم. وعلى العلماء أن يكونوا جادين في هذه المسألة كون بعض العلماء يبرر للسلطة كل شيء مما يفقدهم المصداقية عند طلاب العلم. كما أن على العلماء أن يكونوا واسطة خير بين هؤلاء الشباب وبين الحكومات بحيث يوجهون النصائح التي لا بد منها للحكومات مثل الرفق بالشباب والحوار معهم وينصحون الشباب بأن المعركة الآن يجب أن تكون مع من يحارب الإسلام ويحاصره ويغيرون مناهجه. صحيح أن بعض الحكام ينفذون هذا الغرض لكن العدو الحقيقي هو الأخطر.
كما أن عليهم أن يفهموا أن هناك خطراً آخر وهو الحركات الباطنية والرافضية. فلا بد من التوازن. والعلماء إذا كانوا وسطاً بين الدول والشباب فيمكن أن يكونوا مقبولين من الشباب. أما إذا أصبحوا يجهزون الفتاوى ويلصقون كل تهمة وحرية وكذبة بالشباب ويبررون الأنظمة من كل مخالفة فهذا بلا شك سيفقدهم المصداقية، فلابد من التوسط. ونحن لا نؤيد أبداً أن يتحول الشباب إلى كيانات تتفجر في الشوارع وأماكن الجيش وتجمعات المسلمين أبداً. وهذا ليس من مصلحة المسلمين قط. وأيضاً ليس من مصلحتنا أن تقوم الحكومات بمطاردة الشباب في السهول والجبال، فعلى سبيل المثال الأمة متفقة أنه إذا هاجم عدو على بلد فإن الجهاد يصبح فرضاً على ذلك البلد ثم ما يليه من البلاد. فكيف يعتبر من يدافع عن نفسه في العراق والصومال وأفغانستان أو أي بلد كيف يعتبر إرهابياً. إن بعض أو جل الأنظمة في العالم الإسلامي تعتبر الذين يدافعون عن دينهم وعرضهم. بأنهم إرهابيون تبعاً للغرب. لا شك أن هذا يضعف الثقة بين الدول والشباب. والنصيحة للجميع بالاعتدال والحكومات عليها بالحوار لا بالقوة ويجب عليها محاربة المنكرات والمفاسد البارزة حتى لا توجد صورة عند الناس أن هذه دولة إباحية بقدر ما تستطيع. ويجب على الشباب أن يطلبوا العلم ويتعقلوا أو يعملوا.
إن تغيير المنكر بهذه الطريقة يجر الويلات ويجر مفاسد كثيرة ويوقع الأمة بمصائب وتتحول أسلحة المسلمين إلى صدور أنفسهم بدلاً من أن تتوجه إلى العدو الذي يغزو بلادهم.
- أن تتولى المرأة على الرجال فهذا من الأباطيل –
يفتي البعض بجواز تولية المرأة للمناصب القيادية حتى الرئاسة، كيف يرى السلفيون هذا الرأي؟ حيث يبررون هذا الرأي بأن حديث "لايفلح قوم.." مخصوص بحادثة معينة في بلاد فارس آنذاك؟
هذا التخصيص جاء متأخراً من الترابي ومحمد الغزالي وغيرهما من المعاصرين ولم يكن السلف الصالح من أئمة المذاهب الأربعة يفهمون هذا الفهم. هناك قول شاذ لابن جرير الطبري وبعض الظاهرية فقط. أما الأمة فهي متفقة على ذلك واعتبروا هذا الحديث حديثاً عاماً. نعم هناك أمور معينة يجوز للمرأة أن تتولاها في حدودها، وهذا لاشك لا إشكال فيه أما أن تتولى على الرجال؛ فهذا من الأباطيل.
سؤالنا الأخير حول الجمعيات، هل هي جمعيات خيرية أم جماعات منظمة؟
الجمعيات والمؤسسات الخيرية كثيرة وأكثرها في اليمن تابعة للإخوان المسلمين والإخوان أو الإصلاح جماعة منظمة. فهذه الجمعيات وإن تعددت إداراتها ففي الأخير ترجع إلى قيادة واحدة وهذه ميزة وليست ذماً. وتوجد مع السلفيين جمعيات خيرية، صحيح أن كل جمعية تكاد تكون مجموعة على حدة لكن توجد جماعة سلفية لديها عدد من الجمعيات وهذا وارد. لكن ما المراد بالتنظيم تحديداً. فإذا كان يراد به تنظيم إدارة الجمعية من لجان وهيئة إدارية فلا حرج من ذلك وهو أمر لا بد منه، وإن كان يراد بذلك تنظيم على أساس التنظيمات الأخرى التي تقوم على أساس تغيير الأوضاع والانقلابات والسيطرة على الحكم، فهذا غير صحيح وليس له وجود. وليس هناك حاجة أن توجد جمعيات خيرية لتكون جماعة. وأرى أن الأصل هو ما يفعله الإصلاح بتعدد الجمعيات تحت إدارة واحدة. أما أن تكون كل جمعية تنظيم أو جماعة لوحدها فهذا ليس ظاهرة جديدة.
- في ختام هذا الحوار هل لك من كلمة أخيرة؟
كلمتي الأخيرة أوجهها للصحفيين بأن عليهم أن يكونوا متسلحين بالعقيدة وأن لايسيئوا إلى دينهم وأمتهم وأخلاقهم خدمة للغرب الذين يحاربون الفضيلة ويشجعون الرذيلة. أنصح الصحفيين من أهل السنة أن يكونوا أذكياء وينظروا في أوساط الشيعة الأثني عشرية. في إيران مثلاً نجدهم كلهم مترابطين ومجموعة واحدة كلهم دعاة إلى خرافات ما أنزل الله بها من سلطان وهم على ذلك في كل بلد يوجدون فيه. ونجدهم كلهم يرجعون إلى مرجعهم الأخير السيستاني. أما نحن أهل السنة فهناك البعض أول ما يتعلم الصحافة يبرد قلبه بالعلماء ليثبت أنه معتدل. فنصيحتي للصحفيين أن يكونوا قدوة حسنة ويتحروا الكلمة الصادقة وينشروا محاسن الإسلام والدفاع عن العلماء والصحابة والتاريخ الإسلامي الذي يتعرض لهجوم كاسح من الصليبيين والباطنيين.
  اقرأ في الملف :
- مقدمة الملف.
- ذكريات سلفي سابق .. حين يكون انتماؤك قيداً يكبل عقلك .. مستقبل السلفية تحرر الانغلاق وجمود الاعتدال.
- النائب محمد الحزمي: الوادعيون ضد الحوار والتكفير ليس من حق أحد .
- بعض أقوال محمد الإمام في كتابه " الحزب الاشتراكي في ربع قرن ".
- الشيخ محمد الإمام: الإسلام ليس وسيلة للمحاباة .
- مع الشيخ الوادعي في بضع سطور.
- مستقبل السلفيين في اليمن .. العمل السياسي أنموذجاً.
- الشيخ محمد المهدي: إعادة الناس للماضي شرف لنا .. والسلفيون أكثر من يشتغل بالفكر.
- باذيب الذي لن يبلى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.