سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتبر ما قاله عبدالوهاب الآنسي ترديدا لما قالوه الاشتراكيون على الاخوان وما قاله الروافض على السنة..الشيخ المهدي يؤكد ان جزء من اعضاء المشترك يتبنون فكر المعتزلة ويرى ان صفة الامانة وحدها لبن شملان لا تنفع لقيادة امة وانما ليكون امين صندوق
في اول رد فعل على تصريحات الامين العام المساعد للتجمع اليمني للاصلاح عبدالوهاب الآنسي التي قال فيها بحسبما جاء في التقرير الاخباري الصادر عن المركز الاعلامي للقاء المشترك: لقد اصبح حلفاء الامس ارهابيي اليوم وارهابيو الامس حلفاء اليوم، مضيفاً : علاقة السلطة بالجماعات التكفيرية اصبحت واضحة من خلال لجوء مرشح الحزب الحاكم إلى استخراج فتاوى لا تجيز منافسة ولي الامر وتكفر الانتخابات والديمقراطية -في اشارة منه إلى فتاوى الشيخ ابو حسن المأربي احد مشائخ الحركة السلفية في اليمن التي يتبنى بعض علمائها ومشائخها رؤية شرعية خاصة حول العملية الانتخابية والديمقراطية. وفي هذا السياق علق الشيخ محمد المهدي-رئيس مجلس امناء مؤسسة الشوكاني للدراسات والبحوث العلمية والثقافية على تصريحات الآنسي في تصريح مطول خص به الشيخ المهدي «أخبار اليوم» قال فيه: ما قاله الاخ الاستاذ عبدالوهاب الآنسي هو ان في كلامه ترديد لما اطلقه الاشتراكيون قديماً على الاخوان المسلمين من انهم تكفيريون، وما يمارسه الاعلام الغربي على التوجه السلفي من انه تكفيري، وما يردده الآن روافض العراق المتعاونون مع اميركا عن اهل السنة الرافضين للاحتلال الاميركي انهم تكفيريون، وهذا ايضاً سبق ان رددته بعض الصحف الشيعية في اليمن التي لا تخفي علينا جميعاً انها كثيراً ما تردد مثل هذا الكلام، والجواب ان هذا القول كان تحاملاً سواء ممن كان يطلقه على الاخوان أو ممن يطلقه الآن على السلفيين، والحقيقة ان التكفيريين بهذا المفهوم هم الخوارج الذين يكفرون المسلمين بارتكاب الكبائر، أو جزء من اصحاب اللقاء المشترك الذين يتبنون فكر المعتزلة، باعتقاد ان العبد اذا ارتكب كبيرة من الكبائر خرج من الاسلام لا إلى الكفر، ولكن إلى منزلة بين المنزلتين فليس بمؤمن ولا كافر واذا مات على هذه الحالة فهو خالد مخلد في النار، فوافقوا الخوارج في الحكم عليه في الاخرة واختلفوا مع اهل السنة ومع الخوارج في الحكم عليه في الدنيا، هذا من جهة ومن جهة ثانية ان الذين يكفرون الناس هم اصحاب المنهج الرافضي الاثنى عشري الذي يقول ان من اعتقد صحة الامامة في غير الاثنى عشر فقد كفر وإن صلى وصام وحج واعتمر، بل يذهب البحراني في حدائقه وهو من ائمة الرافضة إلى القول بتساوي انكار من انكر واحداً من ائمتهم الاثنى عشر ومن انكرالنبوة فعندهم انكار إمام من هؤلاء الائمة يساوي انكار الانبياء، فكفروا الحاكم والمحكوم ابتداء من ابي بكر الصديق رضي الله عنه وانتهاء بآخر حاكم مسلم إلى اليوم وبآخر معارض يسعى إلى الحكم. اما هذه التهمة الصادرة عن الاخ عبدالوهاب الآنسي وامثاله اذا وجهت للسلفيين فهي غير صحيحة البتة، بل هي قول بلا علم، واذا احسنا الظن قلنا ان من يقول هذا الكلام يجهل حقيقة السلفيين أو السلفية أو ان هذا تحامل عليهم، فإن السلفيين انما يسلكون منهج اهل السنة والجماعة وان الايمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ويقولون لمرتكب الكبيرة انه مؤمن بإيمانه فاسق بمعصيته أو يقولون مؤمن ناقص الايمان ولا يكفِّرون مرتكب الكبيرة مالم يستحل محرماً بالاجماع أو يسقط واجباً بالاجماع كما هو منصوص عليه في باب الردة، وهؤلاء السلفيون هم علماء يتكلمون بعلم وبصيرة ولا تجعلهم المواقف السياسية والانتخابات والتقلبات يفتون بغير علم أو بغير ما انزل الله واظن ان الذين يطلقون مثل هذه الاتهامات على السلفيين يتعبون انفسهم كثيراً ثم يكتشفون في نهاية الامر ان الناس لم يقتنعوا بأطروحاتهم المتضمنة لمثل هذه التهمة، لأن الناس يعيشون مع خطب السلفيين ودروسهم ومحاضراتهم ليلاً ونهاراً ولا يسمعون هذا الكلام إلا من هؤلاء الذين لا تروق لهم مواقف السلفيين، اما تعاون السلفيين مع ولي الامر فإن كان جريمة فقد عاشها هؤلاء خلال ثلاثة عقود من الزمن سواء مع اخر ايام الحمدي أو في ايام الغشمي أو في عهد الاخ علي عبدالله صالح منذ 28 عاماً واختلافهم معه الآن جديد، فاذا كان هذا خيانة ومعصية لله ورسوله فقد مارسوها طويلاً فكيف يجوز لهم مالا يجوز لغيرهم؟!، اما طاعة ولي الامر فهي عندنا وعند الامة كلها والذين يسيرون على المذاهب الاربعة وعند السلفيين واهل السنة والجماعة والظاهرية فهم جميعاً يعتقدون بطاعة ولي الامر والنصح له والصدق معه ولا يطيعونه في معصية ولا يقرونه على ظلمه، ولكن لا يشتغلون ضده بالكيد والغدر وانما يدعون له في ظهر الغيب وينصحونه، وهذا ليس عيباً بل على هذا الاجماع الذي ذكره ابن حجر في فتح الباري عدم جواز الخروج على الوالي، واما تعليقي على فتوى ابي الحسن المأربي فقد كبروها وطولوها وعرضوها والشيخ ابوالحسن يرى اصلاً ان الحاكم المسلم الذي استتب له الامر يظل الوضع كما هو عليه، لكن انا كنت ممن قال بما ان الرئىس نفسه أذن بذلك فالمسألة اذا جائزة لهؤلاء، لكن هذا التطويل والتعريض معناه تهديد الاخرين وإلجامهم وان من تكلم منهم بكلمة تخالف احزاب اللقاء المشترك فكأنه هدم الكعبة حجراً حجرا. وحول ما اذا كان يفهم من كلام الاستاذ الآنسي ان ثمة توجهاً ايديولوجياً في خطاب الاصلاح يتبناه الجناح الليبرالي داخل الحزب وماهي الطريق التي سيصل إليها الإصلاح في اطار هذا التوجه اوضح الشيخ المهدي قائلاً: ان الامة لا تزال بخير ما اتبعت علماءها فإذا تصدر القيادة فيها ما يطلق عليه الجناح الليبرالي وقادها السياسيون الذين ليسوا على علم عميق بالشريعة الاسلامية فإن المستقبل لا يبشر بخير، وان اي جماعة سواء كانت جماعة الاخوان ممثلة بحزب الاصلاح أو غيرها مالم يقدها العلماء فانها مع طول الزمن تؤول إلى الضعف ثم في الاخير- ان لم يتداركها الله إلى الانتكاسة، وهذا للأسف مايلاحظ على جماعة الاخوان المسلمين عالمياً، فلو نظرنا يوم اسسها الامام حسن البنا رحمه الله إلى اليوم لوجدنا انه بسبب قلة العلماء أو عدم التسليم لفتاوى العلماء وتولي مجموعة من السياسيين قيادة الجماعة صار فيها الضعف العلمي والخلط العقائدي والخصومات التي لاتليق وصار العدو من الاحزاب التي كانت تكفرهم ويكفرونها وتختلف معهم وتعاديهم واسست لمواجهتهم -صاروا اصدقاء، وكان واجباً عليها بدلاً من ذلك ان تبدأ بالنظر والتعاون مع من هم اقرب إليها من العلماء والدعاة، واوصيها ان تعطي العلماء داخل الصف الاخواني أو صف الاصلاح وان تعطيهم الصدارة والكلمة الاولى والاخيرة ليقودوها إلى ساحل السلامة بدلاً من ان تجعلهم فقط-احياناً- ادوات تستدرج بعضهم في فتاوى، مدللاً على كلامه بقوله : خذ على سبيل المثال هذا الترديد لكلمة التكفيري أو الخلط التكفيري فقد اتصل بي الاخ عباس النهاري يعاتبني بأنني اشرت إليه بأنه كان له كلمة، ومن خلال الحوار تبين لي بأن بعض الكلام مطروح من الصحفيين وانه قد لا يقوله العالم، ايضاً البيان الذي اصدره الاخوة في الاصلاح متضمناً تزكيات عدد من العلماء للاخ فيصل بن شملان، وهذا ليس حلا للقضية.. كل ما في الامر انهم يقولون ان ابن شملان رجل نزيه والذي ينكر نزاهته عليه الاثبات، ونحن نقول المشكلة ليست هنا لاننا نتكلم عن صفات القائد والله يقول كما في قصة صاحب مدين مع موسى عليه السلام «إن خير من استأجرت القوي الأمين»، فالحكم بحاجة إلى القوة إلى جانب الامانة ان وجدت، والامة بحاجة إلى القائد القوي حتى لو كان عنده معصية، فمعصيته على نفسه وقوته للامة، اما الرجل الامين الضعيف فامانته لنفسه، واذا حصلت نكبة بسبب ضعفه فهي على الامة وكل ما في الامر ان يصلح مثل هذا امين صندوق يمسك الفلوس حتى لا تطير، لكن ان يقود امة فهو بحاجة إلى صفات اخرى والتزكية هذه التي رأيناها لا تؤدي الغرض الذي يتحدث الناس عنه في صفات القائد الذي يقود الامة. واتمنى على الاخ عبدالوهاب الآنسي وغيره من السياسيين ان يعطوا العلماء فرصة حتى تكون الجماعة محل احترام وتقدير العامة، لأن العامة يثقون بالعلماء ولا يثقون بالسياسييين.