أكد مصدر عسكري من المجلس العسكري بتعز ل«الشرق الأوسط»٬ أن قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية تواصل عملياتها العسكرية في المحافظة٬ ومنطقة ذباب الاستراتيجية التابعة لمنطقة المخا الساحلية التي تمتد إلى مضيق باب المندب. يأتي ذلك بعد أيام من تقدم ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح إلى المنطقة في محاولة منها لاستعادة معسكر العمري ووقوع اشتباكات عنيفة مع المقاومة والجيش وقوات التحالف٬ سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات الانقلابية. وتقدمت القوات المشتركة في مواقع كثيرة واسترجعت مواقع كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وفي غضون ذلك٬ واصلت ميليشيات الحوثي وصالح مجازها أمس٬ وأطلقت العشرات من صواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون والهاوز على الأحياء السكنية٬ حيث سقط فيها العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح. وامتد القصف الحوثي إلى مستشفى الثورة الذي طاله أكثر من 13 قذيفة استهدفوا بها هيئة المستشفى٬ وقذائف أخرى سقطت في محيطه بما في ذلك قسم العناية المركزة وأصاب المرضى بالرعب. وناشدت هيئة مستشفى الثورة بتعز المنظمات الحقوقية والإنسانية العمل على وقف استهداف المستشفى من قبل ميليشيات الحوثي وصالح٬ في حين كرر الأهالي بتعز ومستشفياتها بالتبرع بالدم والأكسجين وفك الحصار عنهم وإنقاذهم. وأكدت هيئة مستشفى الثورة بتعز في بلاغ صحافي٬ حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه٬ أن «ميليشيات الحوثي وصالح لا تزال مستمرة في قصفها لمستشفى الثورة بتعز بمختلف أنواع الأسلحة٬ وإلى أن الهيئة تحتاج إلى المحاليل والمستلزمات الخاصة بمركز الغسيل الكلوي بسبب نفادها. وقالت هيئة المستشفى قد يتوقف المركز عن تقديم خدماته للمرضى المصابين بالفشل الكلوي بسبب استهدافه من قبل الانقلابيين٬ مع الإحاطة بأن عدد الحالات المسجلة في المركز والمجدولة بلغ 300 حالة٬ حيث يستقبل المركز يوميا من 88 80 حالة غسيل يوميا. وأشار المستشفى إلى أن بعض المواد الخاصة بالغسيل الكلوي والواصلة من فاعل خير لا تزال محتجزة في إحدى النقاط في حبيل سلمان. ويحتاج مركز الطوارئ الجراحي لبعض الأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة٬ واللازمة للعمل الجراحي في المركز إضافة إلى عدم وجود مادة الأكسجين في السوق٬ أو لطوارئ الجراحي لبعض الأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة٬ واللازمة للعمل الجراحي في المركز إضافة إلى عدم وجود مادة الأكسجين في السوق٬ أووجودها بكميات قليلة جدا٬ وبأسعار مرتفعة٬ مما يعني توقف خدمات العناية المركزة٬ وخدمات وحدة الأفاقة٬ وخدمات الإنقاذ والإسعاف لبعض الحالات وعلى صعيد ميداني٬ قال مصدر من المقاومة الشعبية ل«الشرق الأوسط»٬ إن «اشتباكات عنيفة اندلعت٬ أمس٬ بين القوات المشتركة وميليشيات التمرد٬ فيالجبهة الشرقية من المدينة خاصة في مناطق الجحملية وكلابة ومحيط معسكر قوات الأمن الخاصة ومحيط القصر الجهوري وجوار مستشفى الحمد. وحشدت الميليشيات قوة خلف المستشفى من أجل اقتحام حي الزهراء ومن قم جبل الشماسي٬ وكذا في الجهة الغربية للمدينة بما فيها الدحي والمرور٬ وإنه تم السيطرة على مواقع جديدة كانت تحت سيطرة الميليشيات المتمردة٬ كما تم تكبيد الميليشيات الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد». واعتبر عهد الرفيد٬ رئيس منظمة البيئة والتنمية٬ أن «معاناة أبناء تعز مستمرة بسبب الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثيين وصالح على المدينة٬ حيث تمنع دخول المواد الغذائية والمواد الطبية والمشتقات النفطية غالى المدينة وكل مستلزمات العيش٬ بالإضافة إلى القصف الهمجي والعشوائي على الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة٬ حيث تتساقط القذائف على الأحياء السكنية والأسواق وعدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح معظمهم من الأطفال والنساء». وأضاف الرفيد ل«الشرق الأوسط» أن الميليشيات «تتعامل مع هذه المدينة المكتظة بالسكان بكل همجيه ووحشية ولا يتم التفريق بين طفل أو امرأة أو عجوز٬ وقد سقطت إحدى القذائف على سيارة لأسرة صغيرة وهم في الطريق في أحد الأحياء السكنية وقتل الأب وابنه وطفلته التي لم يتبَق منها سوى أطراف أقدامها٬ بينما ما زالت الأم في العناية المركزة وحالتها حرجة. ورغم المعاناة وضعف الإمكانات الطبية ونقصها داخل المدينة٬ قال عهد الرفيد إن «الحوثيين وقوات عفاش تواصل حصارها للمدينة وأغلقت جميع المنافذ والمعابر٬ عدا منفذ واحد من طريق غرب المدينة عن طريق وادي الدحي الحبيل بئر باشا وفيها الكثير من نقاط التفتيش التي يتم أيضا منع دخول أي مواد غذائية». وأضاف: «يستخدم الحوثيون وقوات عفاش (صالح) أساليب مهينة في حق المواطنين ولا يتم التفريق بين الأطفال والنساء وكبار السن٬ ويقومون بتفتيش أجهزة الهاتف٬ حيث يبحثون فيها عن وجود صور أو مقاطع فيديو للمقاومة أو ويتم اعتقال من يجدون معه من هذه الصور أو الفيديوهات». من جهة ثانية٬ شن طيران التحالف العربي٬ بقيادة السعودية٬ سلسلة غارات جوية على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة الميليشيات في وسط تعز ومحيطها٬ حيث تركز القصف على مطار تعز الدولي شرق مدينة تعز٬ وعدد من المواقع في مديرية المخا الساحلية وغارات على معسكر 22 حرس بالجند شرق المدينة.