طغت الاستقطاعات المالية الكبيرة التي يمارسها الحوثيون، على كل القطاعات التنموية في اليمن حتى وصلت إلى المرتبات البسيطة للموظفين الحكوميين، بعد أن اشتد الخناق المالي على الجماعة إثر توقف أغلب مصادر إدرار الدخل الحكومية. وفي محافظة المحويت (غرب)، اشتكى معلمون يمنيون من استقطاعات إجبارية من مرتباتهم، ينفذها مكتب التربية، والتعليم بالمحافظة الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي. وقال أحد المدرسين بالمحافظة، إن مرتبات العاملين في الحقل التربوي تعرضت لخصميات متكررة، تُستقطع إجبارياً من مرتباتهم منذ العام الماضي، دون أي مسوغ قانوني، أو علم التربويين، والتربويات في المحافظة، وتحت مبررات مختلفة، حيث تذهب هذه المبالغ لجهات، أو أشخاص كُثر، مشيراً إلى أن الحوثيين استقطعوا أموالاً من مرتباتهم بالقوة لصالح ما يسمونه ب "المجهود الحربي" الذي يذهب لدعم حرب الجماعة، وحليفهم صالح في عدد من المناطق اليمنية. وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن المحافظة، ومكتب التربية تجاهلا شكاوى التربويين التي عبّروا فيها عن رفضهم لهذه الممارسات، واصفاً هذه الاستقطاعات ب "السرقة"، كون أصحاب المال لم يوافقوا لأي جهة كانت بالاستقطاعات. وعلّل المصدر ل"العربي الجديد"، أسباب رفضهم، لقيام مكتب التربية، والمالية، بالمحافظة باستقطاع مبالغ من مرتباتهم، بأن "الأوضاع المعيشية التي يواجهها المعلم هذه الأيام صعبة"، وأن أي استقطاع ينعكس على أسر المعلمين سلباً، وإن كان البعض يعتبرون المبالغ قليلة، مضيفاً بأن كثيراً من المدرسين "لا يقبلون التبرع للحوثيين، ولا يؤيدون الحرب التي يخوضها الحوثيون لقتال إخوانهم اليمنيين في بقية المحافظات حتى يتم التبرع لها". وأوضح المصدر بأن جماعة الحوثي، تمارس الإرهاب ضد كل من يعترض على استقطاع أي مال لصالح المجهود الحربي، أو المناسبات الدينية الحوثية، حيث يتهمون كل من يرفض ذلك بأنه مناصر لما يسمونه بالعدوان السعودي على اليمن. وكان فرع نقابة المهن التعليمية، بمدينة محافظة المحويت، قد أصدر بياناً، الإثنين الماضي، استنكر فيه الاستقطاعات التي تمت من مرتبات التربويين الخاصة بشهر ديسمبر/ كانون الأول، "تحت مسمى مساعدات، وتبرعات لأشخاص، وغيرها من المبررات غير القانونية أو الشرعية". وأكد البيان الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، بأن مكتب التربية استقطع من مرتب كل موظف مبلع 1,100 ريال يمني (5 دولارات أمريكية) دون موافقة الموظفين، وهذا ما سبب حالة سخط، ورفض واسعة، لاسيما وأنه سبق وأن رفضت الاستقطاعات التي تمت خلال الأشهر الماضية. وأوضح البيان، أن فرع نقابة التربويين بمحافظة المحويت، يرفض رفضاً تاماً هذه الاستقطاعات واصفا إياها ب "المؤامرة". إلى ذلك، طالب وكيل محافظة المحويت، حمود حمود شملان، مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، بالتوضيح، والإفادة، حول شكاوى تلقاها من التربويين بالمحافظة ضد الاستقطاعات، والخصميات الإجبارية المتكررة التي تتعرض لها مرتباتهم الشهرية. وقال شملان في المذكرة التي حملت رقم 208 وتاريخ 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري والتي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، بأن النيابة العامة بالمحافظة تلقت العديد من الشكاوى المقدمة من قبل معلمين، وتربويين، تفيد أنه تم استقطاع مبلغ (1,100) ريال يمني، من مرتب كل موظف في وزارة التربية، والتعليم بالمحافظة عن شهر ديسمبر/كانون الأول. وأكد وكيل المحافظة، أن هذه الاستقطاعات غير القانونية، تمت رغم أن النيابة العامة وجهت، من خلال مذكرة حرّرت برقم 58 صدرت في 24 فبراير/شباط، "بعدم استقطاع أي مبلغ من الموظفين دون مسمى قانوني". الجدير بالذكر أن جماعة الحوثي، تعمل على استقطاع مبالغ مالية من مرتبات الموظفين الحكوميين، في المحافظات الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من عام، بهدف تغطية تكاليف الاحتفالات، والمناسبات الدينية بالإضافة إلى دعم ما يُسمّى ب "المجهود الحربي".
