التقى فضل محمد الجعدي محافظ الضالع٬ جنوب البلاد٬ في مكتبه أول من أمس٬ فريقا من مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الزائر للمحافظة الجنوبية التي طالها خراب ودمار هائلان في بنيتها الأساسية خلال الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع على المحافظة نهاية مارس (آذار) وحتى 25 مايو (أيار) الماضي٬ حين نجحت قوات التحالف ورجال المقاومة الجنوبية في تحرير أول مدينة جنوبية من الميليشيات المسلحة. ورحب المحافظ الجعدي برئيسية الفريق ولاء الطويل وأعضاء الفريق الذين قدموا إلى الضالع للاطلاع عن كثب على الحالة الإنسانية التي تعيشها الضالع بمختلف جوانبها٬ خصوصا الأمنية والحقوقية والمعيشية والصحية التي شهدت تراجعا كبيرا نتيجة الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. وقدم المحافظ الجعدي شرحا مفصلا عن الحالة الإنسانية والاحتياجات العاجلة للمحافظة٬ بدءا بالعملية الأمنية وأهمية دعمها لمواصلة استتباب الأمن في أولى المحافظات المحررة وما يقتضيه العمل الأمني من دعم حكومي ومجتمعي وشعبي٬ خصوصا في المرحلة الراهنة. وقال المحافظ الجعدي ل«الشرق الأوسط» إن الضالع تعرضت لتدمير ممنهج من الميليشيات شمل مختلف مناحي الحياة٬ الأمر الذي يحتم على الجهات المسؤولة والمنظمات الداعمة إعادة النظر في دعمها للضالع التي تفتقر إلى الدعم الحقيقي إلى الآن رغم مضي أكثر من سبعة أشهر على تحريرها. وأضاف أن المحافظة بحاجة ماسة إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب في البنى التحتية مثل المنشآت الحكومية وكذا الأهلية المتمثلة في مساكن المواطنين وممتلكاتهم٬ وكذا المدارس والمستشفيات وإعادة التيار الكهربائي وإصلاح شبكة المياه ومد المحافظة بالمستلزمات الصحية والطبية من أودية وأجهزة طبية. وأكد ضرورة معالجة ملف شهداء وجرحى الحرب٬ بالإضافة إلى استكمال إدماج أفراد المقاومة ضمن قوات الجيش والأمن الوطني بحسب القرار الرئاسي وإعادة فتح فرع البنك المركزي اليمني وإعادة تأهيل السجن المركزي لأهميته في تطبيع الوضع الأمني والنظر في موازنة المحافظة الموقوفة منذ شهر مارس من العامالماضي٬ فضلا عن احتياجات أخرى ذات صلة. من جانبها عبرت ولاء الطويل عن شكرها لمحافظ الضالع نظير جهوده في استقبال الفريق وتسهيل مهامه ومده بالمعلومات والإحصائيات التي تهمه٬ متمنية أن تنال محافظة الضالع الاهتمام الذي تستحقه تقديرا لوضعها الإنساني الصعب الذي تعيشه. من جهة ثانية٬ قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن جماعة الحوثي المسلحة تحتجز «عشرات» الأشخاص بشكل تعسفي في صنعاء٬ منذ سيطرتهم على العاصمة قبل أكثر من 15 شهرا. وأكدت المنظمة الحقوقية في أحدث تقرير لها٬ الأحد٬ أن «السلطات الحوثية في اليمن اعتقلت تعسفيا وأخفت قسرا عشرات الأشخاص في العاصمة اليمنية»٬ وأنها وثقت «الاحتجاز التعسفي أو المسيء لما لا يقل عن 35 شخصا على يد الحوثيين في الفترة من أغسطس (آب) 2014 حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2015». وأوضح التقرير أن 27 من هؤلاء «ما زالوا رهن الاحتجاز». ونقل البيان عن نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة «جو ستورك»٬ أن هذه الاعتقالات أدت إلى «خوف ملموس في العاصمة». وأضاف أن «السياسيين والنشطاء والمحامين والصحافيين يقولون لنا إنه لم يسبق أن كانوا خائفين مثلما هم الآن». على صعيد آخر سلم الهلال الأحمر الإماراتي مركز الأطراف الصناعية في مدينة عدن أدوات وأجهزة طبية خاصة تساهم في التحسين من أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال عبد الله القيسي رئيس مركز الاحتياجات الخاصة في تصريح مقتضب لوسائل الإعلام عقب التسليم: «إن الدعم الإماراتي الكبير في مجال الصحة أسهم بشكل واضح في تحسين الوضع الصحي٬ بما في ذلك الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة». وقال القيسي إن المركز استقبل أكثر من 120 حالة من ذوي الإعاقة جراء الحرب٬ ويعمل المركز بدعم من قبل دولة الإمارات على صناعة أطراف خاصة لمساعدتهم على المشي مرة أخرى. وكان الهلال الأحمر قام بإعادة تأهيل المركز وافتتاحه خلال الفترة الماضية٬ وساهم الدعم الإماراتي الكامل في إعادة افتتاح المركز وتشغيله لتقديم المساعدات لذوي الاحتياجات الخاصة. وكان مسؤول في هيئة الهلال الإماراتي قال في وقت سابق ل«الشرق الأوسط» إن الهيئة شرعت بإعادة تأهيل جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة وبكلفة قدرها 700 ألف درهم٬ ويتضمن المشروع صيانة الجمعية٬ وتجهيزها بالأثاث والمعدات التعليمية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة٬ إضافة إلى إعادة تأهيل معهد النور للمكفوفين بعدن بتكلفة تصل إلى 600 ألف درهم.