قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد٬ المبعوث الأممي لدى اليمن ل«الشرق الأوسط»٬ إن الجولة الماضية من المباحثات بين وفد الشرعية اليمنية مع الانقلابيين من ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع على عبد الله صالح في «جنيف٬«2 تسرعنا فيها٬ ونتج عنها بعض الأخطاء٬ ولا نريد أن نتسرع في الجولة المقبلة التي لم يتحدد موعدها بعد٬ ولا بد أن تكون جولة مغايرة عما كانت عليها في السابق. وأشار إلى أنه يريد التحضير لجدول أعمال للجولة الجديد٬ لعدد من الأمور أبرزها إيقاف الاستفزاز على الحدود السعودية٬ وكذلك التحريض الإعلامي. وأوضح المبعوث الأممي ولد الشيخ٬ خلال وصوله مطار الملك خالد بالرياض في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس٬ وكان برفقته المواطنان السعوديان بعد تحريرهما برعاية أممية٬ أن الأممالمتحدة٬ ترى بأن الموعد المشاورات للجولة الجديدة بين طرفي الشرعية اليمنية٬ والانقلابيين٬ لا بد أن يكون خلال الأيام المقبلة٬ مع ضمان عدم التسرع٬ وارتكاب الأخطاء التي كانت في الجولة الماضية٬ دون أن يحدد ماهية الأخطاء٬ أو المتسبب فيها. وأضاف: «لا نريد أن نتسرع في الجولة المقبلة.. قد تسرعنا في الجولة الماضية مما أدى إلى بعض الأخطاء٬ ونريد أن نحضر لجولة جديدة بطريقة مغايرة». وكان وفد الانقلابيين٬ الذي يتضمن قيادات من الميليشيات الحوثية٬ والموالين للرئيس المخلوع٬ انسحبوا في اليوم الرابع من بدء المشاورات «جنيف٬«2 بعد عدم تجاوبهم في إطلاق سراح المعتقلين٬ والانسحاب من المدن٬ قبل انطلاق «جنيف٬«2 في إطار بناء الثقة بين الطرفين٬ لإنهاء الاقتتال الدائر في اليمن٬ بين الشرعية والمتمردين. ولفت المبعوث الأممي أنه يرغب قبل الدخول في جولة جديدة من التشاورات التحضير لوقف إطلاق النار٬ والعمل على تنفيذ قضايا بناء الثقة٬ والتي من بينها إيقاف إطلاق النار٬ وتحرير المختطفين٬ وإيقاف الاستفزاز على الحدود السعودية٬ مع إيقاف التحريض الإعلامي. وأشار المبعوث الأممي لدى اليمن إلى أنه تسلم وعوًدا من الحوثيين٬ بإطلاق سراح اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع اليمني٬ وناصر هادي شقيق الرئيس اليمني٬ والعميد فيصل رجب٬ وأعطي أدلة قاطعة شخصًيا صباح أول من أمس٬ تؤكد أنهم لا يزالون على قيد الحياة٬ وبصحة جيدة٬ مؤكًدا أنه لم يتلَق تأكيدات في ما يتعلق بمحمد قحطان٬ القيادي في حزب الإصلاح٬ وقال: «سألت إذا ما كان قحطان ذلك يعتبر أنه توفي٬ فأخبره المختطفون بأن المعلومات غير موجودة والاتصالات صعبة٬ وسيزودون الأممالمتحدة بمعلومات في المستقبل حال توفرها». وبدا المبعوث الأممي لدى اليمن٬ متفائل حيال نجاح مساعيه هذه المرة٬ مشدًدا على أنه لا يمكن إيقاف إطلاق النار وهناك استفزاز على الحدود السعودية وتهديد لحدود المملكة. وركز ولد الشيخ أحمد على ضرورة البدء في خطوات بناء الثقة٬ ومن تلك الخطوات تحرير المختطفين وكل ما يتعلق بالسجناء لأن قضيتهم في الأساس إنسانية. وأكد المبعوث الأممي٬ أن هناك عمليات تحرير ستتم قريًبا لقيادات في الشرعية اليمنية٬ كما تطرق ولد الشيخ إلى الحصار المفروض على تعز٬ كاشًفا عن وصول فريق من الأممالمتحدة لزيارة محافظة تعز٬ مبيًنا أن المنسق الإنساني سيدون كل الملاحظات وسيرسله له حول الوضع الحقيقي لوصول المساعدات إلى المحافظة المحاصرة. وّبين المبعوث الأممي لدى اليمن٬ أنه لا يمكن حصر أعداد المختطفين٬ لافًتا إلى أن هناك طلبات من بعض الدول لديها رعايا مختطفون٬ مؤكًدا أن هناك آلاف اليمنيين المختطفين. وحول عمليات إطلاق سراح المعلمين السعوديين اللذين كانا مختطفين قال إن تلك العملية تم التحضير لها خلال خمس أشهر ماضية٬ مع متابعة مستمر من قبل السفير السعودي لدى اليمن٬ والسفارات الداعمة للمملكة. وأكد المبعوث الأممي أن حال وصوله إلى صنعاء كان أهم نقطة طرحها تحرير المختطفين٬ خاصة أولئك الذين لا علاقة لهم بالسياسة ويؤدون رسالة نبيلة٬ مشدًدا على أن ذلك خطوة في اتجاه بناء الثقة وتعزيز لإيجابية المشاورات المقبلة.