يبدو أن المشهد العام للجيش الوطني٬ في عملية تحرير العاصمة اليمنية «صنعاء» اكتمل مع وصول تعزيزات عسكرية لجميع الجبهات وتحديدا جبهة صنعاء٬ التي شهدت تفوقا عسكريا للقوة الوطنية٬ مع دعم جوي من طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية بضرب الأهداف الرئيسية لميليشيا الحوثيين وحليفهم الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح. وفي حين لم تفصح مصادر عسكرية تحدثت مع «الشرق الأوسط» عن توقيت عملية الهجوم وتحرير المدينة من قبضة الميليشيا٬ إلا أن كل المعطيات تشير إلى أنها أصبحت وشيكة في ظل التراجع العسكري للميليشيا والفرار الجماعي لأفرادها٬ وهو ما أكدته مصادر عسكرية بقولها٬ إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يواصلان التقدم على جميع المحاور والجبهات التي تشهد معارك عنيفة٬ وأجبرت ميليشيا الحوثيين وحليفهم الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح على التراجع في كثير من المراكز. وبحسب الخطة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» لعملية تحرير صنعاء٬ أن الجيش سيعتمد على ثلاثة محاور رئيسية في اقتحام المدنية٬ ترتكز على عنصر المفاجأة٬ والتي سبقها قطع طرق الإمدادات التي تغذي العاصمة بالعتاد والسلاح٬ وأعطت الميليشيا قوة عسكرية في وقت سابق مكنتها من الصمود٬ إضافة إلى ضرب المستودعات الرئيسية للأسلحة الواقعة في صنعاء وصعدة٬ مع تحرك المقاومة الشعبية في الداخل مع انطلاق الإشارة بتنفيذ الأعمال العسكرية ضد الميليشيا. في المقابل٬ أكد خبراء عسكريون٬ قدرة المقاومة الشعبية في تعز المدعومة بقدرات عسكرية٬ للتحول من عملية الدفاع إلى الهجوم٬ وإمكانية المقاومة الداخلية أن تقوم بأعمال عسكرية نظامية مدعومة بالجيش الوطني٬ الذي بدأ عملية الزحف نحو تعز٬ وهو يؤكد ما ذهب إليه عسكريون عن قرب عملية تحرير المدينة التي عاشت أكثر من 9 أشهر تحت حصار الحوثيين. وقال اللواء ركن دكتور٬ ناصر الطاهري٬ نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية ل«الشرق الأوسط» إن الجيش وعلى جميع الجبهات يسير وفق ما وضع له من خطط حربية للتقدم وتحرير المدن والمديريات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين وحليفهم علي صالح٬ لافًتا أن المعارك ما زالت مستمرة في جبهات رئيسية وهي تدخل ضمن ما يعرف ب«الكر والفر»٬ وأن الجيش يحقق انتصارات متتالية وثابتة. ولم يفصح اللواء الطاهري٬ عن موعد الحسم في العمليات العسكرية لصنعاء٬ إلا أنه أكد أن عملية التحرير قريبة وهناك ترتيبات عسكرية يقوم بها الجيش بالتنسيق مع قوات التحالف٬ ولا ينقص عملية التحرير للمدينة سوى التوجيهات العليا٬ موضحا أن ما يخوضه الجيش في المرحلة الحالية هي عملية تطهير من بعض الجيوب في المواقع التي تقدم فيها الجيش٬ ووجود هذه الجيوب في بعض الجبهات لا يعني عدم تقدم الجيش في جبهات أخرى٬ إلا أن هذا التقدم يكون مقنًنا ووفًقا للخطط العسكرية٬ التي تعتمد على التحرير والتمشيط ومن ثم التقدم. وأكد اللواء الطاهري٬ أن الجيش يعيش أفضل حالاته الميدانية٬ ويحكم سيطرته بدعم من طيران التحالف على مراكز القوة للميليشيا٬ ومراكز الدعم التي تصل إلى صنعاء من خلال وقف وصول أي إمدادات عسكرية سواء كانت من الداخل أو الخارج للميليشيا وتجفيف منابع التهريب٬ موضًحا أن التقدم العسكري أوضح الكثير من الجوانب العسكرية التي كانت تنتهجها الميليشيا في عملياتها العسكرية٬ وهم الآن لا يمتلكون المخزون الكبير الذي يساعدهم في إطالة أمد الحرب٬ وهم «أي الميليشيا والحرس الجمهوري» في آخر اللحظات العسكرية ولا يمكنهم مع تضييق الخناق الذهاب بعيدا في المواجهات المباشرة٬ خاصة وأن كثيرا من المواقع خرجت عن سيطرتهم. هذا الحصار٬ وتقهقر الميليشيا على جميع الجبهات٬ زاد من حدة الأعمال الإرهابية التي تفرضها على المواطنين في المدن والمديريات التي تقع تحت نفوذها٬ ومنها ما أصاب سكان مدينة الحديدة في إقليم تهامة من تعذيب وسجن وقتل بطريقة عشوائية٬ الأمر الذي دفع المنظمات الحقوقية الأهلية في الإقليم٬ إلى تسجيل هذه الوقائع وإدراج أكثر من 250 اسم لمواطنين احتجزتهم الميليشيا خارج نطاق القانون٬ ولا يعرف لهم مصيًرا٬ كما ناشد حقوقيون بضرورة تدخل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لوقف التجاوزات التي تمارس بحق المدنيين.