وصلت أمس الخميس إلى محافظة أبين شرق عدن٬ جثامين 29 عنصرا من عناصر تنظيم «القاعدة» الذين لقوا مصرعهم في غارة أميركية استهدفت معسكر تدريب لهذه العناصر في مديرية حجر غرب مدينة المكلا مساء الثلاثاء. وقال مصادر محلية ل«الشرق الأوسط» إن هذه الجثامين لل29 قتيلا غالبيتها كانت متفحمة بحيث لم يتم التعرف عليها من ذوي الضحايا٬ مبينة أن 19 منها وصلت إلى مدينة زنجبار مركز محافظة أبين وكذا مدينة جعار المحاذية٬ فيما ال10 جثامين الأخرى وصلت إلى المنطقة الوسطى. وأشارت إلى أن حصيلة الضربة الجوية قد تجاوز ال80 قتيلا٬ فيما عدد الجرحى يفوق مائتي جريح. وكانت مصادر طبية في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت٬ شرق اليمن قالت في وقت سابق ل«الشرق الأوسط» إن مستشفى ابن سيناء استقبل نحو 48 قتيلا و40 جريحا من عناصر تنظيم «القاعدة»٬ إثر غارة نفذتها طائرة أميركية دون طيار مساء الثلاثاء. وأضافت أن عدد القتلى قابل للارتفاع في ظل وجود حالات إصابتها خطرة٬ مشيرة إلى غارة الطيران استهدفت مركًزا عسكرًيا سابًقا كان يسيطر عليه تنظيم «القاعدة» وهو يبعد 75 كيلومتًرا شرق مدينة المكلا الذي يعد معقلاً للتنظيم الإرهابي منذ السيطرة على المدينة الساحلية مطلع أبريل (نيسان) من العام المنصرم. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيتر كوك عن «شن الجيش الأميركي ضربة جوية الثلاثاء على معسكر تدريب لتنظيم (القاعدة) في اليمن٬ مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى». وأضاف كوك أن «معسكر التدريب الذي تم استهدافه يقع في منطقة جبلية باليمن»٬ مشيًرا إلى أنه كان يتردد عليه أكثر من 70 إرهابًيا ينتمون إلى تنظيم (القاعدة) في جزيرة العرب». وأكد البنتاغون أن «الهجوم وجه ضربة لقدرة تنظيم (القاعدة) في جزيرة العرب على استخدام اليمن كقاعدة لشن هجمات تهدد الأميركيين٬ وذلك يوضح التزامنا بهزيمة (القاعدة) وحرمانها من ملاذ آمن». إلى ذلك٬ قالت قيادة محافظة عدن إن لديها خطة شاملة وضعتها قيادة العاصمة عدن ممثلة بالمحافظ اللواء عيدروس الزبيدي٬ والرامية للنهوض بمدينة عدن في مختلف المجالات لتستعيد مكانتها المستحقة كمدينة متقدمة يسودها الأمن والرخاء والحياة المدنية. وأضافت في بلاغ وزعه المركز الإعلامي الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه٬ أن الأيام القادمة ستشهد تدشينا لخطة شاملة للانتعاش والإصلاح الإداري في المؤسسات والهيئات وأجهزة الدولة في العاصمة عدن وفق معايير وآليات علمية وعملية تم إعدادها من قبل نخبة من المتخصصين في مختلف المجالات من ذوي الكفاءة والخبرة٬ في ضوء دراسة علمية معمقة وبعد تقييم علمي ومهني لمستوى أداء تلك الأجهزة والمؤسسات والأوضاع التي تعيشها ماليا وإدارياوتنظيميا. وأشارت إلى أن هذه الخطة تأتي متزامنة مع تدشين المرحلة الثانية من الخطة الأمنية٬ منوهة إلى أن اللجنة المتخصصة عقدت لقاءين برئاسة المحافظ وأقرت خطة الإنعاش والإصلاح لأجهزة الدولة خلال الأيام القادمة. وأوضحت أن تدشين خطة الإنعاش والنهوض الاقتصادي والاستثماري في مدينة عدن يأتي ضمن جهود حثيثة ومستمرة تهدف إلى تطوير عدن ونفض غبار الإقصاء والتهميش والتدمير الممنهج الذي طال هذه العاصمة المدنية طوال عقدين من الاحتلال. وأكدت أن الهدف من خطة الإنعاش استعادة مدينة عدن لموقعها الريادي تنمويا واستثماريا وتجاريا واقتصاديا ومدنيا٬ لافتة إلى أن تحقيق هذه الأشياء يستدعي تخطيطا علميا وسليما وإدارة حديثة مواكبة للعصر.