– صنعاء : دعا الزميل سامي غالب رئيس تحرير صيحفة "النداء" نقابة الصحفيين إلى أداء واجبها في التصدي للتحريض الذي يستهدف الصحافة المستقلة، وتدارك التداعيات المترتبة على بيان النقابة الصادر يوم الجمعة الماضية والذي أظهر النقابة في هيئة المحرض على الصحافة اليمنية من خلال اعتماد لغة حماسية تتوسل الدفاع عن الوحدة وتضمين البيان اتهامات مجهلة ومعممة بحق صحف ومواقع إخبارية. وطالب رئيس تحرير صحيفة النداء في بلاغ – تلقى " التغيير " نسخة منه - " بوقف إجراءاتها الاستثنائية بحق صحيفته وغيرها من الصحف المستقلة ، مبديا أمله في أن يبادر الزميل ياسين المسعودي نقيب الصحفيين وزملاؤه في مجلس النقابة إلى إدانة ما ورد من اتهامات خطيرة في تصريح وزير الإعلام باعتبار أن هذه الاتهامات تطعن في أعضاء النقابة جميعا. وأبدى الزميل سامي غالب أسفه من تورط وزير الإعلام في التحريض ضد صحيفة النداء وذلك في سياق محاولة الوزير تسويغ الإجراءات المخالفة لقانون الصحافة والمطبوعات ومنها مصادرة نسخ العدد الصادر الأربعاء قبل الماضي الموافق 29 إبريل 2009 من الأكشاك والمكتبات في العاصمة صنعاء. صحيفة النداء من جهتها أكدت أن الاتهامات التي أوردها الوزير ليس لها أي أساس، فقد تجنبت النداء على الدوام نشر أي مواد تنطوي على تمييز بين اليمنيين على أساس الجنس أو اللون أو الدين أو المذهب أو المنطقة. وبخصوص ثقافة الكراهية، فإن افتتاحيات الصحيفة وتقاريرها ومقالات كتابها الناقدة لبعض محتويات الخطاب الإعلامي للعديد من الفاعلين السياسيين في اليمن ومنهم بعض الناشطين في الحراك الجنوبي، التي تنطوي على أي نوع من التمييز بين المواطنين تدحض مزاعم الوزير. واستغربت النداء إشارة الوزير إلى العدد 190 من النداء كدليل على اتهاماته الجزافية على الرغم من أن المقال الافتتاحي لهذا العدد انصرف كلية إلى انتقاد تورط بعض المنابر المحسوبة على حركة الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية والشرقية في التحريض على اليمنيين من أبناء المحافظات الشمالية. والأكثر مدعاة للاستغراب والاندهاش أن الوزير أشار دون تفصيل إلى محتويات العدد 187 من النداء وأكثر من ثلث مساحة هذا العدد مكرس للاحتفاء بالمؤرخ الحضرمي اليمني الراحل محمد عبد القادر بافقيه، إذ نشرت الصحيفة ملفا شاملا عن هذا المؤرخ العلم. واعتبرت "النداء " الاتهامات التي أوردها الوزير خارجة من ملفات محاكم التفتيش سيئة الصيت. فالوزير كما يظهر من تصريحه لا يقرأ الصحف بل ما في قلوب أصحابها، وهذا مدعاة للقلق على مستقبل حرية الصحافة في اليمن. مؤكدة أنها لا تجد تفسيرا لاحتشاد وزير الإعلام ضد ها، مشيرة إلى إن المسؤولية المهنية والأخلاقية و(إن شاء الوزير) الوطنية هي الدافع الأول لاهتمام النداء بالقضية الجنوبية، ومن هديها وحدها ترتسم حدود التغطية الخبرية لأبعادها وتمثلاتها على الواقع في الجنوب والشمال معا. والقول الفصل في نجاعة هذا الاهتمام هو للقراء والباحثين، والحكم على التزام الصحيفة بروح الدستور ونصوص القانون من عدمه هو اختصاص حصري للقضاء. وإطلاق عبارات التخوين والتحقير للصحفيين كالقول بأنهم انفصاليون ومثيرو فتن ودعاة شقاق، هو، حقا، ما يثير الكراهية ويعمم الإقصاء إلى بقاع وفئات يمنية جديدة. وفيما اعتذرت النداء لقرائها عن احتجابها القسري أكدت بأن الإجراءات التي اتخذت في حقها تتوسل عبثا، الإضرار بسمعتها المهنية واستقلاليتها، وتقويض رصيد الاحترام الكبير الذي راكمته منذ صدور عددها الأول في 13 أكتوبر 2004، موضحه أن العدوان الحقيقي يكمن في ما ورد من اتهامات وافتراءات في تصريح الوزير، خصوصا في الظروف الراهنة المشحونة بالتوتر واستغراق وسائل الإعلام الخاضعة للحكومة وحزب المؤتمر الشعبي في الترويج لمنظمات غير مرخصة تزعم الدفاع عن الوحدة اليمنية.