مثل الزميل سامي غالب رئيس تحرير "النداء" صباح الثلاثاء 9 يونيو مجددا أمام نيابة الصحافة والمطبوعات، للتحقيق معه بشأن مقاله الافتتاحي "27 إبريل.. يوم العسكر قراطية" المنشور في العدد 194 الصادر في 29 إبريل الماضي. وكانت النيابة استكملت قبل أسبوعين التحقيق مع "غالب" و3 من محرري النداء هم عبد العزيز المجيدي، شفيع العبد، وفؤاد مسعد, بشأن تقارير ومقالات تناولت الأحداث في المحافظات الجنوبية والشرقية.
يأتي ذلك ضمن الحملة التي تبنتها وزارة الإعلام ضد الصحافة المستقلة، منذ مطلع الشهر الماضي، حيث كان وزير الإعلام تقدم بشكوى إلى النائب العام مطلع "مايو" طالب فيها بالتحقيق مع رؤساء تحرير (8) صحف مستقلة، وأكثر من 30 صحفي وكاتب، كانوا كتبوا تقارير وأخبار ومقالات حول الأحداث في الجنوب. وطالب الوزير التحقيق في محتويات 6 أعداد من صحيفة "النداء" صدرت في شهري مارس وإبريل. ويتم التحقيق مع رئيس تحرير الصحيفة بشأن ما ورد في مقاله المعنون ب " 27 إبريل.. يوم العسكر قراطية" الذي عده الوزير مسيئا للزمن والتاريخ والديمقراطية. لكن عضو النيابة المحقق اعتبر في جلسة تحقيق سابقة أن ما ورد في المقال لا يتضمن ما يوجب مساءلة رئيس التحرير. وتخشى أسرة النداء من أن يكون قرار النيابة باستدعاء رئيس التحرير مجددا ناجم عن ضغوط تمارسها جهات حكومية. إلى ذلك فإنه يتم التحقيق مع "غالب" بشأن مقالين افتتاحيين هما " غزو الحراك الجنوبي من الداخل" و" الوحدة .. جنوبية" المنشورين في 1 إبريل و 22 إبريل. كما تم التحقيق معه و3 من محرري "النداء" بشأن مواد وتقارير أخرى, قال الوزير في مذكرته إلى النائب العام إنها تثير النعرات المناطقية وتمس بالوحدة اليمنية وتحرض على العصيان المسلح وتروج للانفصاليين.
وفي الموازاة منعت وزارة الإعلام طبع الصحيفة منذ 6 مايو الماضي, حيث امتنعت مطابع مؤسسة الثورة عن طبع الصحيفة. وتعذر الطبع في مطابع أهلية في العاصمة بعدما أكد مالكوها أنهم تلقوا تعليمات صارمة من الوزارة تقضي بعدم طبع الصحيفة وإلا تعرضوا للملاحقة القانونية.
وألحقت هذه الإجراءات التعسفية أضرارا مالية ومهنية فادحة بالصحيفة. وحالت دون وفاء الصحيفة بالتزاماتها تجاه المعلنين. وتلفت أسرة النداء عناية القراء إلى أن هذه الانتهاكات الجسيمة في حال استمرارها ستعطل قدرة الصحيفة على استئناف الصدور, خصوصا إذا امتنعت مؤسسة الثورة عن طبع النداء بذريعة عدم صدور توجيهات صريحة من وزير الإعلام تسمح بالطبع. وإذ تنوه بتضامن العديد من المنظمات الحقوقية والمدنية, وتعتز بموقف بعض الفئات المهمشة التي عبرت بوسائل عديدة عن وقوفها مع الصحيفة في محنتها, تحيي بوجه خاص السجناء " المعسرين" في السجن المركزي بمحافظة تعز الذين بادروا إلى احتجاجات رمزية تعبيرا عن وفائهم للصحافة الحرة وإيمانهم برسالتها.
وحيال موقف مجلس نقابة الصحفيين من الانتهاكات التي استهدفت الصحافة المستقلة, تعرب أسرة النداء عن أسفها لعدم وفاء مجلس النقابة بواجباته المنصوص عليها في النظام الداخلي, وتستنكر تورط بعض أعضاء المجلس سرا وعلانية في التحريض ضد "النداء" والصحف المستقلة الأخرى. وإذ تنبه إلى المخاطر المترتبة على تهاون المجلس حيال الاعتداءات الخطيرة وغير المسبوقة التي تستهدف تقويض حرية الصحافة بما هي إحدى ركائز الهامش الديموقراطي, تشدد على ضرورة محاسبة أي عضو في المجلس أو النقابة تورط في التحضير لهذه الاعتداءات أو تسويغها.