منذ أن دخلت مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية محافظة تعز، في مارس/آذار 2015، تغيرت معالم المدينة، وحل الخراب في كل شيء. فكان للمباني العامة نصيبها من الخراب والتدمير، فتضررت بشكل كبير، بعد استهداف المليشيا الانقلابية لها، بالقصف بمختلف الأسلحة الثقيلة، وحين لم تكن تجد سببا لقصفها، كانت تخلق ألف سبب وسبب. ناشطون قالوا إن النزعة التخريببة الانتقامية لدى المليشيا، حعلتها تقدم على استهداف كل شيء في المدينة، في محاولة لطمس معاملها. تجريم نصت العديد من القوانين والاتفاقيات المختلفة، على تجريم، استهداف الأماكن العامة أثناء الحروب، ووضعت اتفاقية جنيف الرابعة، الخاصة بحماية المدنيين في وقت الحرب، مجموعة من القواعد لحماية هذه الفئة لكونها لا تشارك في النزاع، فالمادة 18، على سبيل المثال، تحظر قصف المستشفيات، وتلّزم أطراف النزاع على احترامها وحمايتها، لكن وحسب إحصائيات حديثة، فإن مليشيا الحوثي وصالح، استهدفت بالقصف عشرة مستشفيات في محافظة تعز وسط اليمن. كما ينص البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف، المتعلق بحماية ضحايا النزاعات المسلحة لسنة 1977، في المادة 54 منه تمنع مهاجمة، هدم، نهب أو تحطيم ممتلكات ضرورية لمعيشة المدنيين، مثل منشآت تخزين مياه الشرب ومحطات الصرف الصحي. استهداف المستشفيات قال تقرير صحفي إن الانقلابيين استهدفوا 189 مبنى ومرفقاً صحياً في تعز, بعضها عامة والأخرى خاصة. ( محمد.ع) أحد مرضى الفشل الكلوي، يقول، كنا ننتظر بهيئة مستشفى الثورة العام، أن يحين دورنا لنقوم بجلسة الغسيل الكلوي، وفجأة تعرض المستشفى للقصف، ونحن أمام مركز الكلى الصناعي. ويضيف، نسينا تعبنا ومرضنا حينها، وشعر المرضى بالخوف، وأصيب البعض من الأبرياء، جراء القصف. ويستطرد بالقول، إننا كنا مجبولين على العودة إلى المستشفى، على الرغم من معرفتنا أن المليشيا ستقصفه، ونحن نتحمل كل ظروف الحرب القاسية، فمعاناتنا نحن مرضى الفشل الكلوي، لا يعلم فداحتها إلا من يعيشها، وقد ضاعفت الحرب من معاتنا أكثر وأكثر. إحصائية عامة أعلنت الحكومة اليمنية في وقت سابق، تدمير 70% من البنية التحتية في تعز، جراء استهداف المليشيا الانقلابية لها. ووفقاً لإحصائيات أخيرة، أظهرت بأن مليشيا الحوثي والمخلوع، تسببت بتدمير 38 مستشفى بمدينة تعز، وتدمير 152 مدرسة وحرمان 200 ألف طالب وطالبة من التعليم، كما تسببا في إغلاق جامعة تعز وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، ما أثر على 30 ألف طالب وطالبة. وبينت الإحصائية ذاتها أن الميليشيات الانقلابية تسببت في تدمير 86 مركزاً خدمياً. وثق تقرير حقوقي خلال الفترة من 15 أكتوبر/تشرين الأول 2014، وحتى 30 ديسمبر/كانون الأول2015، تضرر (25160) منشأة عامة وخاصة في اليمن، في تعز وحدها تضرر (2144)، تزايد العدد بسبب استمرار سيطرة المليشيا على المحافظة. فيما رصد تقرير حقوقي آخر تعرض قرابة 3758 منزلاً وممتلكات عامة وخاصة لتدمير كلي وجزئي في ذات المحافظة. يذكر أن الحرب اليمنية الدائرة في محافظة تعز، أدت إلى تدمير المباني الأثرية، فيها كالمتحف الوطني، ومتحف البدر، ومتحف الإمام أحمد، من خلال استهداف المليشيا لها بالمدافع والهوزر والهاون. كما تضرر وبشكل كبير مبنى المحافظة، ومبنى مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، الذي يعد أكبر مؤسسة ثقافية فيها. قصف المساجد إضافة إلى استهداف المليشيا للمدارس والمعالم الأثرية، والمستشفيات، فإنها كذلك قصفت العديد من المساجد. مازال(منصور. س) يتذكر يوم الجمعة الذي قصفت المليشيا الانقلابية فيه مسجد"السعيد"، ويقول، لم نخف نحن المصلين من الموت، لكن شعرنا بالأسى، حين وصل بهم الأمر إلى قصف المساجد، فمهما كان السبب لا يوجد ما يبرر ذلك. وهو أيضا لا ينسى اشتداد القصف على بعض الجوامع، خلال العام 2015، قبيل صلاة التراويح، إذ كانت المليشيا الانقلابية تكثف من القصف، لمنع الناس من أدائها، وهو يتذكر أيضا سقوط العديد من القذائف في المقبرة المجاورة لمسجد السعيد بمحافظة تعز. مليشيا التدمير في السياق قال الصحافي أحمد الصباحي، إن مليشيا الحوثي في حروبها ضد المدنيين، لا تفكر بأي عواقب، فاستهدفت الإنسان الذي كرمه الله قبل أي شيء آخر، وأيضا قصفت المباني العامة، والبنية التحتية لمحافظة تعز، بطريقة منهجية مدروسة، لكي تعيد المواطن اليمني إلى العصور القديمة، وتمارس عليه العنجهية والطغيان، وتحكم على مصيره بأمر زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي. وأضاف بالقول، ما تقوم به جماعة الحوثي في تعز، وفي الكثير من المحافظات، باستهدافها لأماكن عامة وللبنى التحتية، دليل واضح على أنها مليشيا عنف وقتل ودمار، بعيدة عن البناء والتعمير. مؤكدا أن" من كان شعاره "الموت" لن يقدم للحياة أي شيء، ومن تربى على القتل، لن تؤثر فيه مشاهد القتل والتدمير في أنحاء الأرض". ولفت"الصباحي" في ختام حديثه إلى أن تعز، تقف أمام اختبار صعب، في مواجهة عنجهية الحوثي، مؤكدا أنه إذا أتيحت الفرصة للمليشيا الانقلابية، لدمروها عن بكرة أبيها" كما فعل" نيرون" الطاغية"، مستدركا" لكن صمود أبناء تعز وقف حجرة عثرة أمام مشروع الموت الحوثي".